لماذا تحول إقليم كردستان إلى هدف لتنظيم “داعش” الإرهابي؟
النشرة الدولية –
تزايدت في الآونة الأخيرة وتيرة العمليات الإرهابية التي يتبناها تنظيم داعش والتي تستهدف المناطق الحيوية ومعسكرات قوات البيشمركة، الأمر الذي طرح الكثير من التساؤلات حول الأهداف من وراء تلك العمليات وتوقيتاتها وأماكنها. فلماذا تزايدت عمليات “داعش” ضد إقليم كردستان العراق؟
بداية يرى طارق جوهر، المحلل السياسي من كردستان العراق، أن الفراغ الأمني العسكري بين قوات البيشمركة والجيش العراقي في بعض المناطق ولمسافات طويلة وعريضة، أدى إلى استغلال تنظيم “داعش” “المحظور في روسيا”، تلك الفراغات للقيام بتنفيذ بعض عملياته الإرهابية.
ويضيف بلا شك أن عدم وجود تنسيق أيضا بين بغداد وأربيل لعب دورا في إعطاء الفرصة للتنظيم للنمو والتمدد، على الرغم من وجود اتفاقيات موقعة بين الجانبين لتشكيل غرف عمليات مشتركة بين الجيش العراقي والبيشمركة، لكن إلى الآن لم تنفذ تلك الاتفاقات على أرض الواقع كما كان موجودا في السنوات السابقة أثناء الحرب ضد التنظيم بداية من العام 2014 وحتى العام 2019.
ويقول المحلل السياسي: “خلال العامين الماضيين لجأت بعض القبائل العربية إلى الضغط على العوائل والقرى الكردية لكي يتركوا مناطقهم الأصلية، كي يأتي العرب الوافدين وفق سياسة التعريب التي اتبعها النظام السابق لكي يعودوا لتلك المناطق واحتلالها من جديد، وهناك أجندات إقليمية تدعم هذا التوجه”.
وأوضح جوهر أنه، خلال الساعات الماضية وبعد العمليات الأخيرة، هناك نوع من التعاون والتنسيق بين بغداد وأربيل على مستوى عال، واليوم دخلوا إلى بعض المناطق والقرى التي اقترب منها “داعش”، والآن بعض القرى في المنطقة المتنازع عليها دخلت إليها القوات العراقية والبيشمركة لإعطاء نوع من الطمأنينة لسكان تلك المناطق.
حول التعاون بين تنظيم “داعش” وحزب العمال الكردستاني قال: “لا أتصور أن يحدث هذا، حيث قاتل الحزب ضد داعش في كركوك وفي جبل سنجار وأنقذ الكثير من العوائل الأيزيدية الكردية والمكونات الأخرى، لذا لا أتصور أن يتفق مع هذا التنظيم الإرهابي، تلك تهم وادعاءات يتم توجيهها من جهات خارجية للقوى المقاومة الكردية، ومن وجهة نظري عدم التعاون الجدي من جانب الحكومة الاتحادية في بغداد هو الذي يساعد التنظيم على القيام بمثل تلك العمليات”.
من جانبه يقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، السفير السابق، الدكتور غازي السكوتي، إن “الهجمات التي يقوم بها تنظيم داعش أو المنظمات الإرهابية بشكل عام في المناطق الواقعة بين كردستان ومحافظة كركوك أو بمعنى آخر ما يطلق عليه “المناطق المتنازع عليها” وغيرها من المناطق العراقية التي شهدت العديد من التفجيرات والعمليات الإرهابية، حيث أن الاستراتيجية الأساسية للتنظيم في العراق بعد هزيمته، هي الاستمرار في زعزعة الأمن والاستقرار وبث الرعب ونشر الفوضى بين الناس، واستقطاب عناصر جديدة وتكوين بؤر إرهابية”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، إن “التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 10 آلاف عنصر تابعين للتنظيم الإرهابي في مناطق متفرقة بين سوريا والعراق ويتنقلون عبر الحدود، فالإرهاب لا يزال موجودا بالعراق والشرق الأوسط”.
وتابع السكوتي، الإرهاب يستغل مناطق الفراغ الأمني وعدم التنسيق الأمني بين بغداد وأربيل، ولذا نجد الإرهاب يستهدف إقليم كردستان، فنحن نعلم أن الإقليم منذ العام 2003 وحتى اليوم يحظى بوضع أمني ممتاز في مواجهة الأنشطة الإرهابية، وقد شاركت قوات البيشمركة في الحرب على تنظيم داعش، وقدمت آلاف الضحايا في مواجهة الإرهاب، وهناك اتفاقيات موقعة بين الجانبين من أجل عودة الأمن والاستقرار.