التجديد ضرورة تاريخية
بقلم: د. مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
بما اننا نعيش ونحيا في ظل زمن متغير، اذاً علينا بالتجديد، وهذا مطلب وحاجه إنسانية.
وبما اننا على اعتاب عام جديد والتمنيات المستقبلية عديدة، والعالم في تغيير وتغير مستمر ومتسارع، اذاً علينا التأقلم مع ذواتنا، ومع ما يحيط بنا من جديد، وهذا ليس بالسهل.
نعم التجديد ليس بالسهل، ولكنه ليس بمستحيل، وانه حاجة، بحاجة الى قرار وإرادة معاً.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ما هو التجديد الذي نحن بحاجة مستمرة له في مسيرتنا الحياتية وتاريخنا؟
يعقل ان تكون أولى الخطوات مواكبة العلم والفكر والمعرفة المبنية على الدلائل والحقائق؟
إن استشراف المستقبل والتفاعل مع المضامين العلمية والفكرية والمعرفية ومعطياتها داخل المجتمعات وعلى المستوى العالمي يعطينا نظرة شمولية وبصيره لما يدور من حولنا، والى اين سنصل، وماذا سيأتي فيما بعد، وذلك بالتحليل والبراهين.
إن التطورات التي تحيط بناء على مختلف الاصعدة والمجالات، وان كانت علمية وتربوية وتعليمية واختراعات وابتكارات وحتى سياسية واجتماعية وثقافية ودينية، تحفزنا على ان لا نبقى جمهور متلقي ومستهلك، لا بل علينا ان نكون فاعلين ومساهمين ولنا بصمة نتركها عبر التاريخ.
البعض يخاف من التجديد، ولكنه يبقينا في مكاننا، لا بل يجعلنا متخلفين عن الذين يعملون ليلاً ونهاراً، لترك بصمة تاريخية تخدم الانسان، وتحاكي الزمان. ويقول ستيف جونز «التجديد هو ما يميز القائد عمن يتبعه». بالتأكيد لا نريد ان نبقى او نكون اتباع.
وإن تحفيز بعضاً على نهج التجديد عندها تدار عجله التغيير نحو الأفضل.
والبعض يقول ان هناك ثورة على موروثاتنا وقيمنا وعادتنا وتاريخنا وحضارتنا، وبالأخص عندما نطلب بكل هذه التغييرات والتجديدات، والعكس صحيح، لما لا نستثمر ونستخدم هذه المطالب التجديدية لأسلوب او نهج لي احياء او تطوير ما نسينها او تنسينها بقصد او بغير قصد في ظل تحديات وصعوبات الحياة. والسياسي الأمريكي هنري كسنجر يقول عن التاريخ «التاريخ منجم زاخر بالحكمة التي قد تجد فيها المفاتيح الذهبية لمشاكل حاضرنا»
ويعد التجديد انبثاق للأمل وتجديد للفكر والارتقاء به للوصول الى الاستقرار مع تقدم الزمن ومواكبته، ولا يأتي إلا ان نمتلك الدوافع النفسية والفكرية والايمان به.
إن خدمة الإنسانية والانسان معاُ تنبثق من تحفيز ذواتنا، والاتصال مع بعض وتقديم كل ما هو مطلوب وخاصة انه لم يعد هناك حدود مغلقه، والثبات على حالنا يجعلنا في اخر الصف، اذ لم نتلاشَ، ويتم نسياننا اننا اصلاً كنا موجودين.
الماضي جميل ولكن التجديد فرصه، والرضى عن الذات ضرورة، وما يتم تقديمه عبر التاريخ للإنسانية ولهذه الأرض التي نعيش عليها، يكسبنا ذواتنا ونفيد به الأجيال القادمة.