سفير الإمارات لدى الأردن: نرتبط بالأردن باتفاقيات في مختلف المجالات.. والمشاورات بين قيادتي البلدين مستمرة

أشاد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة الأردنية الهاشمية أحمد علي البلوشي، بالعلاقات التاريخية المتجذرة في المجالات كافة بين البلدين التي أرسى دعائمها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما، وسار على نهجهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مؤكداً أن العلاقة بين البلدين وصلت إلى مستويات متميزة.

وقال في حوار خاص مع «الرأي» بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين:”إن ما يجمع البلدين من علاقات متميزة يأتي بفضل حرص قيادة البلدين على تعزيزها وتطويرها والارتقاء بها في جميع المجالات بما يحقق المصالح المشتركة، فهناك تعاون وتنسيق وثيقين بين البلدين على المستويات كافة، وانسجام وتوافق في الرؤى والمواقف في القضايا العربية والإقليمية والدولية كافة، والمشاورات بين قيادتي ومسؤولي البلدين مستمرة، كما ترتبط الدولتان باتفاقيات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والإعلامية والصحية والرياضية والنقل الجوي والبري، إضافة إلى المجال العسكري والشرطي».

وأضاف البلوشي: ان بلاده تنظر إلى المملكة، باعتبارها شريكاً أساسياً، حيث تمثلان معا صوت الحكمة والاعتدال في كافة الملفات والقضايا، كما أن العلاقات الثنائية لم تكن وليدة مصالح ظرفية أو حسابات عابرة، بل إيمان صادق بوحدة المصير.

وحول التعاون الاقتصادي بين البلدين، قال البلوشي: ان البلدين يرتبطان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، وهناك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في هذا الصدد، حيث ارتفع التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال عام 2019 إلى 2.836 مليار دولار.

واشار البلوشي الى ان حجم الاستثمارات الإماراتية في الأردن تجاوزت 17 مليار دولار، تتوزع على مشاريع البنية التحية والنقل والسياحة والزراعة والصناعة والطاقة المتجددة، أما الاستثمارات الأردنية في دولة الإمارات، فتتجاوز الملياري دولار، خاصة في القطاع العقاري.

وتاليا نص الحوار:

الرأي حدثنا عن العلاقات الأردنية ـ الإماراتية؟ وكيف تصفها؟

ترتبط الإمارات العربية المتحدة مع المملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات تاريخية متجذرة في المجالات كافة، أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وجلالة الملك الحسين بن طلال «طيب الله ثراهما»، وسار على نهجهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين «حفظهما الله» وقد وصلت العلاقة إلى مستويات متميزة من التعاون في كافة المجالات.

وإن ما يجمع البلدين من علاقات متميزة يأتي بفضل حرص قيادة البلدين على تعزيزها وتطويرها والارتقاء بها في جميع المجالات بما يحقق المصالح المشتركة، فهناك تعاون وتنسيق وثيقتان بين البلدين وعلى كافة المستويات، وانسجام وتوافق في الرؤى والمواقف بين البلدين الشقيقين في كافة القضايا العربية والإقليمية والدولية، والمشاورات بين قيادتي ومسؤولي البلدين مستمرة والتنسيق كامل.

كما ترتبط الدولتان باتفاقيات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والإعلامية والصحية والرياضية والنقل الجوي والبري، إضافة إلى المجال العسكري والشرطي.

وتنظر دولة الإمارات إلى المملكة، باعتبارها شريكاً أساسياً، حيث تمثلان معا صوت الحكمة والاعتدال في كافة الملفات والقضايا، كما أن العلاقات الثنائية لم تكن وليدة مصالح ظرفية أو حسابات عابرة، بل إيمان صادق بوحدة المصير.

الرأي حدثنا عن التبادل التجاري بين البلدين؟

تمكنت الدولتان من تعزيز حجم التبادل التجاري في السنوات الأخيرة، بفضل حرصهما على توقيع الاتفاقيات التجارية ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، وخاصة اتفاقية منطقة التجارة الحرة واتفاقية منع الازدواج الضريبي واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات والتي ساهمت بشكل كبير في تنمية العلاقات التجارية، حيث تشير الإحصائيات الى أن متوسط حجم التبادل التجاري السنوي بلغ نحو1.5 مليار دولار، وأهم السلع المتبادلة هي الصناعات الغذائية والدوائية، والمستلزمات الطبية والحيوانات الحية والمنتجات المعدنية والصناعات الكيماوية.

كما أن هناك تنسيقا على أعلى مستوى للتعاون بين البلدين في مجالات البنية التحتية وتبادل الخبرات والمعلومات في عدة مجالات، وهذا من شأنه فتح آفاق جديدة ولتطوير العلاقات الاقتصادية بشكل يخدم مصالح الطرفين.

الرأي كيف ترى أوجه التعاون بين البلدين؟

يشارك البلدان بشكل كبير في العديد من الملفات والقضايا الوطنية والإقليمية والدولية، وهذا أسهم في الارتقاء بمنظومة تلك العلاقات وشموليتها واستدامتها، والتي تدعم تحقيق قفزات نوعية في المجالات كافة، حيث تحرص الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية باستمرار على التعاون والتنسيق في كافة المسائل والقضايا، لأن ما يجمعهما هو وحدة الهدف والرؤى والمصير المشترك، وهو ما تترجمه على الدوام تصريحات القيادة والمسؤولين في كلا البلدين، حيث تعبّر قيادة دولة الإمارات عن تضامنها الكامل مع الأردن وتأييدها لجميع الإجراءات التي يتخذها للحفاظ على أمنه واستقراره، وهو ما يؤكده أيضاً جلالة الملك عبدالله الثاني باستمرار أن الأردن ودولة الإمارات في خندق واحد إزاء كافة التحديات والأخطار الخارجية.

ولا تقتصر العلاقات المميزة بين البلدين من خلال هذا التواصل، فهناك توافق وانسجام كبير في مواقف البلدين تجاه كافة القضايا العربية والإسلامية والإنسانية، وهناك دعم لحقوق ومصالح كلا البلدين تجاه أي قضية في جميع المحافل الإقليمية والدولية، يتضح من خلال التنسيق الفعّال والمشاورات على أعلى المستويات في كافة القضايا التي تهم الجانبين فضلاً عن دعم ترشيحات البلدين في المجالات كافة.

وفي هذا السياق، حرص البلدان منذ تأسيس العلاقات بينهما، على تبادل الخبرات في المجالات كافة، خاصة في النواحي التعليمية والتربوية والصحية والعسكرية والاقتصادية والقضائية وتبادل الكفاءات المؤهلة والمدرّبة، بالإضافة إلى نقل التجربة الإماراتية في مجال الحكومة الإلكترونية للأردن، لا سيما المبادرة التي أقرها مجلس الوزراء بدولة الإمارات بالتعاون مع الحكومة الأردنية لدعم مشروع الحوكمة والحكومة الذكية ورفدها بالقيادات المدربة لتنفيذ المشروع.

وقد تم مؤخراً توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين لتطوير أداء الجهاز الحكومي الأردني وتحسين الخدمات، وتقديم العديد من المبادرات في هذا الإطار من أبرزها مبادرة تأهيل مليون مبرمج أردني بدعم من مؤسسة دبي للمستقبل، كذلك تصميم وبناء مركز المسرّعات الحكومية في رئاسة الوزراء الأردنية.

كما أن التعاون العسكري والأمني بين البلدين وثيق ومستمر على مستويات عديدة ويتم تبادل الخبرات المختلفة على مستوى المدربين والخبراء والمستشارين، وهناك تنسيق عسكري وأمني دائم ومتواصل لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لبلدينا الشقيقين، وللمنطقة والعالم، وهذا دليل على مدى التعاون والثقة بين البلدين.

وحقيقة ان هذا التعاون مستمر بين البلدين الشقيقين، وكان واضحاً في مجال مكافحة جائحة كوفيد-19، من خلال تبادل الخبرات والأطباء والممرضين والفنيين المختصين للتعامل مع الجائحة، كذلك في توفير المستلزمات والأجهزة الطبية وبناء المستشفيات الميدانية وتوفير اللقاحات المضادة.

الرأي كيف ترى واقع الاستثمارات الإمارتية في الأردن وكم تبلغ قيمتها؟

لقد شهدت الاستثمارات الإماراتية في الأردن تطوراً كبيرًا منذ عقود، وقد تجاوزت الاستثمارات في الأردن 17 مليار دولار، وتتوزع على مشاريع البنية التحية والنقل والسياحة والزراعة والصناعة والطاقة المتجددة.

وهناك حرص من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على زيادة هذه الاستثمارات، من خلال التنسيق مع كافة الجهات المعنية وتعزيز دور القطاع الخاص وتعاونه في كلا البلدين الشقيقين لتنمية هذه الاستثمارات، والعمل على جذب المزيد من الشركات والمستثمرين الإماراتيين لتنفيذ مشاريع كبيرة ومهمة في الأردن.

وأشير هنا أن البيئة الاستثمارية في الأردن إيجابية ومحفزة، وهناك اهتمام كبير في مجال استثمارات الطاقة المتجددة، والتي أخذت تظهر على أرض الواقع، منها: مساهمة صندوق أبوظبي للتنمية في تمويل مشاريع الطاقة النظيفة، مثل: مشروع ميناء الغاز البترولي المسال في مدينة العقبة ومجمع الشيخ زايد للطاقة الشمسية لتوليد الطاقة المتجددة.

وقد أعلنت شركة (أيميا باور) الإماراتية في شهرأيلول سبتمبر من العام الحالي عن بدء التشغيل التجاري لمحطتي الطاقة التابعتين لها في كل من مدينتي الطفيلة ومعان جنوب المملكة، بطاقة إجمالية تبلغ نحو 100 ميجاوط.، فيما أعلنت شركة الحسينية للطاقة عن بدء التشغيل التجاري لمحطة الحسينية للطاقة الشمسية في مدينة معان بقدرة تصل إلى 50 ميجاوط لإمداد نحو 50 ألف أسرة بالطاقة النظيفة، من جهتها أعلنت شركة (عبور إنيرجي)، عن بدء التشغيل التجاري لمحطة عبور لطاقة الرياح في مدينة الطفيلة بقدرة تصل إلى 50 ميجاواط لإمداد نحو 40 ألف أسرة أردنية بالطاقة النظيفة.

وقد كشف رئيس مجلس إدارة (أيميا باور) أن مشاريع الطاقة التابعة للشركة تلعب دوراً أساسيا ومهما في دعم طموح المملكة في مجال الطاقة النظيفة وزيادة مساهمتها في إمدادات الطاقة المحلية بنسبة 30% بحلول العام 2030.

أما الاستثمارات الأردنية في دولة الإمارات، فتبلغ نحو ملياري دولار (بحسب الاحصائيات الأردنية)، خاصة في قطاع العقارات، وهذا يؤكد أن المستثمرين الأردنيين وجدوا في الإمارات الملاذ الآمن والمستقر لاستثماراتهم.

الرأي ما هي أهم الاستثمارات الاماراتية في الأردن؟

أهم الاستثمارات تتركز في المشاريع السياحية التي تنفذها شركة (ايجيل هيلز) بحجم استثمار يناهز الـ 12 مليار دولار، وأبرزها مشروعا مرسى زايد وسرايا في مدينة العقبة وسانت ريجيس بعمّان، كذلك الاستثمارات في المجالات الغذائية والعقارية والطاقة المتجددة.

الرأي حدثنا عن واقع السياحة بين البلدين؟

تعد الحركة السياحية بين البلدين على درجة عالية من التطور، حيث يزور الأردن سنوياً أعداد كبيرة من السيّاح الإماراتيين ومنهم بقصد السياحة العلاجية.

ويقدّر عدد السياح الإماراتيين السنوي إلى الأردن، ما يزيد على 20 ألف سائح، بالمقابل فإن هناك حركة سياحية أردنية وتبادل زيارات كثيفة، حيث تزيد عدد رحلات الطيران الأسبوعية بين البلدين الشقيقين على 80 رحلة.

الرأي كم يبلغ عدد الأردنيين المقيمين في دولة الإمارات؟

يتجاوز عدد الأشقاء الأردنيين المقيمين في دولة الإمارات 200 ألف، حيث يمارسون عملهم في العديد من الوظائف والمهن والأنشطة التجارية وقد حققوا نجاحات كبيرة، وساهموا من خلالها بمسيرة التنمية والإنجاز المباركة في بلدهم الثاني دولة الإمارات، وهم يلقون كل الترحيب والاحترام من كافة قطاعات العمل في دولة الإمارات.

الرأي تحتفي دولة الإمارات عام 2021 باليوبيل الذهبي، فكيف تنظرون إلى سياسة الدولة الخارجية ودور الدبلوماسية الإماراتية بتحقيق الإنجازات في المجالات كافة؟

حققت الإمارات العربية المتحدة خلال الخمسين عاماً، إنجازات حضارية ضخمة ومتواصلة، وأخذت تتبوأ مراكز أولى ومتقدمة عالمياً في مختلف المجالات والقطاعات، ويعود أحد جوانب الفضل في ذلك إلى الدبلوماسية الإماراتية التي عملت بنشاط وفاعلية لدعم مسيرة التنمية الشاملة والإنجازات من خلال علاقاتها الدولية الواسعة، التي تستند إلى سياسة خارجية حكيمة ومتزنة وفعّالة.

وحققت دولة الإمارات منذ تأسيسها في عام 1971 قفزات كبيرة نحو التقدم والتميز والإنجاز، كما أنها أخذت تتربع على المراتب الأولى، على صعيد مؤشرات التنافسية العالمية.

الرأي ما هي رسالتكم في نهاية المقابلة؟

البلوشي: العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية على درجة عالية من التميّز والتقدّم، وتعيش اليوم كنموذج بين دول المنطقة، الأمر الذي يضع على عاتقنا جميعاً مسؤولية وأمانة الحفاظ عليها والارتقاء بها الى مستوى تطلعات القيادة الرشيدة في كلا البلدين الشقيقين.

كما لا يسعني في النهاية إلا أن أرفع أسمى عبارات التهاني والتبريكات إلى قيادة دولة الإمارات الرشيدة بمناسبة عيد الاتحاد الـ 50، ففرحتنا غامرة وعظيمة، ونحن نشهد تقدم وتطور دولتنا الحبيبة وقد تعززت مكانتها وتبوأت مراكز متقدمة على مستوى العالم في جميع المجالات، مما أهّلَها لأن تكون في مصاف أفضل الدول العصرية والمتقدمة.

الرأي – حوار د. صلاح العبادي –

Back to top button