في حوار مع آخر سلاطين “السلطنة القعيطية الحضرمية” في شبة الجزيرة العربية يكشف عن تواطئ بريطاني في اسقاط حضرموت

السلطان غالب : بعد عودتي لحضرموت عام 1996 " منعت منعًا باتًا من العودة لها مرة أخرى إلا بإذنٍ مسبق.. ولم يمنح لي قط

“حدثت في عهدي جهود متقدمة من أجل توحيد سلطانتين حضرموت ” القعيطية والكثيرية ” مع المهرة ولكن تم افشالها”

حاوره: ناصر بامندود

السلطان ” غالب بن عوض القعيطي “..  هو آخر سلاطين السلطنة القعيطية الحضرمية، تلك الدولة التي كانت ثالث أكبر دولة في شبة الجزيرة العربية بعد المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان حتى العام ” 1967م “، وتلك السلطنة التي حكمت اجزاءً كبيرةً من حضرموت لمّا يزيد عن ال ” 120 ” عامًا، وكانت دولة مؤسسات، وكانت مدينة المكلا عاصمتها، والتي سقطت يوم ” 17سبتمبر ” عام ” 1967م ” حين سيطر أفراد من الجبهة القومية على مدينة المكلا عاصمة البلاد.

وهو السلطان الذي يحظى بشعبية واحترام من فئة كبيرة من ” الحضارم ” فحين عاد لحضرموت في العام ” 1996 ” حظي باستقبالًا شعبيًا كبير، وثم استقباله أستقبال الأبطال، وثمّة مثال دارج يقال حتى يوم الناس هذا، وشاع مؤخرًا بين العديد من أهالي حضرموت بأن ما تعانيه حضرموت وأهلها حاليًا هو بسبب ” دعوة مظلوم ” ويقصّدون هنا بأنها دعوة السلطان غالب بن عوض القعيطي، حيث يرون من وجهة نظرهم بأنه أخرج من الحكم وسقطت دولة عائلته ظلمًا.

وفي هذا الحوار سنتعرف على الكثير من الأمور والخلفيات والأشياء بلسان ” السلطان غالب ” نفسه، حيث سيوثق شهادته على الأحداث التي جعلت الدولة الحضرمية تسقط، وعلى الخطط التي كان يسعى لتحقيقها، وحقيقة الدور البريطاني في حضرموت، وعن حياته الحالية، ولماذا توارى عن الأنظار في سنوات الأخيرة.

 حدثنا عن حياتك الحالية؟

حياتي الحالية بسيطة وتنقسم أوقاتها ما بين العبادة والدعاء للأمة ولكم بالفرج ممّا يجري في وطننا الحبيب والعالم العربي والإسلامي بوجهٍ خاص، إضافةً إلى قضائي بعض الوقت مع أحفادي، ومن يزورني من أبناء الوطن وغيرهم.

 ما هي أهم مؤلفاتك؟

إليك فهرسًا موجزًا عن أهم ما حاولت أن أنجزه في هذا المجال منها المطبوع وغير المطبوع:

١ – ” تأملات عن تاريخ حضرموت قبل الإسلام وفي فجره مع مسح عام عن هجرة الحضارمة عبر الأزمنة بشعوب جنوب وشرق آسيا ” .( طبع سنة ١٩٩٦م).
٢- ترجمة لديوان شعر الأمير عبدالله الفيصل- يرحمه الله – المسمى ” وحي الحرمان ” من العربية للإنجليزية.( في انتظار الطباعة).
٣- ” دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والدول السعودية الثلاث “.( طبع باللغة الإنجليزية سنة ٢٠١٢م).
٤- ” منتهى الأماني في تاريخ مكة والمدينة والعالم الإسلامي، من أوائل العصور وأقدم الروايات إلى ١٣٣٣ه/١٩٢٥م “.( طبع باللغة العربية سنة ٢٠١٣م في ثلاثة مجلدات).
٥-” دراسة عن دعوة وفكر وحياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والدولة السعودية الأولى ” ( طبع باللغة العربية سنة ٢٠١٤م).
٦- ” التعامل المنصف أو القدح المسموم- تعليق تاريخي وسياسي عن السنوات الأخيرة للوجود البريطاني في جنوب شبه الجزيرة العربية “.( باللغة الإنجليزية، في انتظار الطباعة).
٧- ” نبذة تاريخية عن الأسر الحاكمة في جنوب شبه الجزيرة العربية “.( باللغة الإنجليزية، في انتظار الطباعة).
٨- ” قصة سلطان ” سيرة المؤلف الذاتية.( باللغة الإنجليزية، في انتظار الطباعة).
٩- ” تاريخ بافقيه الشحري- المتوفى بعد سنة ١٠٠١ه- والمسمى تاريخ حوادث السنين ووفاة العلماء والعاملين والسادة المربيين والأولياء الصالحين” تحقيق.( باللغة العربية، في انتظار الطباعة).
١٠- ” نبذة عن تاريخ يافع ” .( باللغة الإنجليزية، في انتظار الطباعة).
١١-” سيرة جلالة الملك فيصل كما عرفه ورآه المؤلف “.( باللغة الإنجليزية، في انتظار الطباعة).
١٢-” نظام الملك آصف جاه، حياته وعصره ” ( طبع باللغة الإنجليزية سنة ٢٠١٧م).
١٣- ” تاريخ الملوك الأولين من سلالة النظام والمراتها والفرنسيين والإنجليز وميسور وأسرة البايكاه إلى سنة ١٨٠١م “. ( طبع باللغة الإنجليزية سنة ٢٠١٨م).
١٤-” تاريخ ملوك حيدر آباد من ١٨٠١م إلى ١٨٦٩م مع ثورتي الهند الكبيرتين”.( باللغة الإنجليزية، في انتظار الطباعة).
١٥- ” مقالات مطبوعة متعددة في مواضيع سياسية وتاريخية وأدبية واقتصادية واجتماعية، وفي مجالات الفنون والتراث الإسلامي، مع تقييم لتأليفات قديمة وحديثة “.( باللغة العربية والإنجليزية) .

كما اهتم بترتيب وتهذيب ونشر مجموعة من مؤلفات العلوم التقليدية والحديثة لجدي المرحوم والمغفور له بإذن الله، العالم الكبير والفقية السلطان صالح بن غالب القعيطي – طيب اللّه ثراه – وهي :

١٦- ” مصادر الأحكام الشرعية ” في مجلدين
١٧- ” هيئة الملاحة البحرية ”
١٨- ” الملاحة البحرية ”
١٩- ” الطريقة الواضحة في الجبر والمقابلة ”
٢٠- ” كتاب الأسرار المنطوية في المثلثات المستوية ”
٢١- الآيات البينات الدالة على وجود خالق الكائنات “.

هل تنوي زيارة حضرموت مرة أخرى؟

نعم بالتأكيد، فقد كان وصولي إلى البلاد في عام ١٩٩٦م للإقامة الدائمة وإحضار أسرتي بعد عمل الترتيبات الضرورية لذلك، ولكن شاء الله أن لا يسمح لي بذلك وأرغمت على العودة إلى من حيث أتيت، وثم منعي بتاتًا من الرجعة إلا بإذن مسبق من الجهة العليا المعنية، والذي لم يمنح لي قط . وأعتقد بأنه لا داعي لشرح الأسباب وراء هذا القرار من قبلها!

ما هو رأيك في الأوضاع التي تعيشها حضرموت حاليًا؟

يا ابني لا أعتقد أن آرائي ومشاعري تجاه الأوضاع الحالية السائدة في البلاد تختلف عن أي مواطن ذو إحساس وغيرة ومحبة لوطنه وأهله . أسأل الله أن يصلحها ويرفع معاناتنا مع جميع شعوب العالم التي في وضعنا.

فترة حكمك كانت عامًا واحدًا فقط، فما هي الإنجازات التي شهدها عهدك القصير؟

قمت بالإصلاح الإداري في الدولة الحضرمية، وتفعيل دور الرقابة على الدوائر الحكومية، كما عملت على توحيد ولاء البادية وقبائلها للسلطنة الحضرمية، وسعيت في عقد ” مؤتمر عام للبادية ” إلا أن الإرادة البريطانية أفشلت عقد المؤتمر، وسعيت في اكتشاف النفط بحضرموت وذلك من خلال شركات نفطية أجنبية.

ما هي أسباب سقوط الدولة القعيطية من وجهة نظرك؟

جهل الشعب بصفة عامة بمصالحة الحقيقية، ونقصهم في فهم ودراية التطورات السياسية مع خضوعه التام لتأثير الدعايات المتمصلحة والمغرضة.

 

هل كانت هناك جهود لتوحيد سلطنتي حضرموت ” السلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية ” لجعلها دولة واحدة؟

شعب حضرموت هو شعبًا واحد، وإن أخطئ البريطانيون – وللأسف – في فهمهم بوصفهم ” قعيطي ” و ” كثيري ” تحت تأثير تعاملهم مع أبناء المناطق القبلية الأخرى الخاضعة لحمايتهم. في القرن العشرين على سبيل المثال كانت هناك محاولات عدة أبرز مثال لها ” معاهدة عدن ” بين الدولتين عام ١٩١٨م باعتبار شعب حضرموت شعبًا واحد . ثم محاولات أخرى في عهد جدي السلطان عمر تحت إشراف جدي السلطان صالح مع السادة آل الكاف بصفتهم ذوي نفوذ في السلطنة الكثيرية والتي كانت بمباركة سلاطينها، وشاء الله بأن لا تفلح. ويضم مؤلفي ” تأملات ” في ملاحقة وصف موجز عنها مع الوثائق الخاصة بها. ثم تجدد هذه المحاولات والدي المرحوم السلطان عوض بإشراك سلطانة الواحدي فيها، ولكنها لم تنجح في هذه الآونة بسبب تردد سلطنتي الكثيري والواحدي من تنفيذها خوفًا من حجم وإمكانيات الدولة القعيطية الحضرمية المتفوقة مقارنة بهما، ولعل كان لبريطانيا دورًا أيضًا في افشالها بسبب رغبتها أن تشاهد هذه الدول أعضاء في ” اتحاد امارات الجنوب العربي ” الذي كانت اسسته والدليل على ذلك انضمام الواحدي بعد هذه المحاولة بفترة وجيزة إلى الاتحاد المشار إليه . ثم كانت هناك محاولة أخرى في عهد والدي لأحياء مشروع الوحدة الحضرمية برئاسة السلطانين لها بالتناوب على أن تكون عاصمة هذه الدولة المكلا ثم سيؤن بأسلوب دوري. ولكن هذه المحاولة أيضاً لم تنجح بسبب مخاوف الجانب الكثيري من فقدان استقلالهم. وآخر هذه المحاولات كانت بمشاركة المهرة في عهدي وكانت ناجحة، إلا أن تكليفنا ( أي رؤوساء الأطراف الثلاثة بالذهاب إلى جنيف لمقابلة لجنة هيئة الأمم ثم منعنا من العودة كان بمثابة أسدل الستار على هذا المشروع).

ما كانت خططكم المستقبلية للدولة القعيطية الحضرمية قبل سقوطها؟

أ- الاصلاح الإداري على جميع المستويات في كل المرافق الحكومية المدنية منها والعسكرية، مع رفع مستوى الأداء والربط والضبط المبني على القدوة من قبل رؤساء كل قسم وعلى رأس الهرم السلطان نفسه في جميع الحالات والمجالات . ومراقبة هذه العملية كان يسهل عليّ بسبب يفوع سني وطبيعتي النشطة والمسؤولة .
ب- جذب وضم القبائل في جميع شعب الحياة والقرار السياسي بأسلوب أكثر فعالية بحكم أنهم يمثلون نسبة من تعداد الخريطة السكانية للدولة.
ج- تطوير آلية دستورية واقعية فعالة منبثقة من مبادئ ديننا الحنيف وتقاليدنا واعرافنا التليدة بعيدة عن التحزب بحكم أننا جميعاً مجتمع واحد دون إنفصام أو تفرقة، يسهل على جميع فئات الشعب فهمه والتعامل معه والاستفادة منه بأسلوب إيجابي، وذلك على مستوى المجالس القروية والمدنية أو ” البلدية ” وأيضا القبلية. وللمزيد من التوضيح في هذا الشأن بالإمكان مراجعة ” رؤية السلطان غالب ” الآوية على حلول لمسألة المنطقة.
د- البحث عن المزيد من مصادر دخل جديدة ابتداءً بتطوير ما تنعم به الدولة من خيرات، وأهمها الثروة السمكية – أتعلم بأنه كان أخبرني خبير في هذا المجال، وهو نرويجي الجنسية وممثل آنذاك لهيئة الأمم في عدن بكل جدية أنه ” إذا تم الأستفادة بأسلوب علمي صحيح من ثروتكم البحرية، فأنكم ستجدون أنفسكم أغنى من الكويت! ” هكذا قال لي. وأريد أن أضيف هنا من باب الأسف أنه كان مصير هذا الخبير القتل على يدي الجبهة القومية أو التحرير- والله أعلم- في عدن خلال تلك الفترة. وهذا وبعد انسحاب شركة ” بان أميريكان ” كنت على وشك توقيع اتفافية مع شركة( AGlP) الإيطالية لولا سفري المرغم إلى جنيف. وعليّ بالذكر هنا أن خالد أبوبكر بارحيم لعب دوراً بارزاً في تمهيد السبل مع هذه الشركة بينما محمد عبدالقادر بامطرف الذي كان نائب وزير السلطنة أيام التعامل مع ” بان أميريكان” كان قد افادني بمعلومات مفيدة عن خلفية العقد والتعامل معها . وإضافة إلى البحث عن المعادن، ولمعلومة أنه كان لأسلافي دوراً كبير في هذا الشأن، وأرجو منك الحصول على نسخة من ” جيولوجيا وجغرافيا المكلا ” للخبير ( O. H. Litte) الذي قام بإعادة طباعته في عام ٢٠١٤م عمي الدكتور: عبدالعزيز علي صلاح القعيطي، وكان من حسن حظي كتابة مقدمته المغطية بأسلوب وجيز عن تاريخ هذا النشاط.ولو انه بالانجليزي،الشأن بأنه كان هناك مشروع لترجمته إلى اللغة العربية الذي قد يكون أنجز!، هذا وبما أن حضرموت المذكورة على سبيل المثال في سفري ” التكوين ” و ” الصحاح ” في ” العهد القديم ” غنية تاريخياً ومتمتعة بجمال طبيعي فريد من نوعه، وإن كان تنقصه التسهيلات، فكان همي بذل قصارى جهدي لتشجيع هذه الصناعة ” صناعة السياحة “. وكنت قمت باتصالات في بريطانيا في هذا الشأن خلال زيارتي لها أثناء فترة حكمي. وقل من يعلم أن المستر ” شيبرد ” الذي زار المكلا في ستينات القرن الماضي وصفها ” كأجمل مدينة صغيرة في العالم ” ناقلاً انطباعاته في لوحة زيتية مشهورة. ولا يخفى عن أي زائر جمال حضرموت الداخل بفنه المعماري الفريد، ومن أبرز أمثلته ” شبام ” العالية المتمتعة بوصف ” مانهاتن ” أي نيويورك حضرموت! علماً بأن المستر شيبرد كان قد نقل روعة جمالها أيضاً في لوحة زيتية جميلة. وقليل من يعلم بأن مدينة شبوة التاريخية مقر آل قطيان من الكرب كانت تأوي في عصر عروجها ما لا يقل عن خمسة وستين معبداً وفقاً لوصف المؤرخ الروماني ” بلينوس “. إضافةً إلى تقاليدنا المشهورة عن الترحيب واكرام الضيف والغريب، وعلينا أن لا ننسى جمال سواحلنا ولون بحرنا النقي. وفي سبيل تدعيم هذه الأنشطة، وعلى رأسها هذه القائمة تطوير وشبك الطرق الموجودة لتمكينها من الاستجابة للضغوط المتنامية عليها مع إضافات مجدية لها وفقاً للطلب وتوجهاتها المستقبلية وفقًا للدراسات.

 هل تعتقد بأن بريطانيا تواطأت في انجاح مخطط الجبهة القومية ضدكم؟

مائة في المائة.. دعني أقول لك أن ” الجبهة الشعبية الديمقراطية ” الممثلة للجبهة القومية في حضرموت كانت تتمتع بعضوية رسمية مسجلة لا تتجاوز ٦٢ عضواً وهي كانت الممثلة لأفكار الجبهة القومية. لأن نظام وتأسيس الأحزاب عندنا كان يسمح لأي عشرة من المواطنين تأسيس حزبًا إنما شريطة أن لا يكون فرعًا لحزب من خارج البلاد . والمندوب السامي البريطاني الأخير ” همفري تريفليان ” في كتابه “‘الشرق الأوسط في حالة ثورة” بكل وضوح وصراحة على الصفحة ” ٢١٨ ” بأن الجبهة القومية: ” كانت قوية في الولايات غير العولقية ولكن ما سوى قليلون من الاتباع فحسب في المحميات الشرقية “. وابعث لك ما أستلمته اليوم وأنا ادون لك اجباتي هذه من اللواء الشريف حيدر بن صالح الهبيلي لعل وعسى تحصل على زيادة بالذي حصل.

يسأل البعض لماذا لم تدعم بريطانيا قيام دولة في حضرموت مثلاً مثل ما فعلت مع امارات ودول الخليج العربي؟

إن بريطانيا كانت تعاني من أزمة مالية في تلك الفترة فقررت تخفيض ميزانية الدفاع والتزاماتها الخارجية والاستراتيجية والاستعمارية وليس كرها لسلاطين الجنوب.
أما بخصوص دول الخليج فكانت لديها نفط وغنية ولن تضطر بريطانيا للصرف عليها.
وعندما قررت بريطانيا تبني ورعاية الجبهة القومية التي تخلت عنها مصر وتبنت غيرها جبهة التحرير، وافقت الجبهة القومية على كل شروط بريطانيا وبان تتنازل عن جميع الالتزامات البريطانية لسلاطين الاتحاد ولمدة ثلاثة سنوات والذي كان يكلفها حوالي 260 مليون جنيه استرليني سنويا (وهذا مبلغ كبير جدا في تلك الفترة، علما بأن ميزانية الدولة القعيطية كان حوالي 200 الف دينار، ودخل مصر من قناة السويس كان في حدود 54 مليون جنيه وخسرته بسبب حرب حزيران) هذا مقابل ان تسلم الحكومة لهم اضافة بان بريطانيا لم تكن ترغب ان تشاهد مصر في عدن بدلا منها وقريبة من ابار النفط في الخليج.
كما ان الدول الغربية وانظمتها تشتغل على الربح والخسارة وهذا كله في سبيل توفير المال اما المبادئ فهي للاستهلاك المحلي فقط.

لماذا اخترت المملكة العربية السعودية ومدينة جدة مكانًا لمنفاك واقامتك؟

بعد انسحاب الوجود البريطاني خلال أيام بعد سفري إلى جنيف بناءً على إصرار المندوب السامي، ومحاولتي العودة الفورية منها عندما أخبرت في بيروت عن رفض بريطانيا نقلي من عدن إلى المكلا، وبما أن رحلة طيران الشرق الأوسط إلى عدن الذي حجزنا عليها تقف في جدة. وجلالة الملك فيصل – طيب اللّه ثراه – كان متواجدًا آنذاك في الحجاز، فنزلنا هناك لمقابلته، ومنها أصبحت جدة مقر اقامتي. كذلك لوجود أكبر جالية حضرمية فيها.

ما هو شعور أكثر الحضارم الذين تصادفهم هنا في السعودية عند أحاديثهم لك؟

شعورهم مثل شعور أي مواطن غيور متألم من الأوضاع السائدة في بلاده.

لماذا اختفيت عن الظهور السياسي في السنوات الأخيرة؟

ألا سمعت ما قاله بعض الحكماء والقدماء بأن السكوت يعد من الذهب أحيانًا!
فإنني لم أكن ساكتًا بالكامل. وسوف أزودك بما تيسر منها إن شاء الله مستقبلًا. وأرجو لك يا ولدي التوفيق الدائم ومستقبل زاهر، وأدامك اللّه في حفظه ورعايته.

تابعنا غدا في ا لجزء الثاني من الحوار ..

 

زر الذهاب إلى الأعلى