حدود الكويت بين جيرانها الثلاثة
بقلم: مبارك فهد الدويلة

النشرة الدولية –

أثار تصريح للشيخ حمد جابر العلي وزير الدفاع عن حدود الكويت حفيظة بعض السياسيين والمعلقين، والذي ربطه البعض بالسيادة الكويتية على أراضيها، بينما من يعيد قراءة تصريح وزير الدفاع مئة مرة لا يجد فيه ما يوحي بذلك، بل هي عبارات المجاملات الدبلوماسية بين السياسيين، ولم يكن هناك مبرر لهذا التركيز على بعض كلمات التصريح، ناهيك عن أن مسألة الحدود منتهية منذ عقود من الزمن، ولا يوجد ما يستدعي هذه التخوفات المصطنعة، التي نعرف مقاصدها ودوافعها.

مع الأسف إن بعض السياسيين عندنا أصبحوا أدوات وأبواقاً إعلامية لبعض الأنظمة، ويعبّرون عن مواقفها تجاه الكويت وإن كانت مواقف عدائية في غالبها، بل إن هذه الأنظمة إن أرادت أن تعبّر عن رأيها المعلن تجاه الكويت، وعلى لسان ناطقها الرسمي، تستعمل عبارات الدبلوماسية والمجاملة، بينما إن أرادت أن توصل رسائل العتب واللوم والتهديد المبطن كلفت ممثليها في الداخل للتصريح بذلك نيابة عنها.

الغريب أن البعض يتعامى عن قراءة التاريخ القريب، فما زلنا نذكر كيف أن أحد الجيران أطلق عبر البحار عدة صواريخ على المنشآت الحيوية والمدنية في الكويت أثناء مرحلة تصدير الثورة، وحرّك خلاياه النائمة لتفجير المنشآت النفطية، بينما جار آخر يكفيه ذنباً تاريخ الثاني من أغسطس عام 1990 وما تبعه من مواقف عدائية استباح خلالها الأرض والعرض، بينما في المقابل لم نجد من الجار الثالث الشقيقة السعودية إلا العون والسند والدعم في كل مشاكلنا التي عانينا منها بسبب جيرة الآخرين السيئة، حتى أثناء الخلافات في بعض القضايا المشتركة، وهذا يحدث أحياناً بين الأشقاء، لا تصل الأمور إلى العنف والتهديد والوعيد، بل يتم حل المشاكل بالتفاهم ولو طال الزمن.

السعودية، مهما تباينت المواقف معها، ومهما اختلفنا في بعض القضايا، تظل الشقيقة الكبرى، والامتداد الطبيعي للحاضر والمستقبل، من دون الإخلال بكون الكويت والسعودية دولتين مستقلتين، لكل منهما نظامها الخاص وأسلوبها في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية، ولعل هذا التمايز في العلاقة يجعل البعض ممن يغيظهم ذلك أن يطلب من أبواقه في الداخل أن يعكّر الجو بين فترة وأخرى.

هل يدير مسلم وجمعان المعارضة من الخارج؟

أصدر مسلم البراك وجمعان الحربش وآخرون بياناً بعد عودتهم الميمونة إلى الكويت، مما أعطى انطباعاً جيداً وتفاؤلاً نحو مستقبل المعارضة الكويتية، ولئن توقع المراقبون أن تقود كتلة الاثنين والعشرين نائباً العمل داخل البرلمان، فمن المتوقع أن يقود النواب السابقون العمل السياسي خارج البرلمان، وهذا سيجعل هناك تناغماً وتنسيقاً بين المواقف السياسية داخل مجلس الأمة وخارجه، ونتمنى انضمام بقية أطياف المعارضة إليهم، الذين يرون اليوم أسلوباً آخر في إدارة العمل، لكن الأيام سترينا وتريهم الصواب من الخطأ.

زر الذهاب إلى الأعلى