الحوثيون والسعوديون ليسوا وحدهم.. سبعة أطراف تحارب في اليمن
النشرة الدولية –
لكل من أطراف الحرب الأهلية الدائرة في اليمن أهدافه الخاصة، الأمر الذي يزيد من صعوبة تسوية الصراع.
واستعرضت وكالة “رويترز” هذه الجماعات والأهداف التي تسعى لتحقيقها:
الحوثيون
في أواخر التسعينات شكلت عائلة الحوثي في أقصى شمال اليمن حركة إحياء دينية للطائفة الزيدية الشيعية التي حكمت اليمن في وقت من الأوقات، لكن معقل نفوذها في الشمال تعرض للتهميش.
ومع تزايد الاحتكاكات مع الحكومة، خاض الحوثيون سلسلة من المواجهات على غرار حرب العصابات مع الجيش الوطني، كما خاضوا حربا حدودية قصيرة مع السعودية. وكون الحوثيون علاقات مع إيران، لكن لم يتضح مدى عمق تلك العلاقة.
ومنذ السيطرة على العاصمة صنعاء في 2014، اعتمد الحوثيون في الحكم على قطاعات في الجهاز الإداري القائم. أما استراتيجيتهم في الأمد البعيد فغير واضحة.
أنصار الرئيس الراحل صالح
تولى علي عبد الله صالح السلطة في اليمن الشمالي عام 1978، وظل رئيسا للدولة بعد توحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي في 1990.
وهيمن صالح مع أصحاب النفوذ القبلي على البلاد، وعين أفراد عشيرته في مناصب قيادية في الجيش والاقتصاد، الأمر الذي أثار اتهامات بالفساد.
وعندما هجره حلفاؤه السابقون خلال احتجاجات الربيع العربي مما اضطره للتنحي عن السلطة، انضم إلى الحوثيين خصومه السابقين، وساعدهم في الاستيلاء على العاصمة صنعاء.
ورغم خلافات الطرفين فقد حكما قطاعا كبيرا من اليمن حتى عام 2017. ثم رأي صالح فرصة لاستعادة السلطة لعائلته بالانقلاب على جماعة الحوثي لكنه قتل أثناء محاولته الهرب.
وحينما بدل صالح ولاءه انضم إليه بعض القادة والجنود الموالين له. ويقاتل هؤلاء الآن قوات الحوثيين، تحت قيادة طارق ابن شقيق الرئيس الراحل، وهو ضابط كبير بالجيش تربطه صلات بالإمارات، بحسب رويترز.
حكومة الرئيس هادي
كان عبد ربه منصور هادي ضابطا في اليمن الجنوبي قبل توحيد البلدين ثم انضم إلى صالح خلال الحرب الأهلية القصيرة التي شهدتها البلاد في 1994. وبعد هزيمة الانفصاليين عينه صالح نائبا له.
وعندما أُرغم صالح على التنحي عن السلطة تم انتخاب هادي لفترة عامين في 2012 للإشراف على فترة انتقالية بدستور جديد وانتخابات جديدة كان من المقرر إجراؤها في 2014.
كان هادي على خلاف مع الإمارات الحليف الأساسي للسعودية بسبب تحالفه مع حزب الإصلاح الإسلامي. ويرى البعض أن الحزب منبثق عن جماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها الرياض وأبوظبي تنظيما إرهابيا.
وتنافس قوات هادي على السيطرة على ميناء عدن الجنوبي، المقر المؤقت للحكومة، حيث نما نفوذ الانفصاليين الجنوبيين الذين يحظون بدعم الإمارات.
الانفصاليون الجنوبيون
بعد الاستقلال عن بريطانيا أصبح اليمن الجنوبي الدولة الشيوعية الوحيدة في الشرق الأوسط، لكنه عانى من خلافات داخلية متواصلة.
وبفعل الضعف الذي أصابه جراء هذه الخلافات وانهيار الاتحاد السوفيتي تم توحيد الشطر الجنوبي مع اليمن الشمالي تحت قيادة صالح في 1990.
ومع اتضاح أن معظم السلطات تتركز في أيدي الشماليين حاولت القيادة الجنوبية الانفصال عام 1994 غير أن جيش صالح حقق انتصارا سريعا ونهب عدن. وشكا كثيرون في الجنوب من زيادة التهميش الاقتصادي والسياسي.
وتحت قيادة عيدروس الزبيدي، الذي كان يعمل انطلاقا من دبي، انتزع الانفصاليون السيطرة على ميناءي المكلا من تنظيم القاعدة وعدن من الحوثيين في 2015. وللانفصاليين أكثر من 50 ألف مقاتل تتولى الإمارات تسليحهم وتدريبهم، بحسب رويترز.
وتمكن المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو الفصيل الانفصالي الأساسي، عدة مرات من السيطرة على عدن في إطار صراع على السلطة في الجنوب مع حكومة هادي.
ومازالت التوترات محتدمة على الرغم من اتفاق توسطت فيه السعودية عام 2019 لإنهاء المواجهة.
تنظيم القاعدة في جزيرة العرب
أسس أعضاء في تنظيم القاعدة فرعه في شبه الجزيرة العربية بعد هروبهم من السجن في اليمن، مع زملاء لهم فروا من السعودية، ليصبح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب واحدا من أقوى فروع التنظيم.
واستغل التنظيم الفوضى التي أثارتها احتجاجات الربيع العربي في إقامة دويلات صغيرة في مناطق نائية بشرق البلاد، وشن العديد من الهجمات الدموية التي أضعفت حكومة هادي الانتقالية.
وخلال الحرب الأهلية نفذ التنظيم هجمات على الجانبين. وسيتيح طول أمد الفوضى في اليمن للتنظيم المجال لتعزيز وضعه والتخطيط لشن هجمات في الخارج.
السعودية والإمارات والتحالف العربي
تعتبر السعودية الحوثيين وكلاء لإيران ألد خصومها في المنطقة، وتريد منع طهران من اكتساب نفوذ في اليمن.
وقد تم نشر قوات المملكة على امتداد حدودها وفي بعض المحافظات اليمنية، لكنها اعتمدت في الأغلب على الضربات الجوية الموجهة للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي.
كما وفرت المملكة قاعدة في المنفى لهادي والدعم اللوجستي للقتال البري في شمال اليمن.
أما الإمارات التي أيدت الخطة الانتقالية عام 2012 فهي الشريك الرئيسي الآخر في التحالف. وهي تريد منع التشدد الإسلامي من التنامي في اليمن، وتعتبر موانئ البلاد ذات أهمية استراتيجية.
ونشرت الإمارات بعض القوات البرية ومُنيت بخسائر بشرية في الحرب قبل أن تنهي بدرجة كبيرة تواجدها العسكري على الأرض في 2019.
وأبقت على نفوذها عبر عشرات الآلاف من اليمنيين، أغلبهم من المحافظات الجنوبية، كانت قد دربتهم وسلحتهم.
أما الدول الأخرى الأعضاء في التحالف فدورها أقل حجما وذلك رغم أن السودان يشارك ببعض القوات على الأرض.
إيران وحلفاؤها الإقليميون
تناصر إيران الحوثيين باعتبارهم جزءا من “محور المقاومة” الإقليمي كما أن جماعة الحوثي تبنت عناصر من عقيدة طهران الثورية.
غير أن مدى العلاقة محل خلاف، وتنفي طهران تهريب السلاح إلى اليمن رغم أن السعودية وحلفاءها يتهمونها بتسليح الحوثيين وتدريبهم.
وكانت وزارة العدل الأميركية أعلنت، الثلاثاء، عن تفاصيل مصادرة أسلحة إيرانية، بما في ذلك 171 صاروخ أرض جو، وثمانية صواريخ مضادة للدبابات، قالت إنها مرسلة من الحرس الثوري الإيراني إلى الحوثيين في اليمن، وفقا لبيان صادر عن الوزارة.
وأوضحت القيادة المركزية للبحرية الأميركية (NAVCENT)، أن الأسلحة صودرت من سفينتين بلا علم في بحر العرب، وذلك في 25 نوفمبر 2019، و9 فبراير 2020.
وشملت الأسلحة 171 صاروخا موجها ضد الدبابات، وثمانية صواريخ أرض جو، ومكونات صواريخ كروز للهجوم البري، ومكونات صواريخ كروز مضادة للسفن، ومعدات بصرية حرارية، ومكونات أخرى للصواريخ والمسيرات