اعذر شعورنا القاسي تجاهك يا لبنان
بقلم: ميساء عبد الخالق

النشرة الدولية –

” بس رجعت من السفر عملت كآبة” هو شعور اختبرته مؤخرا ورددته على مسامعي زميلتي وصديقتي الأقرب الى قلبي بعد عودتها من السفر قبل ايام، لتخفف عني بكلامها وطأة عذاب الضمير جراء شعوري بأن وطننا الأم بات مرادفاً للقهر والبؤس والتعب بدل ان يكون مصدر الأمن والأمان بعد ان تحول الى “حارة كل مين ايدو الو”..وا آسفاه يا لبنان تحولت من وطن كان يحلم به كل مواطن عربي قبلته بيروت رمز الديمقراطية والحريات الى بقعة سوداء في داخلنا.

اعذر شعورنا القاسي تجاهك يا لبنان ولكن في النهاية نحن بشر ودائما الانسان يبحث عن الطمأنينة والسلام.

اعذرنا يا لبنان ولا تسامح من عاثوا تنكيلا وفسادا وعبثاً بهذا الوطن الصغير الذي ضاق بشعبه من قساوة الظروف وشظف العيش حيث باتت الكرامة الانسانية مهددة لعجز الأسر المتعففة عن تأمين الغذاء والدواء وبات مشهد الطوابير امام الأفران ومحطات البنزين و المستشفيات من يومياتنا القاهرة.

الموجع يا وطني هذا الاستهتار والاستخفاف من قبل المسؤولين اللا مسؤولين وتهربهم عمداً وعدم اقرارهم بضياع وطن كان ضحية مصالحهم الضيقة وفسادهم وسمساراتهم ، فكان خيارهم الأسهل اللعب على وتر الطائفية البغيضة التي دمرت لبنان منذ سنوات الحرب الاهلية اللعينة وصولنا الى يومنا هذا..يا ولاة الأمر، لبنان بات جثة هامدة بعد ان تجاوز مرحلة الاحتضار في ظل انهيار المؤسسات وفقدان هيبة الدولة داخليا وخارجيا بفعل ممارساتكم القذرة ..اوقفوا هذا المشهد المقزز وكفى لعباً بالنار على حساب أوجاعنا بعد ان بات اسم اللبناني في الخارج في عداد الجنسيات البائسة الهاربة من اوطانها بحثاً عن وطن بديل يؤمن الكرامة الانسانية والعيش الكريم…لبنان لن نفقد الامل وسنبقى نتمسك فقط بقدرة الله الذي ” يحيي العظام وهي رميم” ..اما لكل مسؤول عن هذه الصورة المشوهة للبنان ” الله لا يسامحكم”.

زر الذهاب إلى الأعلى