«إنهم لصوص»!
بقلم: رجا طلب

النشرة الدولية –

أصدرت دار النشر الإسرائيلية (كرميل) في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي كتاباً جديداً للمؤرخ الإسرائيلي المثير للجدل آدم راز بعنوان «نهب الممتلكات العربية خلال حرب الاستقلال»، والكتاب عبارة عن دراسة واسعة تكشف وبالتفاصيل حجم السلب والنهب للممتلكات الفلسطينية من قبل الإسرائيليين في نكبة 1948.

ويورد راز في كتابه مقولة لأول رئيس حكومة للاحتلال ديفيد بن غوريون تعتبر بحد ذاتها «فضيحة الفضائح » حيث قال بن غوريون وحسب راز: (معظم اليهود لصوص) وتستند دراسة المؤرخ آدم راز على وثائق مهمة من الأرشيف البريطاني والإسرائيلي وأخباراً وتقارير من الصحف العبرية والأجنبية وقتذاك تثبت أن عمليات السلب والنهب كانت إلى حد كبير «ممنهجة» من أجل تهجير الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم و» تصعيب» عودتهم إليها وإفقادهم الأمل في العيش فيها.

الأهم من نهب الأثاث والمقتنيات الخاصة بالبيوت هو نهب الأرض وكيف خُطط لارتكاب المجازر من أجل تفريغ الأرض من أهلها، وهنا يتحدث «آدم راز» عن أرقام مرعبة لعمليات ممنهجة لقتل الفلسطينيين من أجل تهجيرهم من أراضيهم أو من أجل إخافتهم من العودة إلى أراضيهم التي كانت تُعد الخطط من أجل استيطانها ومنع أي إمكانية لعودة أهلها الأصليين إليها.

مما أشار إليه المؤرخ راز بشأن المجازر ما يلي:

  • قتل 35 امرأة وطفلاً من العرب الفلسطينيين في منطقة الجرمق، بعد أن رفعوا راية بيضاء، وسلموا أنفسهم، فقام الإسرائيليون برميهم في حفرة مجهزة مسبقاً لذلك وقاموا بقتلهم بدم بارد.
  • حين احُتلت قرية الدوايمة سنة 1948، قتل حوالي 100 فلسطيني، وحسب شهادة أحد الجنود المشاركين بالمذبحة، فقد تم القتل دون أن تقع أي معركة، ودون أي مقاومة من الأهالي، ومن بين القتلى نساء وأطفال، وقد تم قتل الأطفال الرضع بتحطيم جماجمهم بالعصي، ولم ينجُ بيت من تلك المذبحة.
  • مجزرة قرية «صلحة» التي لم نسمع بها إعلامياً وسياسياً من قبل، حيث تعرضت هذه القرية لمذبحة قُتل فيها 80 عربياً على يد الوحدة رقم 7 في الجيش الإسرائيلي.
  • قرية الصفصاف غرب مدينة صفد، حيث قام ضباط إسرائيليون خلال عملية سميت «حيرام» بربط 52 فلسطينياً في حبل واحد، وحفروا حفرة ألقوا فيها الرجال المربوطين بالحبل، وفتحوا عليهم النيران.

ما كشفه المؤرخ آدم راز يضاف طبعاً للمجازر الاخرى مثل قبية ودير ياسين والسموع وغيرها من هذا السلوك «الهمجي والهتلري» الذي آمنت به الوكالة اليهودية للهجرة التي كانت الأساس الداعم لقيام دولة الاحتلال التي دعمها الانجيليون في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية في وقت مبكر وبشكل سري.

هذا السلوك الهتلري الإسرائيلي ما زال يمارس ضد القرى والبلدات القريبة من القدس وغيرها في الضفة الغربية، واليوم اضطر الاحتلال إلى تغيير سلوكه وأهدافه، وأقصد هنا أنه وبعد سيطرته على الأرض يكثف جهوده لتزوير وتزييف الحقائق التاريخية الموجودة على الأرض الفلسطينية منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، من بين تلك الأعمال سرقة الثوب الفلسطيني الكنعاني المطرز ومحاولة إقناع العالم أنه ثوب إسرائيلي، وأن تصبح طبخة ورق العنب «جزءاً من مطبخ القادمين من بلاد الخزر من روسيا وأوروبا الشرقية وغيرها من البلدان».

ما قاله كبيرهم بن غوريون عن شعبه اليهودي المصطنع، أنهم لصوص «أضيف عليه أنهم «قتلة ومجرمون».

Back to top button