الفساد سيأكلنا.. والحل عند بوخالد
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

بلا شك، فإن ملفات الفساد التي طفت على السطح في الكويت مؤخراً، كثيرة، وبالرغم من انها مزعجة، فإن أول خطوة لمكافحة الفساد كشفه ثم اجتثاثه، وهي على ما تبدو المهمة الأولى والأصعب أمام الحكومة الجديدة التي ننتظر الإعلان عنها قريباً.

في الكويت، نملك مقومات وإطاراً قانونياً لمكافحة الفساد، ويبقى التفعيل لهذه الأدوات حتى تؤتي ثمارها، وهو بلا شك جهد يتطلب تعاون وتكاتف الجميع.

مؤخراً، بدأ رئيس مجلس الوزراء، سمو الشيخ صباح الخالد، عقد لقاءات واجتماعات مع الأطراف المختلفة في الكويت من تيارات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وغيرها، في خطوة محمودة من سموّه للاطلاع على مختلف الآراء قبل تشكيل الحكومة واختيار الوزراء، وكان من ضمنها دعوتنا في جمعية الشفافية الكويتية للاجتماع، حيث لمسنا من سموّه الرغبة بالاستماع، والإصغاء بالكامل إلى كل الآراء والمقترحات والملاحظات، بل وحتى الانتقادات على الحكومة السابقة، وهي خطوة تجعلنا نستبشر خيراً بالحكومة المقبلة، طالما جاء رئيسها منفتحاً على الآراء المختلفة.

وتناولنا في الاجتماع عدة جوانب مهمة، خاصة في ملفات الفساد، حيث كان بوخالد، مستمعاً جيداً لنا جميعاً من دون تململ أو مقاطعة، فحس المسؤول الذي يستمع للآراء كان مؤشراً على أن الحكومة المقبلة ستكون مختلفة.

في ملف الفساد، ومن واقع بحثي واهتمامي بهذا الشأن، طرحت على سموّه خلال الاجتماع فكرة الاستفادة من التجارب العالمية، حيث إن هذه التجارب يمكن تطبيقها، بعد تطعيمها بصبغة كويتية لتتناسب مع الدستور والقوانين الكويتية.

إضافة إلى ذلك، فمن واقع العمل، فإن أهم جهاز في مكافحة الفساد هو الهيئة العامة لمكافحة الفساد، وهو ما قصدته بأننا نمتلك مقومات اجتثاث هذه الظاهرة وكل ما ينقصنا مزيد من التفعيل. وفي هذا الجانب، هناك 3 عوامل مهمة، هي أن يكون منتسبو الهيئة مدربين على التحقيق الفعلي للكشف عن الفساد، فلم يعد الأمر يحتمل أن ننتظر التبليغ حتى نتحرك في هذا الملف.

أما العنصر الثاني، فهو منع الفساد بفحص الإجراءات والأنظمة في القطاع العام للوصول إلى الفرص التي يمكن أن تؤدي إلى الفساد، وعمل اقتراحات وتقديم توصيات لسد هذه الثغرات.

أما العنصر الثالث فهو توعية الناس والتواصل معهم لحشد دعمهم وشراكتهم وتطمينهم بوجود دعامات لحماية المبلغ.

أما الأداة الثانية التي اقترحتها فتتلخص بالصحافة الاستقصائية، فدور الصحافة مهم وبارز في الكشف عن حقائق وملفات متعددة، يمكن الاستفادة منها في الكشف عن الفساد ومحاربته، لكن هذا الجانب قد يتطلب دعماً حكومياً لمثل هذه الصحافة، أو استبدالها بكوادر مهيأة للعمل الاستقصائي لرفع تقارير مباشرة لمجلس الوزراء بشأن ملفات الفساد؟!

وبالرغم من كثرة ملفات الفساد وغسل الأموال وتجارة الإقامات وغيرها، فإننا نتأمل خيراً بالحكومة المقبلة، أن تكون على قدر المسؤولية، وأن تضع مكافحة الفساد في أولى أولوياتها، ويبدأ ذلك عبر اختيار الوزراء الأكفاء.

وختاماً، شكراً لسمو الشيخ صباح الخالد، الذي استمع بإمعان إلى كل الآراء.

زر الذهاب إلى الأعلى