“خيبة أمل” أميركية من المجتمع المدني

النشرة الدولية –

لبنان 24 – هتاف دهام –

لا غرابة في أن تلجأ القوى السياسية الى تأجيل الانتخابات النيابية وعدم اجرائها سواء في اذار المقبل او  ايار بأساليب مختلفة طالما انها لا تزال تلعب في الوقت الضائع مستفيدة من التخبط الحاصل. ومع ذلك قد يكون من المبكر الحسم  أو الجزم طالما أن الامور لا تزال مفتوحة على احتمال حصول تفاهمات او تسويات اقليمية- دولية قد تنعكس على هذا الاستحقاق. وبحسب مصادر سياسية فإن قرار إجراء الانتخابات من عدمه سيكون حصيلة مزاوجة بين الواقع داخلي والإرادة الخارجية وإن كان المجتمع الدولي لا يزال حتى الساعة يبدي إصرارا على ضرورة  عدم تعطيل الاستحقاقات وحصول الانتخابات لنجاح اجندة الاصلاح خاصة وان الدعم الموعود بات مقرونا باتمام هذا الاستحقاق.

لا شك أن الاحزاب السياسية تعاني أزمة مع جمهورها، بيد أن الترقب يبقى سيد الموقف للقرار الذي سيتخده رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في شأن الانتخابات، وان كانت المعلومات المتوافرة تشير الى رسالة تلقاها من نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف نقلها اليه مستشاره جورج شعبان، تتضمن تمنيا روسيا بضرورة ان يعود الى لبنان وعدم ترك الساحة السنية مشرعة لاعتبارات تتصل بضرورة العمل على حماية الاعتدال السني بالتعاون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.  وتشير الاوساط المتابعة الى ان الحريري لم يحسم خياره النهائي بعد سواء لجهة العودة سريعا الى لبنان او خوض الانتخابات النيابية، فالنائبان تيمور جنبلاط ووائل ابو فاعور لم يحصلا من الحريري خلال زيارتهما الامارات على جواب نهائي في هذا الشأن علما ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يصر وفق زواره على عودة الحريري الى بيروت، اقتناعا منه بصعوبة تشكيل اي توازن من دون الحريري في وجه رئيس حزب القوات سمير جعجع حليف السعودية الاول في لبنان.

يعتبر عدد من الدبلوماسيين الغربيين ان الانتخابات قد تشكل مفتاحا للتغيير اذا نجحت مجموعات انتفاضة 17 تشرين في توحيد نفسها ضمن ائتلاف متماسك ووضعت برنامجا انتخابيا موحدا. ومن هنا فإن قراءات سياسية متقاطعة على أكثر من اتجاه محلي، تجزم بأن ثمة دعم خارجي كبير  يذهب منذ أشهر الى ما يعرف بـ “قوى التغيير” ، فحزب الله يواصل  توجيه الاتهامات للسفارة الاميركية بأنها تدير بنفسها معركة الانتخابات النيابية المقبلة. وبحسب مصادر مقربة منه لـ”لبنان24″ فإن هناك جمعيات اسستها السفارة الاميركية التي تعمل على خلق تحالفات بين شخصيات من المعارضة وقوى التغيير  اقتناعا منها انها قد تحقق ما تصبو اليه في وجه حلفاء الحزب في المناطق المسيحية طالما انها لن تستطيع ذلك في مناطق الثنائي الشيعي.

في المقابل، تقول شخصية سياسية بارزة زارت الولايات المتحدة في الاسابيع الماضية لـ”لبنان 24″، ان هناك سياسة اميركية جديدة تجاه ملف الانتخابات النيابية. مضيفة: ثمة خيبة امل اميركية حقيقية من المجتمع المدني وقدرته على احداث التغيير في البرلمان مع صعوبة تشكيل معارضة موحدة. والدراسات التي حملها نائبان سابقان إلى المعنيين في واشنطن لم تكن منطقية ولا يمكن البناء او الرهان عليها، وبالتالي من الخطأ تكرار تجربة دعم قوى 14 اذار  التي تفككت والتي قبل أن تتصدع اطلقت وعودا من دون أن تحقق المرجو منها. وتنقل الشخصية عن المسؤولين الاميركين اقتناع هؤلاء بأن البيئة الشيعية لن تنتفض ضد حزب الله الممسك بشارعه ومناصريه، هذا فضلا عن أن القوى السياسية التي تضمر الخصومة لحزب الله أو لا تتفق معه في بعض الملفات هي مفككة وغير قادرة على التصدي له.

أمام كل ذلك، ومع اقتناع الخارج بانعدام فرص إحداث خرق جدي في نتائج الانتخابات، فإن الاسئلة كثيرة حول مآل الاستحقاقين النيابي والرئاسي خاصة وأن ما يجري على صعيد التحالفات أو التفاهمات الداخلية يهدف الى تشكيل جبهة سياسية موحدة من الانتخابات الرئاسية المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى