هكذا سيتم بيع المازوت الإيراني المخصّص للتدفئة
النشرة الدولية –
المدن – عزة الحاج حسن –
مع ارتفاع سعر صفيحة المازوت وبلوغها مستويات عالية جداً تجاوزت نسبة 50 في المئة من الحد الأدنى للاجور، وفي ظل غياب السلطة بشكل شبه كلي وتخليها عن دورها في حماية المواطن من الحاجة والعوز وتأمين أدنى مقومات العيش ومنها التدفئة في المناطق الباردة، لم يعد أمام ألوف العائلات سوى تلقف مبادرة حزب الله المتمثلة ببيع كميات وافرة من مازوت التدفئة لعموم المواطنين وبأسعار تقل بنسبة تقارب 33 في المئة من سعر الصفيحة المستوردة من قبل شركات اسيراد النفط والمسعرة من وزارة الطاقة.
انتهت التحضيرات لمرحلة توزيع المازوت الثانية لتبدأ بذلك مرحلة التوزيع الفعلي يوم أمس الجمعة واليوم السبت 4 كانون الأول على المواطنين. فكيف ستتم عملية التوزيع والبيع وآلية إيصالها الى مستحقيها أو طالبيها وما هي الكميات المرصودة للتدفئة؟
مازوت المرحلة الثانية
كميات المازوت الإيراني المرصودة للتدفئة غير محددة السقوف ككميات إجمالية مستوردة، لكنها محدودة بالنسبة إلى المواطنين الذين سيحصلون على حصص من المازوت. فكل عائلة تثبت إقامتها في منطقة باردة يفوق ارتفاعها 500 متر فوق سطح البحر مهما كان موقعها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، يحق لها الحصول على 200 ليتر من المازوت (أي برميل واحد) شهرياً على مدار فصل الشتاء، أي 3 أشهر، على أن يبلغ سعر برميل المازوت 2 مليون ليرة أي أقل من سعر برميل المازوت المستورد من قبل الشركات المستوردة للنفط بنحو 33 في المئة.
ويشرح مدير شركة الأمانة للمحروقات أسامة عليق، في حديث إلى “المدن” كيفية وآلية توزيع أو بيع مازوت التدفئة مخفض السعر موضحاً أن العلاقة المباشرة ستكون مع البلديات وليس الأفراد. بمعنى أن توزيع المازوت سيتم عبر تسجيل أسماء الراغبين بشراء المازوت الإيراني في البلديات عبر لجان محلية في كل بلدة أو قرية أو مدينة، ليُصار من بعدها إلى تسليم المازوت إلى محطات محروقات سبق أن تم التعاقد معها من قبل البلديات. ويقول علّيق “سنحدد كمية المازوت اللازمة للبلدة أو القرية أو سواها شهرياً والمبنية على عدد العائلات المسجلة. ونقوم بتسليم الكمية للبلدية، كأن تحتاج على سبيل المثال شهرياً إلى 100 ألف ليتر من المازوت، يتم تسليمها إلى البلدية على أن تقوم الأخيرة بإصدار بطاقات (بونات) للمواطنين تخولهم بموجبها شراء المازوت بمقدار 200 ليتر للعائلة الواحدة كل شهر”، مشدداً على أن “العلاقة الإدارية والمالية محصورة مع البلدية. أما التسليم فيتم عبر محطات المحروقات التي يجري التعاقد معها من قبل البلديات ليقوم المواطنون بتسلم حصصهم منها.
الكميات كافية؟
الكميات المخصّصة من المازوت لكل عائلة أي برميل واحد أو ما يعادل 200 ليتر، لا تكفي للتدفئة في المناطق التي تعلو عن سطح البحر بنحو 850 متراً وأكثر. فالمناطق المرتفعة يحتاج قاطنوها لنحو برميلين من المازوت شهرياً لتأمين التدفئة، إنما الكميات المخصصة من المازوت الإيراني تكفي حاجة عائلة واحدة تقطن في المناطق التي يصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى 500 متر. أما المرتفعة 850 متراً فهي تحتاج تقديرياً الى أكثر من برميل واحد شهرياً للتدفئة.
أما بالنسبة إلى كميات المازوت الإيراني فيؤكد علّيق أن الكمية المخصصة لكل عائلة أي 200 ليتر مقطوعة وثابتة، وبالتالي لا يمكن الحصول على كميات تفوق البرميل الواحد شهرياً.
وبحسب الإحصاءات الأولية المبنية على الأعداد التقديرية التي سجلتها البلديات، وبناء على عدد العائلات الراغبة بالحصول على المازوت الإيراني، تبيّن أن هناك بين 3 مليون و 3.5 مليون ليتر يومياً سيتم توزيعها. ما يعني أن عدد العائلات التي ستستحصل على المازوت سيُقارب عددها المليون عائلة، على ما يؤكد علّيق، وهناك آلاف الطلبات تم التقدم بها في البلديات في كافة المناطق، بما فيها الجبل والشمال وفي مختلف المناطق من دون استثناء. ويصف الإقبال بـ”الكثيف” مع التشديد على أن لا استنسابية بالبيع ولا تمييز بين فقير ومحتاج أو ميسور، إذ يمكن لأي كان شراء المازوت الإيراني.
أسعار المازوت
تم تحديد سعر برميل المازوت بمليوني ليرة مقطوعة وهو سعر يقل عن سعر المازوت في المحطات اللبنانية بنحو 33 في المئة. فسعر برميل المازوت يبلغ في المحطات 3 مليون و290 ألف ليرة. لكن السؤال هل سيتغير سعر برميل المازوت الإيراني في حال ارتفع أو انخفض سعر برميل المازوت في المحطات والمرتبط أساساً بسعر برميل النفط عالمياً؟ يجزم علّيق بأن سعر البرميل، أي مليوني ليرة، لا تتغير خلال الشهر على الإطلاق مهما تغير السعر العالمي. بمعنى أن العائلة التي حجزت حصتها الشهرية أي 200 ليتر ستسدد ثمنها مليوني ليرة مهما تغيرت أسعار المازوت في البلد. لكن ذلك لا يمنع أن يطرأ تغييرات على الأسعار لاحقاً، فيما لو ارتفعت الأسعار العالمية، مع الحفاظ على فارق التسعيرة بين المازوت الإيراني والمازوت في السوق اللبنانية بنحو 33 في المئة.