بين شعور لا يُكتب, لا ⁦‪يُقرأ‬⁩, لا ⁦‪يُسمع‬⁩, وشعور لا يُفهم ولا ⁦‪يُرى

 

النشرة الدولية  –

نقولا ابو فيصل

على ما يبدو فإن شخصية الانسان هي وليدة ما ⁦‪يسمع⁩ وما ⁦‪يرى⁩ وما ⁦‪يقرأ⁩ ولكن العامل الاهم في بناء شخصيته تعود الى الاشخاص الذين يحيطون به وما يؤمنون به الذين يعطونه الشعور بالامان حتى تكتمل شخصيته ويبدأ الشعور بالراحة والطمأنينة، ولا أحد منا يتغير فجأة من تلقاء نفسه بل كل ما في الأمر أننا في لحظة ما نغلق عين القلب ونفتح عين العقل فنرى بعقولنا حقائق لم نكن نراها في قلوبنا ،

اما الوجع الحقيقي للانسان فإنه قد ⁦‪يُقرأ في ملامح وجهه ويُفهم من نبرة صوته ويُسمع⁩ من رجفة كلامه ، وقد ⁦‪يُرى⁩ في لمعة عينيه ، لكنه لا يكتب و لا يحكى ، والمأساة الحقيقية هذه الايام أننا صرنا نكتب عن واقعنا اللبناني “الزفت” لمن لا ⁦‪يقرأ⁩ ، ونحكي لمن لا ⁦‪يسمع⁩ ، ونبكي امام من لا ⁦‪يرى⁩ ..! ورغم كل شيء فإن ما نقوله ونكتبه يبقى قليلًا امام ما يبقى في القلب من اشياء هي أكبر من أن تُقال او تُكتب..

واذا كانت المأساة أننا نكتب لمن لا ⁦‪يقرأ⁩ ولا ⁦‪يسمع⁩ ولا ⁦‪يرى⁩ .. فالمأساة الكبرى أن هؤلاء عندما يقرأون ويسمعون ويرون .. لا يفعلون شيئاً !

وهنا يزداد يقيني يوماً بعد يوم ان مجادلة هؤلاء الاشخاص هي من عبث، ولا جدوى من ورائها… وهنا وجب على كل منا  أن يحكّم عقله في كلّ الأمور، فلا يكتفي بظواهر الأمور، بل ينظر إلى بواطنها عندما ⁦‪يقرأ⁩ أو عندما ⁦‪يسمع⁩، أو عند رؤيته الأشياء من حوله، وان لا ينخدع بالصّور الجميلة لمشاريع وهمية ولا ينخدع بتنميق الكلام ولا بالتصاريح الفارغة المحتوى بإنتظار ان  يأتي الفرج من الله بعد استنفاد الحلول الارضية مع حكام لا يعرفون الله.

 

زر الذهاب إلى الأعلى