تنظيم جماعة الإخوان في ليبيا عراب أصبح عرّابو الميليشيات والانقلاب على الشرعية

النشرة الدولية –

العربية نت –

بعد الإطاحة بحكم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، أصبح تنظيم جماعة الإخوان في ليبيا عراب الميليشيات المسلحة والانقلاب على السلطات المنتخبة.

وبدأت الجماعة نشاطها أواخر أربعينيات القرن الماضي إبان حكم الملك إدريس السنوسي، ومرّت بمراحل مفصلية خلال حكم القذافي.

فقد مرّت جماعة الإخوان المسلمين الليبية أو التي باتت تطلق على نفسها “الإحياء والتجديد”، بمرحلة توافق وتعاون إبان نظام القذافي.

كذلك، مرت بفترات عدة منذ بداية ظهورها على الساحة الليبية أواخر الأربعينيات، لكن أبرز فترة كانت عام 1969 خلال فترة حكم معمر القذافي.

ومرّ إخوان ليبيا خلال حكم نظام القذافي بمرحلتين، الأولى التي كانت تتسم بالتوافق والتعاون، حيث لعب الإخوان دورا بارزا في وقوفهم لجانب القذافي الأب في انقلابه على الملك إدريس السنوسي عام 1969.

كما أكسب تعاونهم مع القذافي بعض قياداتهم مناصب عليا في الدولة، وأظهروا توافقا مع النظام، لكن ذلك لم يدم طويلا، ففي عام 1973 أقدم القذافي على الإطاحة بالجماعة حين أصدر قراراته بمنع نشاطها وحظرها.

ودفعت الاعتقالات التي طالت إخوان ليبيا لإعلان حل الجماعة، حيث أدى الإعلان لتوقف محاكمتهم والإفراج عنهم.

وفي مرحلة ثانية، حظر النظام أنشطة الإخوان في إطار توجه عام يشمل سائر الأحزاب والتيارات السياسية تحت شعار أطلقه النظام “من تحزب خان”.

هذه الفترة دفعت أعضاء الجماعة للفرار إلى الخارج، ومن هناك راقبوا من بعيد وعززوا خبرتهم السياسية التي اكتسبوها في الأعوام الأخيرة لحكم القذافي.

وتسللوا لاحقاً في أجهزة الدولة وبعد قرابة عشر سنوات من الإبعاد القسري عاد الكثير منهم في منتصف الثمانينيات ليتابعوا عمل التنظيم بشكل سري لم يدم ذلك طويلاً.

إلى ذلك، وفي عام 1998، اكتشفت السلطات الليبية تنظيما سرياً للإخوان، فاعتقلت 150 قيادياً، ليتبع ذلك تدخل سيف الإسلام القذافي وتقديمه مشروع مصالحة تحت اسم “ليبيا الغد”.

واستطاع سيف الإسلام بعد التفاوض معهم في السجون أن يجعلهم شركاءه في المشروع، وأفرج عنهم في مارس عام 2006، فغادر قسم منهم إلى خارج البلاد، بينما فضل قسم آخر البقاء تحت ظل سيف الإسلام.

وبعد الإطاحة بنظام القذافي عام 2011، عاشت جماعة الإخوان عصراً سياسياً جديداً، وأنشأت “حزب العدالة والبناء”، وخاضت به غمار انتخابات المؤتمر الوطني العام عام 2012.

وحلت في الانتخابات في المركز الثاني، لكن تنظيم الإخوان سرعان ما مني بخسارة فادحة في انتخابات المؤتمر الوطني عام 2014.

في المقابل رفض الإخوان النتائج وأعلنوا الانقلاب عليها وحشد الميليشيات في عملية “فجر ليبيا” ونصبوا أنفسهم بقوة السلاح على طرابلس.

يذكر أن إخوان ليبيا تعرضوا خلال الأشهر الماضية لانتقادات من برلمانيين وسياسيين ليبيين تتعلق بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 ديسمبر الجاري، حيث رفض رئيس مجلس الدولة في ليبيا، الإخواني خالد المشري، إجراءها، معلنا عدم مشاركته كناخب أو مرشح، كما طالب بانتخابات برلمانية فقط في فبراير المقبل.

كذلك، وجهت اتهامات لهم من قبل عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية الليبية، علي أبو زربية في سبتمبر الماضي، بانتهاز الفرص والقفز على مطالب الشعب لتحقيق مبتغاهم.

زر الذهاب إلى الأعلى