همس بتأجيل الانتخابات الرئاسية والنيابية والخلاف بين الحزب والوطني الحر الى تفاقم
بقلم: هتاف دهام
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
تمر علاقة التيار الوطني الحر بحزب الله بمنعطف حرج وغير مسبوق في العلاقة بين الطرفين. ليس جديدا أن تبرز على سطح العلاقة بينهما مواضيع خلافية، فهذا الامر حصل في محطات سابقة عدة إلا أنهما كانا يتعايشان مع خلافاتهما ، بيد أن هذه المرة يخشى أن تكون الموضوعات الخلافية من الصنف الذي لا يمكن تجاوزه، مما يترك تأثيرا حادا يخلخل أسس اتفاق مار مخايل، مع الإشارة إلى أن الحزب يبدي انزعاجا من تعاطي نواب ومسؤولي التيار الوطني الحر مع الأزمة الراهنة. ورغم أن مصادره ترفض التعليق لكنها تكتفي بالقول” إن الحزب متمسك بالدستور وباستقلالية القضاء الذي للاسف جرى العمل على تطييفه من الحلفاء قبل الخصوم”.
التحدي الأبرز الذي يواجه حزب الله في هذه المرحلة هو كيفية التوفيق بين تحالفه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وما يفرض من موجبات تتناقض مع علاقة الحزب برئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار البرتقالي. أما الرئيس عون فيواجه من جهته، حرجا شديدا من ناحية سياسات حزب الله الإقليمية وفي طليعتها ما يتصل بتأزم العلاقة مع الدول الخليجية. فموقع الجنرال عون في رئاسة الجمهورية يضعه مباشرة في قلب معادلة متناقضة، فمن ناحية ثمة حاجة ماسة لترتيب العلاقات مع الخليجيين لما للموضوع من تأثيرات اقتصادية يحتاجها لبنان بشدة، ومن ناحية أخرى تبرز حاجته إلى استمرار العلاقة مع حزب الله لمواجهة الاستحقاقات المقبلة الداهمة وعلى رأسها ملف الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول المقبل.ويبدو واضحا أن هذا الملف سيخيم على العلاقة بين الطرفين طيلة الفترة المقبلة. أما القضية الأخرى محل الخلاف فتتصل بصراع حليفيه حركة أمل والتيار الوطني الحر في ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وتداعياته على مستوى المذكرات القضائية الصادرة بحق الوزيرين السابقين النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر وصولا الى التزام حزب الله بموقف الحركة في تعطيل الحكومة.
يشعر “تكتل لبنان القوي” برضى ضمني على أداء المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وربما يرى فيه فرصة للانقضاض على فريق الرئيس بري بهدف إضعافه وتحقيق ما يردده عن محاسبة الفاسدين الذين يحظون بحماية وغطاء سياسيين. ومع ذلك فإن رئيس الجمهورية يشعر بقلق بالغ من جراء قرار تعطيل جلسات مجلس الوزراء ويرى بالموضوع مسا مباشرا برهاناته ودوره في المرحلة المتبقية من عمر العهد. ومن الواضح أن هذا الملف القضائي غير قابل للتجاوز، فكل المحاولات لإيجاد مخارج ترضي الطرفين باءت بالفشل، كما تقول مصادر مطلعة ل “لبنان24”.
لا يخفى على أحد مدى تأكيد حزب الله والتيار الوطني الحر تمسكهما بورقة التفاهم، لكن تفاقم الخلاف على ملفات جوهرية مثل ملف تحقيق المرفأ سيحول التفاهم إلى أشلاء ويجعل من المواقف الإيجابية المعلنة مجرد كلام فارغ لا معنى له.
لا شك في أن قيادة حزب الله تشعر ، بحسب اوساطها، بكثير من الحرج في هذه المرحلة فهي لا تريد أن تفرط بالعلاقة مع التيار، لكنها في لحظة المفاضلة بين موجبات العلاقة مع الرئيس بري ومقتضيات وحدة الصف الشيعي من جهة وموجبات العلاقة مع التيار الوطني الحر من جهة أخرى فهي تنحاز للأولى، دون اغفال أن الحزب يبذل جهودا استثنائية لإيجاد مخارج للمشاكل العالقة.
في الأيام الماضية ساد همس في بعض الأوساط السياسية عن سيناريو يتم تداوله يقضي بتأجيل الانتخابات الرئاسية والنيابية لمدة عام ، وأن موقفا غربيا مستجدا بات في موقع المتفهم لضرورة التأجيل على خلفية ضعف الرهانات على إحداث تغيير فعلي في المجلس النيابي مضافا إليها عدم نضوج أي تفاهمات إقليمية يمكن الاستناد إليها لحدوث انفراجات في الوضع الراهن، الأمر الذي يعني في حال حصوله تسهيلا لامكانية التفاهم حول ملف البيطار ضمن صفقة شاملة ، وبالتالي ترحيل الملفات العالقة إلى الأمام عوض ايجاد حلول آنية لها وهو ما يعطي لمختلف الاطراف فسحة إضافية من الوقت.