الأمم المتحدة عجوز شمطاء
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

الأمم المتحدة عجوز شمطاء تفتقد للقيم ومباديء فقد تم صناعتها واستقدام أفضل العاملين في التجميل، لتحويلها إلى واجهة جميلة لأفعال عفنة، فهي تحمي القوي وتذود عنه بفضل الشراكة المبنية على المصالح بين كبار العالم، وقد يقوم أحدهم بحماية دولة معينة من أجل أن يحقق مكاسب أكبر ويمنعها من الذهاب لبيت الطاعة في دولة أخرى، لنشعر أن الأمم المتحدة ماخور مرخص عالمياً بحيث تتنقل الدول الضعيفة في غرف القوية ولكل يبحث عن سند يذود عنه ويحميه من قسوة الآخرين وسطوتهم، لذا فقد ضاع الحق بين حراس العالم وزعرانه والبلطجية الذين لا يقيمون للإنسانية وزن.

فالأمم المتحدة صمتت عما جرى في بورما “مينمار” من قتل حسب الديانة، وعن زيمبابوي التي قادها الديكتاتور موغابي الذي لم يحفل حتى بتوفير الماء للمواطنين، وفلسطين والقرارات الورقية التي صدرت لإنصافها ونيل حقها، ورغم مجموعة من القرارات ما بين الضعيفة الهشة والقوية إلا أنها جميعاً تساوت في الضعف كونها لم تُنفذ على أرض الواقع، لتثبت الأمم المتحدة أنها بيت السلطوين الراغبين في دعم القتلة والمجرمين على حساب الدول التي تعاني شعوبها الامرين من ضعف في البنية التحتية ويحكمها من ينهبونها، لذا فقد كان القرار الأممي مبني على العلاقات بين الدول دائمة العضوية ومدى مصالحها مع الدول المعتدية، كما يحصل في القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني الذي تحميه الدول دائمة العضوية.

لقد أجادت الأمم المتحدة دورها بإمتياز تُحسد عليه حين نصبت نفسها حاكماً وجلاداً على الدول العربية التي رفضت في يوم من الايام الإنصياع للقرار الغربي، فخرجت القرارات تباعاً وتم تنفيذها بقوة وسرعة، لنجد أن العراق قد عادت لما قبل التاريخ وتم تسليمها في النهاية لإيران، فيما ليبيا لا تزال تحاول لملمة جراحها، لكن يبدو أن الجراح قد استعت بسبب الغرب ليصعب خياطتها حتى بالإنتخابات، فيما السودان يتوجع من سياسة الغرب البالية، وسوريا تعاني من حصار جائر حمل إسم كريه في العالم العربي، وهو قيصر الذي يمثل الظلم والبطش الأوروبي بالعرب في عصور الجاهلية ولم تتخلص منهم الأمة إلا في عصر الإسلام، ليعود لنا هذا الإسم المشؤوم تحت شعار اسم الضابط المنشق.

لم تقف الأمم المتحدة مع من يحتاجهم من الشعوب بل كانت راس حربة لظلم القيادات لدول أخرى تحت شعار نشر الحرية والديموقراطية والعدالة والإنسانية، والتي أرادت تحقيقها بنشر الموت والخراب والدمار، لتكون المحصلة المزيد من القتل والتخلف والرجعية وضياع الأوطان ليكون المستفيد من هذه القرارات وما حصل بعدها الدول القوية ومن تقوم بدعمها، لتسقط الأمم المتحدة في مصداقيتها ولتثبت أنها عجوز شمطاء تعشق الغدر وتتمسك بالخيانة.

Back to top button