المحاربون أبطال ملحمة العرب “موطني”
فلسطين لم تغب وحضرت بقوة في الميدان والمدرجات وكأس البطولة
النشرة الدولية –
صالح الراشد
*************
ملحمة عربية شهدتها قطر تحت مسمى كأس العرب، ملحمة شهدت مباريات من العيار الثقيل ومحبة عربية أكبر بين الجماهير واللاعبين الذين أناروا ملاعب كأس العالم، ملحمة عربية شدت العرب حتى اللحظات الأخيرة، كيف لا وهي قد أسقطت كل الحدود النفسية بين الشعوب، ليكون الحب والفرح ما يحيط بهذه الملاعب، ملحمة توجها المحاربون الجزائريون بالظفر باللقب العاشر على حساب نسور قرطاج عاصمة الجمال والعشق وإبن خلدون تونس الخضراء، وقدم المنتخبان مباراة ظننا لفترات طويلة أننا نشاهد نهائي كأس العالم بفضل روعة آداء اللاعبين في الميدان والجماهير على المدرجات، ليفرح العرب بهدفي الفوز للجزائر وكانوا سيفرحون بذات الطريقة والمحبة لتونس لو حققت الفوز، فكلاهما في القلب العربي والعشق الروحي واحد.
قطر جاهزة لكأس العالم بإمتياز
أثبتت قطر أنها بكامل جهوزيتها لإستقبال منتخبات وجماهير العالم في بطولة كأس العالم التي ستستضيفها في العالم القادم، فالملاعب ترتدي حلة بهية والحضور يشعرون بالراحة من باب الطائرة حتى العودة إليها، والتنظيم كأنه عقد من اللؤلؤ حيك بأيادي ماهرة ليخطف الابصار بما فيهم رئيس الإتحاد الدولي إنفانتينو، لقد قدمت قطر أوراق اعتمادها على أنها ستنظم بطولة كأس عالم تاريخية، ستكون حديث العالم لسنوات طوال على غرار بطولة العرب التي سرقت وخطفت الآهات العربية والعالمية.
الفرح العربي
عم الفرح المدرجات القطرية حتى شعرنا بأننا نُشارك من قريب وبعيد بعرس عربي إرتدت فيه الجماهير الملابس الشعبية وقمصان بلادها، وهتفت الجماهير العاشقة لمنتخبات بلادها كثيراً وطويلاً للنجوم المبدعين في عالم الكرة المستديرة، وهتفوا أكثر لكل ما هو عربي لتكون فلسطين ببهائها وجمالها حاضرة بمنتخبها ورغبة العرب في استقلالها، لقد جعلونا نعيش جميع لحظات الفرح والعز، فانتصرت الرياضة على جميع الصراعات، وتبادلت الجماهير التصفيق والتهنئة والمحبة وكلمات العشق بالوطن العربي حتى شعرنا أن الرياضة ستكون طريق الوحدة بعد أن استغلها البعض كطريق للكراهية.
بطولة مذهلة فنياً
كروياً شاهدنا مستوى مميز في غالبية المباريات وبالذات في الأدوار الإقصائية، فكل مباراة كانت بطولة بذاتها، ولم يودع منتخب المنافسات إلا ونجومه يقاتلون حتى اللحظات الأخيرة، فغادرت منتخبات العراق والبحرين وسوريا وموريتانيا، ومعهم السعودية وفلسطين ولبنان والسودان من الدور الأول، ثم ودعت منتخبات الأردن ببهاء وعُمان بفداء والمغرب بروعة والامارات بحيرة، وفي دقائق الموت خرجت مصر وقطر وأسعدانا بلقاء المركز الثالث، ويوم الفرح لم تنزع تونس ثوب البطل حتى الدقائق الأخيرة، وخسرت أمام منتخب الجزائر المُبدع، لينتصر الجميع في نهاية البطولة، لتُقلدهم العروبة التي استعادت حضورها في الفكر العربي ثوب الفخر، بلقاءات متعتها لم تنتهي ولن تتوقف لحين تنظيم البطولة القادمة.
حيرة عربية
احتارت الجماهير العربية من تُشجع في المباريات التي لم تشارك بها منتخبات بلادها، فالقلب يقف على بُعد واحد من جميع المنتخبات، والكل يجمع على عشق فلسطين التي تم تزين الكأس بكلمات شاعرها المبدع إبراهيم طوقان “موطني”، لقد إنقسمت الجماهير في النهائي بين منتخبين لهما مكان كبير في العشق العربي، فتونس والجزائر دولتان تعشقان العروبة فبادلهما الجميع العشق، ومصر وقطر لهما نصيب كبير في قلوب الأمة كما للسعودية والبحرين والامارات والمغرب والاردن، ولا يقل عشق العرب لهذه الدول عن حبهم لعمان وسوريا ولبنان والسودان وموريتانيا، ولجميع الدول التي غابت بالإسم عن البطولة وحضرت بتاريخها وحضارتها، لقد كان التشجيع مثيراً كحب العرب لتاريخهم المشرف ولحضارتهم المميزة والتي نثرت فكرها ومدنيتها على العالم.
الجوائز المالية
حصلت المنتخبات المشاركة في البطولة على “25.5” مليون دولار أمريكي لمشاركتهم في البطولة، وكان النصيب الأكبر لمنتخب الجزائر وحصل على “5” مليون دولار وتونس الوصيف “3” مليون، فيما نال منتخب قطر صاحب المركز الثالث على “2” مليون دولار، وحصل منتخب مصر على مليون ونصف دولار، بدورها حصلت كل من منتخبات الأردن والامارات والمغرب وعُمان على “750” ألف دولار، فيما حصلت المنتخبات التي غادرت البطولة من الدور الأول على “500” ألف دولار وهي منتخبات العراق والبحرين وسوريا وموريتانيا والسعودية وفلسطين ولبنان والسودان.