معركة إفتاء طرابلس على نار “حامية”… والمنافسة بين 3 مرشحين

النشرة الدولية –

لبنان الكبير – إسراء ديب –

لا يجتمع اثنان إلّا ويكون الحديث عن انتخاب مفتي طرابلس والشمال ثالثهما، فهذا الاستحقاق الديني والذي تتدخّل فيه السياسة كما بات معروفاً، أعلن معركة قائمة على ضرورة تغيير الوضع القائم في دار الفتوى شمالاً، “والتي واجهت جموداً كبيراً في الأعوام الماضية، وهي تحتاج إلى (زقّة) أيّ دفعة لتحسين ظروفها وتثبيت وجودها على الصعيدين الدينيّ والاجتماعي”، وفق ما يقول مصدر ديني شماليّ لـ “لبنان الكبير”.

وينتظر الطرابلسيون عموماً، والمرجعيات الدينية خصوصاً، اللحظة الحاسمة التي يحضّر لها منذ أشهر وستحتدم أكثر وصولاً إلى الثامن عشر من الشهر الجاري (بعد غد الأحد)، ولا يُخفى أنّ هذه التجهيزات تبقى غير سهلة لأنّها واجهت الكثير من الأقاويل والأحاديث التي أقحمت الميدان السياسي في استحقاق ربطه كثيرون بأسماء سياسية شمالية تدعم شيخاً ولا ترفض آخر، في وقتٍ لم تبد أيّ مرجعية سياسية طرابلسية موقفها الحقيقي والواضح من المعركة المقبلة.

وفي ظلّ الحديث عن تدخلات سياسية – لم تتضح حتّى اللحظة – يحكى عنها في أروقة المؤسسات الشمالية، يستعدّ 7 مرشحين يُعرف الكثير منهم بتعمّقه في إدارة الشؤون الدينية أو القضائية، لخوض المعركة وهم: القائم بأعمال المفتي الشيخ محمّد إمام، القاضي سمير كمال الدين، القاضي وسام السمروط، شيخ قراء طرابلس بلال بارودي، الشيخ مظهر الحموي، الشيخ أحمد المير والشيخ أحمد كمون.

يُمكن القول إنّ المنافسة الجدّية حتّى اللحظة تنحصر بين 3 مرشحين وهم: الشيخ إمام المعروف بتاريخه في هذه الدار لكن قيل انّه يتلقّى دعماً من بعض سياسيي طرابلس أبرزهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، “وهناك شبه إجماع سياسي عليه من بعض نواب طرابلس وحتّى من بعض أعضاء الهيئة الناخبة وهم 130، ما عدا النائب أشرف ريفي الذي يدعم بارودي”، حسب المصدر الديني. وبارودي هو مرشح جدّي آخر، لكنّه “يُسجّل بعض المواقف التي يُظهر فيها نبرة حادّة، وهي نبرة تغيب عن الشيخ إمام”، كما تغيب عن المرشح كمال الدين الذي يُقال إنّ دولة عربية تسعى إلى دعمه للوصول إلى هذا المنصب، وهو ما يندرج ضمن إطار الشائعات المعتادة.

ويرفض مرجع قانوني وصول أحد المرشحين الـ 7 إلى هذا المنصب، ويقول لـ “لبنان الكبير”: “لا نغفل عن أهمّية تمتّع مفتي طرابلس بمواصفات أبرزها المناقبية المهنية والشفافية كما خوفه من الله وتعامله بإنسانية وبضمير في مختلف المجالات بعيداً عن الانحياز السياسي الذي يُشوّه الدّين”، مضيفاً: “ذهلت حين سمعت الموافقة على أحد المرشحين الذي أعلم عنه أنّه منحاز سياسياً وظلم حالات عدّة في المدينة عمل ضدّها وأضاع حقّها، وهو مدعوم من أحد السياسيين الممانعين وكان يُجري اتصالات سياسية على حساب حقوق الناس لا سيما من النساء، وهذا ما يجعلني في حال من الصدمة مع العلم أنّه لم يكن يستحقّ منصبه الذي كان يحظى به كما لا يستحقّ وصوله إلى المنصب الجديد”.

ماذا يُريد الطرابلسيون؟

من هنا، ليس خافياً على أحد أنّ منصب المفتي في طرابلس والشمال، يحظى بتأييد ودعم شعبيّ كبير نظراً الى ارتباط المواطن الطرابلسي بدار الفتوى المرجعية الدينية السنية والوحيدة التي يُمكنها لعب دور مهمّ في أبرز الأحداث لا سيما الاقتصادية منها أو الاجتماعية. لكن ما يُمكن رصده في السنوات الأخيرة، أنّ الشيخ إمام كما الدار تعرّضا لبعض الانتقادات التي تطال أدوارهما الرئيسة، ما دفع عدداً كبيراً من الثوار وفي مناسبات مختلفة إلى مناشدة هذه الدار حيناً أو التعرّض لشخصيات دينية حيناً آخر، لأنّ الكثيرين منهم كانوا يرون أنّها لم تقم بأيّ خطوة “تُدافع فيها عن المسلمين والطرابلسيين في وجه الأزمات”، وهو ما كان يستدعي حينها رداً يُشير إلى أنّ الدار ليست الدّولة ولا يُمكنها ممارسة دورها.

ولهذه الأسباب، لا بدّ من أن يتمتع كل من المرشحين في هذه المرحلة التي تُعدّ حرجة سياسياً ومالياً، برؤية وخطة واضحة لتطوير أداء هذه الدار، وإذا كانت تقوم بمساعدات وتدخلات أحياناً، فهي تحتاج إلى تضافر الجهود الدينية والمالية لتكون منارة كلّ المسلمين والطرابلسيين أيضاً، ولتبقى مرجعية لا تشوبها ملفات سرية من مرشح جديد، ولا يُعكّر صفوها تدخل سياسي يُسيء إلى بعض رجال الدّين المشهود لهم بالتزامهم الديني.

زر الذهاب إلى الأعلى