فنانو السودان يتطلعون لاستمرار الحرية… يواجهون تبخر مكتسبات الثورة

النشرة الدولية –

يشعر الفنانون السودانيون بالخوف من تبدد المكتسبات التي حققوها خلال العامين الماضيين بعد انقلاب 25 أكتوبر الأخير، على الرغم من عودة رئيس الوزراء المدني، عبدالله حمدوك، إلى منصبه.

وبعد ثورة أطاحت بالزعيم السابق، عمر البشير، حققت السودان مكاسب إبداعية نالها الفنانون، لكنها اليوم تبقى معلقة، وفقا لصحيفة “الغارديان“.

وبعد نجاح ثورة 2019، عادت سوزانا ميرغني إلى البلد الذي ولدت فيه للمرة الأولى منذ سنوات بهدف تصوير فيلم قصير في السودان.

وقالت: “عندما جئنا لتصوير فيلمنا، حصلنا على الضوء الأخضر. لم يضايقنا أحد. ولم يخبرنا أحد ماذا نفعل. ولم يسألنا أحد عن السيناريو”.

وصفت ميرغني تلك اللحظات في تاريخ السودان بـ “شهر العسل” الذي لم يخلُ من التحديات، بما في ذلك العادات الاجتماعية المحافظة وإحجام الدفاع عن الفنون.

في خطاب بالفيديو من مقر إقامتها بقطر إلى مهرجان “أفريكا إن موشن” السينمائي بإسكتلندا، قالت ميرغني إن “السبب الوحيد” الذي جعلها وطاقمها قادرين على جعل فيلمها “الست” هو التشجيع النشط الذي قدمته حكومة الشراكة المدنية العسكرية.

وأضافت: “الآن، نحن في خطر جدي للغاية بالعودة إلى الأيام الخوالي السيئة للحكم العسكري وخنق التعبير الإبداعي”.

ويسلط فيلم “الست” القصير والحائز على عدة جوائز عالمية، الضوء على التغييرات الاجتماعية في المجتمع السوداني، حيث يتناول حياة النساء بمختلف طبقاتهم.

من جانبها، تقول الفنانة أصيل دياب إنها “رسمت (وجه) عمر البشير في شكل فيروس كورونا” على جدار أحد الشوارع خلال النهار، وهو أمر مستحيل في عهد البشير الذي حكم البلاد 30 عاما.

وقالت: “كان من الممكن أن تُقتل عائلتي بأكملها قبل عامين”.

في 25 أكتوبر، أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول، عبدالفتاح البرهان، استيلاء عسكريا علي السلطة، عندما حل كل مؤسسات السلطة الانتقالية وأطاح بشركائه المدنيين الذين كان يتقاسم معهم السلطة بموجب اتفاق أبرم عام 2019 عقب إطاحة البشير.

وعلى الرغم من عودة، اتفاق 21 نوفمبر الذي أعاد رئيس الوزراء المدني، عبدالله حمدوك إلى منصبه بعدما أمضى نحو شهر في الإقامة الجبرية، إلا أن الميرنغي تخشى نهاية شهر العسل.

وقالت إن “الاضطرابات التي غرقت فيها السودان مرة أخرى تعني أنها تشعر بأنها غير قادرة على العودة بأمان”.

منذ قرارات 25 أكتوبر، تشهد السودان احتجاجات ضخمة مؤيدة للديمقراطية في الخرطوم ومدن أخرى، حيث قُتل ما لا يقل عن 40 متظاهرا جراء الصدام مع القوات الأمنية.

إلى ذلك، قالت الرسامة السودانية أميرة (اسم مستعار)، “نحن الفنانون سنكون أول من يُستهدف إذا استمرت الحكومة العسكرية في السلطة”.

وأضافت: “نحن نتظاهر في الشوارع، في مواجهة البنادق، غير مسلحين. لم يعد هناك ما نخشاه بعد الآن”.

ومع ذلك، كانت الحرية الفنية في العامين الماضيين غير مكتملة، حيث تم اعتقال السينمائي الشهير حجوج كوكا وزملائه الآخرين خلال ورشة عمل مسرحية.

زر الذهاب إلى الأعلى