الأمن سر الجاذبية في الإمارات
بقلم: حافظ البرغوثي

النشرة الدولية –

تبوأت دولة الإمارات المرتبة الثانية عالميا في الأمن والنظام وفقا لمعهد ”جالوب“ الذي يقيس مستوى الأمن والأمان دوليا، طبقا لمعايير محددة تشمل استطلاع رأي وقدرة الأمن على ضبط النظام والقانون وتطبيقه ومستوى الجريمة والكشف عنها.

والغريب أن الأردن، وهو دولة محدودة الموارد ويعتبر من الدول الفقيرة، تبوأ المرتبة السادسة عشرة دوليا والثانية عربيا بعد دولة الإمارات.

فالمركزان المتقدمان دوليا يؤكدان أن الإنسان العربي قادر على الإنجاز عندما تكون هناك إرادة قيادية حكيمة لا تخشى في الحق لومة لائم.

ولعل الثروة التي أتاحت للإمارات أن تحقق معجزة أمنية وتضبط إيقاع حياة أكثر من 150 جنسية على أراضيها في أمن وأمان وتحت مظلة القانون هي السحر أو السر الخفي الجاذب للاستثمار والسياحة والإقامة في الإمارات وهو سحر لا يظهر، لكنه ملموس ولا يشعر به إلا من زارها من دولة أخرى تعج بالجرائم بشتى أنواعها.

فليس مهما وقوع جريمة ما أو سرعة القبض على مرتكبها، بل المهم منعها منذ البدء بإيجاد آليات وأساليب تجعل من تسول لنفسه بارتكاب جريمة أن يتردد ويرتدع لأنه يعلم مسبقا أن يد العدالة ستطاله مهما خطط وتفنن في التمويه.

ولعلني هنا أذكر حادثة صغيرة، إذ كنت مع أصدقاء أجانب ذات سنة في منطقة بين الشارقة ودبي، وأوقفنا السيارة لنتجه إلى مكتب قريب وتركنا السيارة مفتوحة، فتسمر الأجانب في أماكنهم على الرصيف، ولما سألتهم عن السبب قالوا: لأنكم تركتم السيارة مفتوحة، فقلنا لا تخافوا لأننا لا نخشى أن يمسها أحد، فالبلد أمان.

بينما في بلادهم، عليك أن تحكم إقفال السيارة وتضع عدة أقفال على باب بيتك عدا الكاميرات وأجهزة الإنذار، فالأمن في بعض الأحيان ينبع من داخل الإنسان نفسه وضميره إن كان نقيا وليس من الكاميرات وأجهزة الإنذار.

وبالنسبة للأردن فهو بلد فقير لكنه يضبط الأمن انطلاقا من سيادة القانون أولا وسرعة تحرك أدوات تنفيذ القانون أي الشرطة وأجهزة الأمن الأخرى كما الإمارات.

كما أن سلاسة إجراءات الأمن والقانون تتيح حل القضايا بسرعة، ففي ذات سنة سمعت صراخا قرب مبنى في دبي وكان بين صاحبي سيارة: الأول سائح عربي، والآخر مقيم عربي بعد أن صدم الأخير سيارة الأول، فتدخل رجل أمن مهذب وقال لمن يصرخ: اهدأ كل مشكلة لها حل. لا ضرورة للصراخ، هاتا التأمين والرخص وراجعا المخفر ما دمتما مؤمّنين، فالتأمين يتولى الأمر ولن يستغرق الأمر أياما بل ساعات أو أقل ومن تضرر يستأجر سيارة على نفقة الآخر أو التأمين وسكت الصراخ.

أما إذا توجهت إلى بلد آخر غربي أو شرقي، فإن النصيحة الأولى من الفندق لك ألا تخرج بمال كثير في جيوبك وألا تضع الموبايل أمامك على الطاولة في مقهى وألا ترتدي زوجتك ذهبا، وإذا أردت الشراء فاذهب إلى ركن واخرج ما تحتاجه من مبلغ ولا تدع أحدا يراك، فتضطر إلى التصرف بسرية كأنك لص بينما، اللصوص طليقون يتحينون فرصة انتقاء ضحية، وإن استخدمت بطاقة ائتمان فاضغظ على الصراف الآلي بعد الانتهاء حتى يختفي رقمك.. الخ من وصايا للسائح في بلاد تعج باللصوصية والقبائح.

زر الذهاب إلى الأعلى