إيران تعزز ترسانة صواريخها في سوريا… وواشنطن ترسل تعزيزات
النشرة الدولية –
النهار العربي –
بالتزامن مع تعزيز إيران ترسانة صواريخها في سوريا، بحسب تقارير إعلامية محلية، تقوم واشنطن منذ شهرين بإرسال مزيد من الأرتال والتعزيزات انطلاقاً من قواعدها المنتشرة في العراق إلى منطقة شرق الفرات، شمال شرقي سوريا، التي تسيطر عليها بالتعاون والتنسيق مع “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد).
وفي سياق التحركات الأميركية، وصل، الاثنين والثلثاء، ضباط ومستشارون عسكريون أميركيون إلى ريف دير الزور قادمون من قاعدة الشدادي في ريف الحسكة، في خطوة تهدف إلى تدريب مقاتلي المجلس العسكري في دير الزور التابع لقوات (قسد) على عمليات الاقتحام والتعامل مع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. كما تهدف هذه التدريبات التي ستنطلق في بادية أبو خشب شمال غربي دير الزور، إلى رفع القدرة القتالية لعناصر قوات “قسد” في دير الزور لمواجهة كل أنواع التهديدات من خلايا تنظيم “داعش” والميليشيات الإيرانية في المنطقة على حد سواء.
كما وصل رتل عسكري أميركي محمّل بعربات “برادلي” إلى قواعد التحالف الدولي في ديرالزور، الأمر الذي دفع الميليشيات الإيرانية إلى إعلان الاستنفار، وبالتزامن مع هذه التحركات المتقابلة للقوات الأميركية والميليشيات الإيرانية في منطقة شرق الفرات، نشر موقع “عين الفرات” تقريراً عن تعزيز طهران ترسانة صواريخها في المنطقة، كاشفاً عن أهم نقاط نشرها وتمركزها.
وأفاد التقرير بأن “الحرس الثوري الإيراني” عمل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة على تعزيز ترسانته من الصواريخ الصغيرة والمتوسطة وحتى الباليستية في المنطقة بدعم وتمويه من ميليشيات “الحشد الشعبي” و”حزب الله العراقي” المسيطرين على طرفي الحدود العراقية – السورية من جهة مدينة القائم العراقية وبلدة الهري السورية في ريف البوكمال شرق دير الزور حيث أدخلت الميليشيات الإيرانية شحنات الصواريخ داخل شاحنات نقل البضائع خوفاً من استهدافها بالطيران المسيّر الذي بات يراقب أدق التحركات والتفاصيل في المنطقة.
وأضاف الموقع أن الميليشيات الإيرانية خزنت صواريخها تحت الأرض في “قاعدة الإمام علي” قرب البوكمال والمربع الأمني لميليشيا “حزب الله العراقي” في السويعية ومعسكرات الهري والجمعيات.
والأخطر من هذا كله أن “الحرس الثوري” بات يتعمد تخزين صواريخه داخل المناطق المأهولة بالسكان وبين حطام المنازل المدمرة وحتى المنازل السليمة بعد أن طرد أصحابها واستولى على منازلهم.
ويملك “الحرس الثوري” الإيراني شهية واسعة للتوسع الديموغرافي داخل دير الزور من جهة، واستغلال فقر السكان المحليين الذين جوعهم “الحرس الثوري” مع النظام السوري للتوسع عقائدياً وتحويل المقيمين في المنطقة عن ديانتهم إلى المذهب الشيعي عبر نشر الحسينيات والمدارس الشيعية.
ونشر “الحرس الثوري” صواريخه بين المنازل في الميادين ومحيط الرحبة ومزار عين علي، ومناطق الغرَّاف وجامع الحريب والجسر وحويجة صك والبوعمر والموحسن والحميضة.
وعملت الميليشيات الإيرانية، أخيراً، على نشر قواعد صاروخية على ضفاف نهر الفرات في مدينة الميادين وتوجيهها نحو قاعدة حقل العمر الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي والواقعة على الضفة المقابلة للنهر في المنطقة التي تسيطر عليها “قسد” في ريف ديرا لزور الشرقي.
وذكرت مصادر إعلامية سورية معارضة أن “الحرس الثوري” الإيراني عمل على نشر عدد من الصواريخ في البيوت المهجورة والمدمرة وبعض المنازل التي استولت عليها ميليشيا ” لواء أبو الفضل العباس” بقيادة عدنان الزوزو.
ويقدر عدد الصواريخ بنحو 35 صاروخاً مثبتاً على قاعدة إطلاق، ومنتشرة ضمن أكثر من 15 موقعاً مموهاً بالركام كالظاهر في الصورة.
وتخضع مواقع الصواريخ للحراسة المشددة بالعناصر وكاميرات المراقبة المثبتة على سطح أحد الأبنية المرتفعة وسطح ثانوية عبدالمنعم.
وتم نشر هذه الصواريخ، قبل مدة قصيرة، بإشراف مباشر من مسؤول أمن المعلومات التابع لـ”الحرس الثوري” في الميادين، الحاج تيمور الإيراني.
وفي مطلع شهر أيلول (سبتمبر)، تعاونت ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية مع “حركة النجباء” العراقية في عملية إنشاء مخازن للصواريخ ومنصاتها على عمق 5 أمتار تحت الأرض في منطقة جبل البشري ضمن البادية الممتدة من ريف الرقة الشرقي وصولاً الى ريف دير الزور الغربي.
وعلى غرار مستودعات الذخيرة التي جرى تشييدها في البادية السورية لحمايتها من القصف الإسرائيلي، تعمل الميليشيات على إنشاء مخازن تحت الأرض على عمق يصل إلى 5 أمتار ضمن البادية لتجنب الاستهداف.
وقالت شبكات إخبارية محلية إن “عدد المستودعات المخصصة للصواريخ في بادية معدان، هو في الوقت الراهن، مستودعان اثنان، أحدهما مخصص للصواريخ المتوسطة ومنصاتها، والآخر للصواريخ البعيدة ومنصاتها، إلى جانب ثلاثة مستودعات غرب دير الزور على مقربة من مركز بلدة التبني غرب دير الزور تضم صواريخ بعيدة وقريبة المدى ومعدات لوجستية خاصة بها، بالإضافة إلى صواريخ الغراد والكاتيوشا ومراكز لمد النقاط العسكرية للميليشيات الإيرانية التي تنتشر في البادية السورية ومناطق غرب دير الزور بالعتاد والسلاح.
وفي شهر تموز (يوليو) الماضي، ذكر تقرير آخر أن الميليشيات تزود كل نقاطها بالأسلحة وتنشر قواعد لإطلاق الصواريخ على طول المحور الأول والمحور الثاني، وذلك انطلاقاً من قاعدتين عسكريتين للميليشيات بالقرب من حفريات آثار الشبلي في أطراف مدينة الميادين من جهة البادية.
ويمتد المحور الأول من قلعة الرحبة إلى منطقة مزار عين علي، وتتبع نقاط المحور لميليشيا “لواء أبو الفضل العباس” التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، أما المحور الثاني فيبدأ من بعد مزار عين علي وصولاً إلى منطقة الدوير، وتتبع نقاط المحور الثاني لميليشيا “لواء الباقر” بقيادة المدعو السيد أيوب.
وتوجد أيضاً بعض النقاط لميليشيا “السيدة زينب” التي يترأسها المدعو مؤيد الضويحي، وتتلقى كل النقاط العسكرية في المحورين الأول والثاني أوامرها من قائد الميليشيات الإيرانية في المنطقة.