الالتزام المشترك بمكافحة الفساد يؤكد على قوة العلاقات
بقلم: ألينا إل. رومانوسكي

السفيرة الأميركية في الكويت ألينا إل. رومانوسكي

النشرة الدولية –

يصادف 9 ديسمبر اليوم الدولي لمكافحة الفساد، وهو يوم نقر فيه بأن لكل فرد دور في مكافحة الفساد، ومعا يمكننا تعزيز المرونة والنزاهة على جميع مستويات المجتمع.

لا شك أن الفساد يؤثر علينا جميعا، ولا يمكن المبالغة في حجم حركة الأموال المتعلقة بالفساد.

وقد كشفت دراسة للأمم المتحدة لعام 2018 أن ما يقدر بنحو 2.6 تريليون دولار أميركي يسرق سنويا من خلال الفساد، وهو ما يعادل أكثر من 5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

كما تستغل الجهات الفاعلة غير المشروعة الأسواق العالمية لإخفاء المكاسب غير المشروعة من خلال آليات مثل الشركات الوهمية أو المعاملات العقارية الاحتيالية.

فبعدم وجود مؤسسات قوية، يمكن أن تقع البلدان ضحية اختلاس الموارد العامة، وقد تنهار أنظمة الصحة العامة والذي بدوره سيؤدي الى زيادة تعقيد الجهود المبذولة في سبيل إعادة التأهيل الاقتصادي.

لقد اتخذ المجتمع الدولي العديد من الإجراءات لمحاربة الفساد خلال العام الماضي. فقد عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أول جلسة خاصة لها على الإطلاق حول الفساد في يونيو الماضي، كما رحبت بمبادرة الرياض في نفس الجلسة، مما أدى إلى تشكيل اتحاد دولي لسلطات تنفيذ القانون والتي تعمل على تسهيل تبادل المعلومات والتعاون عبر الحدود.

هذا، واتخذت الولايات المتحدة إجراءات في هذا الصدد. ففي 3 يونيو أصدر الرئيس بايدن مذكرة الأمن القومي بشأن مكافحة الفساد، وهي دعوة للعمل من أجل حكومة الولايات المتحدة وشركائها لتصميم وتنفيذ خطة تعمل على تحديث وتنسيق الجهود لمحاربة الفساد بشكل أفضل، بالإضافة الى معالجة التمويل غير المشروع ومحاسبة الفاعلين الفاسدين.

كما انضمت الكويت، وهي إحدى الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، إلى الولايات المتحدة ضمن هذه المساعي، وذلك بتعزيز القدرات التقنية لمكافحة التمويل غير المشروع.

وفي يونيو الماضي، قامت السفارة الأميركية من خلال وزارة العدل الأميركية بتنظيم ورش عمل متعددة مع أكثر من 100 محقق ومدعٍ عام كويتي حول مكافحة التمويل غير المشروع، حيث تبادل المشاركون الأفكار حول أحدث طرق لغسيل الأموال مثل استخدام العملات المشفــرة والمحاسبة الجنائـيـــة وتجميـــد الأصول ومصادرتها في الخارج، بالإضافة الى استخدام الشبكات الدولية للحصول على أدلة ومحاسبة الفاعلين الفاسدين.

وتدل هذه المشاركة في ورش العمل على الالتزام بضمان قدرة النظام القانوني في الكويت على مكافحة الفساد.

لقد تابعت النيابة العامة الكويتية قضايا مهمة، وليس لدي أدنى شك في أنها ستكون قادرة على مواجهة التحديات في المستقبل.

وتعمل الولايات المتحدة والكويت أيضا من خلال مجموعة العمل المالي الدولي لضمان التزام البلدان بمعايير شفافية الملكية المفيدة والآليات الأخرى لضمان عدم مرور المكاسب غير المشروعة عبر البلاد.

إن الولايات المتحدة مستعدة وملتزمة بالعمل مع الكويت في هذا الصدد، من العمل مع أجهزة إنفاذ القانون، إلى مساعدة الكويت في تقييمها من قبل مجموعة العمل المالي المقرر إجراؤه في عام 2022.

اليوم هو بداية لشهر بالغ الأهمية، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدرت إدارة بايدن-هاريس أول استراتيجية على الإطلاق لمكافحة الفساد، والتي تحدد نهج الولايات المتحدة الشامل لمعالجة الفساد.

وخلال الفترة من 13 إلى 17 ديسمبر، سيعقد المجتمع الدولي الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وذلك للتركيز على قضايا مثل استرداد الأصول والتعاون الدولي.

كانت الكويت حليفا رئيسيا وصديقا عظيما للولايات المتحدة على مدار الستين عاما الماضية. معا، دعونا نعتمد شعار اليوم الدولي لمكافحة الفساد: «هذا حقك، هذا دورك: قل لا للفساد».

 

زر الذهاب إلى الأعلى