غداً ثورة الغضب: هل استفاق اللبنانيون؟
بقلم: فادي غانم

النشرة الدولية –

 

الدولار تجاوز ٢٥ ألف والحد الأدنى للأجور الشهرية في لبنان بات يوازي ٢٦ دولار فقط، آلاف الأطفال ينامون دون طعام وفي البرد دون تدفئة، لعجز ذويهم عن دفع تكاليف المازوت وحتى الغذاء، أما عن تكاليف المدارس والطبابة وغيرها فحدّث ولا حرج، فاللبنانيون أكثر من ٧٠٪؜ منهم تحت خط الفقر.

 

هذا هو الإنجاز العظيم الذي حققه سياسيو لبنان، وما زالوا يطلّون علينا كل يوم بخطابات رنانة عن حقوق الطوائف والتنظير في الديمقراطية والكرامة والسيادة الوطنية، وكأنهم يعيشون في عالم آخر. والأسوأ من كل ذلك أنهم يستغلّون حالة الفقر والجوع هذه لشراء الناس والذمم والأصوات الانتخابية كي يعودوا من جديد إلى مناصبهم الرفيعة ويحافظوا على حصاناتهم في وجه العدالة والقانون.

 

الدعوة إلى التظاهر غداً تنطلق من الألم والقهر والجوع، والهدف إيقاظ ضمير من تبقى لديهم ضمير، لانقاذ هذا الشعب و الوطن من محنته.

 

لقد خمدت الثورة لأسباب عديدة، وأضاعت البوصلة في شعارات حرفتها عن مسارها الصحيح، ودخل على خطها بعض الغوغائيين من أصحاب الطموحات الصغير بالمناصب والمكاسب، ففقدت زخمها وجمالها وفشلت في تحقيق المطالب.

 

الآن من جديد قد تكون فرصة تغيير حقيقي على أبواب الانتخابات النيابية، وعلى كل الشرفاء المشاركة في رفع الصوت ومواجهة المنظومة الفاسدة. هذه المنظومة المتحكّمة بلبنان، مرة باسم الطائفة والدين، ومرة بشعارات جوفاء، ورهانات دولية باطلة ومضرة بالوطن.

 

بداية الثورة كانت مشجعة بسلميتها وحضارة المشاركين فيها، لكن من حوّلها إلى ثورة قطاع طرق وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، كان يريد إسقاط الثورة.

والآن من جديد حذار أيها اللبنانييون الشرفاء من الكمائن التي قد ينصبها أصحاب المشروع الطائفي للإيقاع بالثورة، وحرفها عن المسار الصحيح.

شاركوا بكثافة وسلمية ورقي، وليكن الهدف الأسمى إنقاذ لبنان وشعبه من طغمة الفاسدين، لأي مذهب أو منطقة انتموا.

زر الذهاب إلى الأعلى