بين إختبارالربّ لعبده وإختبار العبد لنفسه ..
بقلم: نقولا ابو فيصل
النشرة الدولية –
لا يجوز ربط البلاء الحاصل لشعب لبنان بعصيان العبد لربه ، ولا ادري لماذا نقول مثلاً إن ما يجري هو إختبار الرب لعبده وقياس مدى صبره وتحمله للظلم ودفعه الى العودة الى الله طلباً لرفع هذا البلاء.؟ وهل أن اقتراب العبد من ربه يكون بالعصاة أم بالصلاة والدعاء وطلب المغفرة والتضرع اليه لرفع المصائب عن هذا الشعب المسكين ؟ ام ان هناك حلول اخرى؟
وعندما نريد ان تفهم أعمال الرب الاله فأننا نحتاج ان نعود الى معرفة فكره بالكتاب، لذلك تختلف بعض التعاليم بين طائفة واخرى على التفاصيل ولكن اذا دققنا بها، فإننا نجد فيها اهمية كبيرة، مثل طلب الرب من ابراهيم ان يقدم ابنه ذبيحة، فالبعض يقول انه اختبار، ولكن الكتاب المقدس يعلمنا ان الرب لا يجرب احداً، فكيف يكون اختباراً ؟ “لا يقل أحد إذا جرب إنّي أجرب من قبل الله ، لأن الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحداً”(يعقوب 1:13)
وقد تكون مصالح العبد فيما يكره أكثر من مصالحه فيما يُحب ، وقد تكون العثرات هي إختبار الرب العظيم ولما لا ؟ لكن المحزن المبكي ان اغلب الناس تمشي قطعانًا خلف زعمائها رغم انهم اصبحوا فقراء وبلا عمل وربما بلا مستقبل ، ورغم ذلك فأنهم يعتبرون تعاستهم بمثابة امتحان من الله! وهنا اختبار الانسان لنفسه ، ولا اعتقد اننا في مصاف ابراهيم وقوة ايمانه وقدرته على تحمل التجربة حتى ندخل كل يوم في تجربة جديدة تحت ذريعة اختبار الرب لنا ، هو الذي يليق به على الدوام كل اكرام وتقدير