الأردنيون يرفضون الصهاينة.. فهل وصلت الرسالة..؟!!
بقلم: صالح الراشد

 

 

رسالة مدوية وجهها شباب الأردن وأحرارها بأن الإتفاقيات مع الصهاينة لا تعني تطبيع الشعب مع المحتل، الرسالة كانت واضحة جلية من شتى مفاصل العمل السياسي الأردني، فطلبة الجامعات خرجوا ضد إتفاقية “الطاقة – المياة”، ولحق بهم الأحرار على دوار الداخلية ثم عديد الأحزاب في وسط العاصمة، وامتلأت وسائل التواصل الإجتماعي بنقد لاذع للحكومة على توقيع إتفاقية المباديء، وطالب الجميع بعدم الذهاب صوب الرغبات الصهيونية بتوقيع المزيد من الإتفاقيات التي تزيد من تكبيل القرار الأردني، والذي أخذ يخسر من قدرته على إتخاذ قرار وطني في ظل الضغط الغربي العربي لتقديم المصلحة الصهيونية على المصلحة العربية.

المظاهرات  خرجت في عديد المناطق وضمت الشباب والشيوخ والنساء والأطفال، وهؤلاء الأطفال جاءوا ليطالبوا بإطلاق سراح أشقائهم من السجون بعد إلقاء القبض عليهم، لخروجهم في مظاهرات ضد إتفاقية الطاقة والمياة، ليشكل إعتقال شباب الوطن ضربة موجعة لدعوة الملك بإنضمام الشباب للعمل الحزبي والضغط على الحكومات من الأسفل، وبالتالي فإن الإبتعاد عن العمل الحزبي سيتزايد إلا في الأحزاب الوهمية التي تُجيد الحبو صوب المناصب حتى لو كان على مصلحة الأردن وشعبها، لتقوم الحكومة بتكميم الأفواه ومنع المواطنين من تنفيذ حقوقهم الدستورية بالإعتراض والتعبير عن الرأي.

 

لقد صدح الشعب الأردني برأيه وقال كلمته بصوت مرتفع سمعه جميع من في العالم، بأنه لا تطبيع مع الصيهوني، حيث وصم المعتصمون والمتظاهرون التطبيع وغاز الصهاينة بأنه خيانة واحتلال، لتكون الرسالة واضحة بأن ما تقوم به الحكومة الحالية يتعارض مع الفكر الشعبي الذي يعتبر الكيان الصهيوني هو العدو، وان الإتفاقيات لا تحظي بموافقة أو دعم الشعب الذي إلتحم صفه ضد أي إتفاق مع الصهاينة، مما يوجب على الحكومة التي تصم أذنيها أن تعيد فتحها حتى تستمتع للشعب بكل وضوح.

 

وطالب المعتصمون من الحكومة عدم العبث بالدستور الأردني، واعتبروا التعديلات تُغير شكل النظام السياسي في الأردن وطالبوا البرلمان برفض التعديلات والإتفاقية وأن يكون لهم موقف لحماية الوطن، وبأن يرفعوا صوتهم مع الحق وضد الباطل وبالذات ضد التقارب مع الصهاينة الذين هم العدو الأول ويتجرأون على مقدرات الوطن، فهل يفعلها النواب أم أن المجلس لا يملك القدرة على إتخاذ قرار يتناسب مع رغبة الشعب، وبالتالي سيوافق على إتفاقيات الماء والطاقة والغاز وما سيليهم من إتفاقيات لن تنتهي ولن تتوقف في ظل الضغط الغرب عربي.

 

ويُكتب للحكومة والقوات الأمنية بأنهم لم يقفوا في وجه إعتصامات ومظاهرات يوم الجمعة حتى لا يتفاقم الوضع بصورة لا يمكن السيطرة عليها، كما يستحق المنظمون كل الإحترام لمحافظتهم على ممتلكات الوطن والإعتصام السلمي الحضاري، لتصل الرسالة بأقصر الطرق وأكثرها حضارية، بأن الشعب لا يريد أن يكون أسيراً لإتفاقيات مع الصهاينة تسلب حقه وقراره السياسي والإستراتيجي بالمياة والطاقة، بل يريد أن يكون سيد نفسه ومقدراته مما يثشير إلى أن الإعتصامات والمظاهرات ستتواصل خلال الايام القادمة لحين الإفراج عن المعتقلين وإلغاء الإتفاقية المعيبة.

زر الذهاب إلى الأعلى