” عنفوان الصباح” بقلم: أ. سيرين الزوش – تونس

عنفوان الصباح يندلع من خجل غيمة
يهب برونقه على نوافذ الأرواح الموصدة
يوقظ السكارى من غفوات باهتة معتمة
و البحر الجسور يخفت بريقه
أمام صباح يكتسح بفضوله الأفئدة
يمتزج البحر بأعناب شهية
في صباح صيف لاذع سماؤه متنكرة
تلبس قناع الرطوبة
و في جوفها نار تحرق الأخضر و اليابس
تحرق بمتعة الألحان الطروبة
يمتزج البحر ببرتقال حامض
في صباح شتاء يجمد الحنظل
يبشر الكادحين بزخات كتومة
يزيد صداعهم بهرهرة رياح عجولة
عنفوان الصباح أغنية تندلع من مذياع
قديمة أو جديدة … دافئة و النبض لها ينصاع
تتصدع الآذان بأخبار ناسفة
تترنم النفوس ببشائر و تغدو لها قاطفة
كأن الربيع بجداوله يجدد الحياة
من عيون قوس قزح تهطل الأمنيات
مولع أنت بالنسيم و عليه تعتاد
تكتب بريشة الإبداع على خيوطه اللامرئية
كلمات لا تضيع في زحمة الكلمات
عنفوان الصباح انعكاس الجمال المثير على المرايا
طلعة بهية تسبق بشموسها القضايا
تجعل قوانين الطبيعة كالرفات
تعزل الرسوم المخلدة عن الشظايا
عنفوان مأتاه طيور الكروان
سمفونيات عبقها كتاريخ الريحان
أتغني النوارس لتستفز هدوء الشطآن
و كيف تستفز من كان لروحها الحصن و نبع الحنان
عنفوان لا يموت بل راسخ متجدد
تقاسيم النجوم البلورية به تتبدد
شاردة الأحلام المزيفة في ليل ينطوي
لكن الصبح بعنفوانه عن الكل غني

———————————————
*سيرين الزوش / شاعرة وأستاذة لغة و آداب عربي، حاصلة على الاجازة في الآداب.. و ناشطة في منتديات أدبية تونسية وعربية

زر الذهاب إلى الأعلى