إلهام شاهين تردّ على منتقديها آرائي الجريئة مثيرة للقلق
النشرة الدولية –
النهار العربي – بثينة عبدالعزيز غريبي
إلهام شاهين، فنانة مخضرمة دخلت ذاكرة السينما المصرية والعربية من خلال أفلام مهمة مع أهمّ المخرجين. وإذا تأملنا في تاريخها الفني الطويل، نجد أنّ أدوارها تنوعت كثيراً بين المسرح والتلفزيون والسينما. لم تحصر نفسها في إطارٍ واحد، بل عملت في الإنتاج، بغية تقديم رؤية فنية خاصة، ذات قيمة إبداعية أكثر منها تجارية.
تجاربها هذه جعلتها تُصنّف بين الفنانات “الجريئات”، غير أنّ الجرأة عندها غير مقتصرة على المجال الفني، بل إنها خيار شخصي نستدلّ عليه من خلال أسلوبها في الحياة وفي الحديث. ولعلّ تصريحاتها تُثير غالباً نقاشات لكونها تحمل آراءً صريحة وواضحة، بعيداً من الديبلوماسية المعتادة في الوسط الفني. وفي الآونة الأخيرة، تردّد اسم إلهام شاهين في قضايا عدّة منها رأيها حول “وهب الأعضاء”، وجدل حول مسرحية جديدة تشتغل عليها بعنوان “المومس الفاضلة” (عن نصّ لسارتر)، وأمور أخرى سألناها عنها في حوار خاص مع “النهار العربي”.
* بدايةً، سمعنا الكثير من الأخبار حول رغبتكِ في العودة الى المسرح من خلال مسرحية “المومس الفاضلة” لجان بول سارتر. لكنّ عنوان العمل أثار ضجة كبيرة وصلت الى حدّ مطالبة أحد النوّاب بمنع العمل. ما صحة هذه الأقاويل؟ وكيف تقوّمين مثل هذه القرارات؟
– لم نبدأ في تنفيذ المسرحية، ولم نحضّر حتى البروفات… نحن أعلنا فقط عن الخبر، وهذا ما يجعلنا نسأل عن سبب كلّ هذه الضجة. وفي ما يتعلّق بقرار النائب، فأظنّ أنه من الغريب جداً مهاجمة العمل قبل عرضه. ولهذا أعتقد أنّ من يُصرّح بمثل هذه التصريحات هم من هواة الشهرة لأنهم يريدون ربط اسمهم بقضايا فنية مقروءة بهدف تحقيق شهرة ما. وبالفعل، بعد هجومه على العمل والمطالبة بإحاطة من أجل توقيفه، تمّ تداول اسمه في الصحف وعلى السوشيل ميديا. ولكن سؤالي له: أين هو هذا العمل كي تطالب بإيقافه؟ إذا كانت المسرحية لم تُعرض بعد، فكيف نحاكمها؟ هذه مجرّد “فقاعات”، وأنا متأكدة أن هذا النائب لم يرَ سارتر ولا يعرفه ولا يعرف شيئاً عن المسرحية.
* عنوان مسرحية مثل “المومس الفاضلة” يثير اليوم جدلاً كبيراً بين العوام في حين أن المسرحية تم تقديمها، بالعنوان نفسه، قبل عقود من دون أية مشاكل. هل برأيك مجتمع اليوم تراجع وصار جاهزاً للمحاكمات الشرسة، بعيداً من أي منطق؟
– بالفعل، عرضت هذه المسرحية في العام 1958 في مسرح الدولة، أهم مسارح مصر، وهو “المسرح القومي”. وفي ظلّ هذه الضجة، وجهت سؤالاً: ما الذي تغير حتى بات الاسم غير مناسب للمجتمع المصري؟ المجتمع الذي شاهد المسرحية في الخمسينات من القرن الماضي كان ايضاً مجتمعاً آخر، ولا ينتمي إلى ثقافة اخرى. ما حدث ينمّ عن تفكير قاصر جداً، ولا يعنيني صراحةً أن ألتفت لمثل هذه الآراء أصلاً. عندنا وزارة الثقافة مسؤولة عنا وعندها الرقابة وهي من تجيز أولاً العمل، وليس البرلمان ولا نائب في البرلمان.
* نشعر أحياناً أنّ اسم إلهام شاهين يستفزّ كثيرين، وغالباً ما يُثار الجدل حول أي رأي أو موقف يتعلّق بك. لماذا؟ هل تشعرين بأنك مستهدفة؟
– لا أعرف إذا كنت مستهدفة أو لا… ولكن، أظنّ أنني مثيرة للقلق بالنسبة الى فئة ممّن هم ضدّ الحرية وضدّ المرأة وضد الانفتاح وضدّ التحضّر. هذه النوعية من الناس لا يستسيغون شخصيتي لأنهم يعتبرونني جريئة في التعبير عن رأيي وفي مواجهتهم أيضاً. إنهم يريدون فقط الشخصيات الخاضعة والخانعة، وهي عكس شخصيتي. ولهذا أعرف جيداً أنّ آرائي الصريحة مثيرة للقلق عند الناس المتشددين وخصوصاً الحساسين تجاه المرأة القوية والتي لا تخشى من المواجهة.
* هل أنت مع أو ضدّ التدخّل الرقابي في الفن وقرارات المنع؟
– لا بدّ من أن تكون الرقابة ذاتية من داخل الفنانين أنفسهم. هم الذين يعرفون ما يمكن أن يقدموه وما يمكن أن يرتفع بالذوق العام، وهم ايضاً يعرفون ما يمكن أن يتجنبوه. وعموماً نحن لدينا رقابة وزارة الثقافة، وهي رقابة متفهمة.
*من ضمن تصريحاتك التي أثارت سجالاً كبيراً، كان قرارك في شأن وهب أعضائك بعد الممات. كيف واجهت الآراء المعارضة؟
– قضية التبرّع بالأعضاء مسألة مهمّة جداً، ولا بدّ من أن يكون لدينا الوعي الكافي بأهمية مثل هذه الأمور. إذا كان هذا القرار يضع حدّاً لألم غيرنا ومعاناتهم، فلمَ لا نتبرع إن كانت لدينا إمكانية ذلك بعد مماتنا؟ وقد قمت باستشارة أحد الشيوخ قبل اتخاذ قراري. أنا مع التبرّع لأنه فعل خير، ثم يأتي أحدهم ليحاسبك على فعل الخير. أتفهم رأي الآخر في عدم رغبته بالتبرّع بأعضائه، ولكن لا تهاجم غيرك إذا أراد أن يتبرّع. كلّ إنسان حرّ في خياراته وقراراته. وأظنّ أنّ من يهاجمني اليوم بسبب تبرعي بالأعضاء قد يدرك معنى قراري إنْ هو ابتُلي بمرض ما. فعلاً أستغرب كيف نهاجم شخصاً أراد فعل الخير.
* لاحظنا في السنوات الأخيرة، أن أغلب أعمالك السينمائية مواضيعها “شائكة”، إنْ لم نقل جدلية. هل هي مصادفة أم خيارك المقصود؟
– أكيد كلّها اختياراتي وليست صدفة، كل ما قمت به مقصود. مثلاً في زواج القاصرات نحن ندافع عن بنات أقدارهم في يد الكبار الذين يتحكمون فيهم. ولعلمك أرفض الأعمال التي هي بلا هدف أو بلا رسالة وبخاصة الأعمال ذات المواضيع المكررة. كما أنني أحب دائماً أن أتفاجأ بنفسي وبأدواري وأن أخوض تجارب مختلفة لا تبعث الملل في قلب الجمهور.
* أنتِ اليوم شخصية جريئة جداً، فنياً وانسانياً. في حين علمنا منك أنك كنت طفلة خجولة. كيف حصلت هذه النقلة في شخصية إلهام شاهين؟
– كانت شخصية والدي قوية جداً، وكان مدافعاً قوياً عن رأيه، حتى أنّ أمّي كانت تقول له أحياناً: “أشعر وكأنك تدافع عن رأيك داخل محكمة”. أمّا الخجل فلأنني تربيت في مدرسة راهبات وترعرعنا على فكرة أنّ: “الستّ لازم يكون صوتها واطياً ولمّا تتكلّم بهدوء فهذا يعكس أخلاقها”. إذاً، أسلوب نشأتي في مدرسة راهبات جعلني خجولة. ولم أتخلص من الخجل الا بعدما بدأت في الدراسة في معهد الفنون، ثم تطورت الشخصية أكثر بعد العمل وصارت تظهر فيّ جينات والدي أكثر فأكثر.
*ما هي أكثر الأشياء التي تغيّرت في مسيرتك من البدايات الى اليوم؟
– أشياء كثيرة تغيّرت من البدايات الى الآن أكيد: اختياراتي، أسلوبي تغيّر في التمثيل، تغيّرت شخصيتي. قدمت في السينما 101 فيلم، 101 شخصية في السينما فقط. 50 عملاً درامياً إذن 50 شخصية.
26 مسرحية، في البداية كان يهمني أكثر الحصول على دور بطولة ولكن رويداً رويداً الى ما صرت عليه اليوم، لم أعد أبحث عن أدوار بطولة أكبر، صار المهم عندي أو الأصح هدفي أن تكون لي رسالة في المجتمع. بدأت أنضج فنياً. نظرتي للفن اختلفت.
* ما هو مفهوم إلهام شاهين للحرية؟ والى أي مدى نحن أمام سينما ودراما حرّة في العالم العربي؟
– الحرية بالنسبة إليّ أن أكون قادرة على التعبير عن رأيي عن أي موضوع وفي أي موضوع من دون قيود، ولكن في الدراما أو السينما لا يمكن أن نناقش كل المواضيع بسبب المحظورات نحن لا نتكلم لا في الدين ولا الجنس ولا السياسة لأننا نجد أنفسنا أمام ضرورة مراعاة تقاليد وعادات الناس.
أدوار وشخصيات
* أكثر شخصية أديتها قريبة منك؟
– أشعر بأن كل شخصية قدّمتها فيها جزء من شخصيتي.
* ما هي الشخصية التي ما زالت تؤثر فيك الى اليوم؟
– الشخصية التي مثّلت منعرجاً حقيقياً في مسيرتي، كانت في فيلم “الهلفوت” مع سمير سيف ووحيد حامد وعادل إمام ومعهم مدير التصوير. كلّ هؤلاء الذين ذكرتهم اجتمعوا من أجل صناعة نجمة، وكان ذلك مقصوداً وفعلاً لم يذهب عملهم من أجل سدى فقد حصلت على جائزة أحسن ممثلة في هذا الفيلم.
* ما هي الشخصية التي أرهقتك نفسياً أثناء تصويرها؟
– كان ذلك في فيلم “أيام الغدر” حيث لعبت دور مجنونة، وأيضاً في مسلسل “امرأة بثلاثة وجوه”، وهي امرأة مريضة بمرض تعدّد الشخصيات ونقلتها إلى شخصية أخرى غريبة وصعبة أيضاً شخصية الأم المعوقة ذهنياً أرهقتني وتسببت لي في انهيار عصبي.
ومرة تعرضت لحريق وفي إحدى المرات أيضاً وقعت من فوق الحصان.
-لم أرفض أي دور، ولكنّ هناك دوراً اختلفت فيه مع المخرج في فيلم “هند وكاميليا”، وكنت سأشتغل فيه وكان دوري هند في بطولة مع نجلاء فتحي وأحمد زكي ولكن اختلفت مع المخرج قبل بأيام. الدور الذي ندمت عليه كان مع المخرج محمد زين، فعلاً ما كان عليّ أن اقبل بذلك الدور لأن الفيلم يهاجم الأستاذ بليغ حمدي والذي شخصياً أعشق موسيقاه. كنت صغيرة حين قبلت به ولكن اليوم لو يعرض عليّ أي عمل فيه مهاجمة لفنان مستحيل أقبل به.
* هل أنت مع الخطوط الحمراء في التمثيل؟
– من المفترض ألا تكون هناك خطوط حمراء في التمثيل… في الأفلام الاميركية مثلاً ليس هناك اعتراف بخطوط حمراء، كلّ المواضيع تُطرح وكلّ الأدوار تُجسّد. بينما الحديث حول الدين والسياسة والجنس ما زال تابوهات في الأعمال العربية.
* لو حاولت مقارنة السينما العربية بالسينما الأوروبية أو العالمية، فعلامَ ترتكز هذه المقارنة؟
– لنتفق أولاً على أن السينما مرآة الشعوب، ونحن مختلفون في عاداتنا وتقاليدنا مع الأوروبيين ولكن قد نلتقي في مواضيع عامة تخص الإنسان… هناك قصص ليست خاصة ببلد معين. بدأنا في السينما العربية نشاهد أفلاماً قوية ومتطورة، ومن الضروري أن تتطور السينما. وأعتقد أنّ مشكلتها في عالمنا العربي كونها تعاني حساسية شديدة من مناقشة مواضيع مثل السياسة أو الدين أو الجنس. وهذا مثلاً ما مكن مشاهدته في أفلام العالم.
* كثيرون من أصدقائك وزملائك رحلوا عن عالمنا خلال السنوات الأخيرة من نور الشريف الى سمير غانم ودلال عبدالعزيز… كيف تتعاملين مع هذا الغياب؟
– ليس فقط نور الشريف وسمير غانم ودلال عبد العزيز، الصراحة معظم جيل الكبار الذين اشتغلت معهم ورحلوا. لما أتذكر أن كل هؤلاء رحلوا، يهزني الأمر ويحزنني كثيراً. اشتغلت في بداية حياتي مع جيل كبير مثل كمال الشناوي ومع الجيل الذي تلاه مثل عزت العلايلي وفاروق الفيشاوي ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكي وممدوح عبدالعليم. كلّ هؤلاء قدمت معهم أجمل الأعمال. قلبي ينفطر كلما تذكرتهم وهم لا يغيبون عن ذهني أبداً. ولكن في الآخر نقول هذا حكم الحياة. وهذا قدر لا بد من تقبله.
عن الفنّ… والحياة
* لو يعود بكِ الزمن هل تغيرين مسيرتك أم تختارين التمثيل مجدداً؟
– لو يعود الزمن، فلن أكون سوى ممثلة طبعاً. وأنا صغيرة كنت أريد أن أصبح “بالرينا”، لكنّ عائلتي لم تسجلني في الباليه. ولكن بمجرد دخول التمثيل تأكدت أنني لا أصلح لغير هذه المهنة. وكنت وما زلت صادقة معها ومخلصة معها ومنحتها من وقتي ومن مالي لأني أيضاً أنتجت أفلاماً ولم تحقق لي الأرباح وكنت أخسر وأقول لا قيمة للخسارة أمام الأفلام لتكون هدايا للسينما المصرية والعربية.
في النهاية ليس مهم خسارة المال من أجل السنيما لأن هذه الأموال كسبتها أصلاً من السينما وأخسرها في السنيما. كنت مجنونة ومغامرة جداً في تعاملي مع السينما لأنني أحبها جداً.
*ماذا تقرئين عادة؟
– قراءاتي متعددة في مجالات عديدة جداً، يعني ممكن أن أقرأ كتباً في علم النفس وفي الفلسفة، وفي المسرح والرواية. ولكن في بداياتي قرأت المسرحيات أكثر من غيرها، بحكم دراستي في المعهد حيث كنا نقرأ كثيراً من المسرح العالمي كثيراً جداً. قرأت تقريباً كل أعمال شكسبير وجون بول سارتر والبير كامو وقرأت لكل الكتاب الكبار في تاريخ المسرح، وفي الفن والأديان.
إضافة الى قراءة أعمال رواد الأدب المصري والعربي مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم، وأقرأ أيضاً للدكتور مصطفى محمود والكاتب يوسف عصيص والدكتور طه حسين… وكل ما أجد فرصة أقرأ لكتّاب حاليين مثل أحلام مستغانمي وريم بسيوني قرأت معظم كتاباته.
* وماذا عن موسيقاك المفضلة؟
– الأقرب الى قلبي وردة ونجاة. لما تكون وردة مع بليغ حمدي تكون متألقة جداً، وأفضّل نجاة في أداء القصائد وبخاصة من أشعار نزار قباني الجميلة جداً. أحب ألحان بليغ حمدي ومحمد عبدالوهاب. وأسمع طبعاً عبدالحليم حافظ وأم كلثوم ومن الأجيال الموجودة أسمع ماجدة الرومي وسميرة سعيد وأنغام وشيرين ووائل جسار ومروان الخوري ومحمد منير وهاني شاكر، وأحب صوت ذكرى. ومن الغرب أسمع سيلين ديون وويتني هيوسيتن. في العموم، أنا مستمعة جيدة للموسيقى والغناء.
* لو أحببت أنت رسلي هدايا شكر لمن ساعدوك في مسيرتيك، من يكونون؟
– كمال ياسين درّسني سنة أولى في معهد فنون مسرحية وفتح أمامي فرصة المشاركة معه في بطولة مسرحية “حرية من المريخ”، وله فضل كبير عليّ. ومحمد راضي في “أمهات في المنفى”، كما مثلت في “العار” مع علي عبد الخال وتأليف محمود أبو زيد وعملت مع الخال خمسة او ستة أعمال، وأنا أيضاً مدينة له. ولكن يظل أكثر مخرج سينمائي راهن عليّ وقدمني من الباب الكبير للدراما والسينما هو سمير سيف في فيلم “الهلفوت” من بطولة عادل امام وفعلاً شكّل الفيلم نقلة كبيرة في مسيرتي: من نجمة تلفزيونية الى نجمة سينمائية مطلوبة جداً بعد الهلفوت.
والشكر الكبير أيضاً للفنانة فاتن حمامة لأنها أول شخص وثق بي وكانت دائماً تقول لي: “انت شبهي أكثر حتى من بنتي”، وكانت دائماً تتابعني. وفي وقت معين كان المنتجون يقولون: “جيبوا البنت اللي شبه فاتن وحمامة”. وفي مسلسل “البراري والحمول”، كان المفروض أول مسلسل في مدينة الإنتاج الإعلامي سيفتتح المدينة تحت إشراف الرئيس حسني مبارك آنذاك وكان لا بد من أن يكون العمل جاهزاً في تلك الفترة ولم تكن فاتن حمامة تستطيع المشاركة فيه بسبب حالتها الصحية فرشحتني أنا لدورها وقالت لي: “ليس بالسهل أن اتنازل عن دوري لأحد… ولكن رشحتك أنت لدوري في البراري”.
والحقيقة لها مواقف كثيرة معي، لو تكلمت عنها فلن أنتهي منها. وظلّت علاقتنا طيبة حتى وفاتها، بحيث كانت تحضر لمسلسل وكان من المفترض أن ألعب دور ابنتها وللأسف القدر لم يمهلنا. فعلاً أحبها من كل قلبي وأحب جيلها عموماً.
شكراً أيضاً لشادية التي شجعتني وساندتني وبيني وبينها مواقف إنسانية كثيرة وكذلك هند رستم ونادية لطفي، وفي المناسبة نحن نحتفل بأعياد ميلادنا في اليوم نفسه 3 كلنون الثاني (يناير). والشكر الأخير أيضاً للكثير من الكتاب الذين تعاملت معهم، وخصوصاً أسامة أنور عكاشة ومحسن زايد.
* هل كانت عائلتك تشجعك على دخول مجال التمثيل؟
– كانت عائلتي منقسمة، أبي لم يشجعني على التمثيل ولكن أمي هي من ساندتني…
* من أي زاوية تقيمين اليوم المرأة العربية؟
– المرأة العربية وضعها جيد والقوانين في صالحها ولكن على المرأة أن تحافظ على استقلاليتها أمام الرجل حتى لا تكون في حاجة مادية له. لأنه لا يمكن أن تكون راضخة إلا المرأة العاجزة والتي هي في حالة احتياج للرجل. وطبعاً نساء العالم العربي لهم مكانة كبيرة والكثير من النساء هن وزيرات وليس هذا بالجديد على واقع المرأة إنْ قلنا إن أول امرأة حاكمة كانت المصرية حتشبسوت.
* هل في رأيك المرأة العربية مقيدة بقوى خارجة عنها أو هي من تقيّد نفسها بمخاوفها؟
– المرأة العربية مقيدة بعادات وتقاليد مجتمعها. وثمة نوعية من النساء مقيدة بمخاوفها الشخصية وهذه النوعية من النساء تعيش على الموروثات القديمة.
* هل تطمح إلهام شاهين لأن ترى حياتها مجسدة في مسلسل أو فيلم ولو كان كذلك ما هو العنوان؟
– لم أفكّر في أن تكون حياتي موضوع مسلسل أو فيلم ولكن فكرت أن تكون في كتاب. وآخر كتاب كتب عني كان في مهرجان المسرح، حيث اختار المؤلف عنوان “المتمردة” وأعجبت بهذا العنوان لأنني فعلاً متمردة، وفي حياتي تمرّدت على أشياء كثيرة جداً ومن الناس من يسميني الجريئة والصريحة. الكثير من المواصفات تتماشى مع شخصيتي. ويمكن أن أسمي حياتي أيضاً “امرأة ضد الكسر” لأنني تعرضت للكثير من المواقف الصعبة التي كان من الممكن أن تكسرني ولكن الحمد لله لم أكسر وكنت في كل مرة أخرج من هذه المواقف بشخصية أكثر قوة وصموداً.
* أي شخصية تاريخية تطمحين الى تجسيدها؟
– كنت سأقدم لمرتين شخصيات تاريخية ولكن الظروف لم تساعدني. كنت أتمنى تجسيد شخصية الملكة حتشبسوت، وهي أول امرأة تحكم وكنت أتمنى أيضاً تقديم شخصية شجرة الدر وأيضاً شخصية كليوباترا، وحين شاهدت اليزابيث تايلور تمثل دورها أصبت للمرة الأولى بالغيرة وتمنيت أن أكون مكانها. هذا هو الدور الحلم.