فايزر تقترب من جني أرباح بقيمة 20 مليار دولار لهيمنتها المرتقبة على سوق أدوية علاج مرض كوفيد – 19

النشرة الدولية –

تقترب شركة الأدوية الأميركية العملاقة فايزر من جني أكبر أرباح على الإطلاق من مبيعات لقاحاتها ضد فايروس كورونا المستجد، والتي طورتها بالتعاون مع شركة بايونتيك الألمانية، وهو ما يشعل المنافسة بشكل أكبر في هذه السوق الواعدة.

وأظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة إيرفينيتي لتحليل البيانات أن فايزر تستعد لجني أرباح بقيمة 20 مليار دولار في العام المقبل، نتيجة هيمنة مرتقبة على سوق أدوية علاج مرض كوفيد – 19.

ويأتي ذلك في ظل تسارع الدول الغنية إلى شراء شحنات من دواء باكسلوفيد الذي طورته الشركة، في حين سيتعين على الدول الفقيرة الانتظار حتى أوائل عام 2023، إلى حين قيام شركات الأدوية المكافئة بإنتاج كميات كبيرة من هذا الدواء.

ومطلع العام الحالي أعلنت فايزر أنها تتوقع أن تصل قيمة مبيعاتها من لقاحها المضاد لفايروس كورونا بنهاية العام الحالي إلى حوالي 15 مليار دولار، وذلك دون احتساب أي عقود إضافية من خلال إيرادات تتراوح بين44 و46 مليار دولار.

ورغم تسعيرها عند أقل من 20 دولارا للجرعة الواحدة، تتوقع الشركة الأميركية أن يصل هامش أرباحها إلى 30 في المئة هذا العام.

وحققت اللقاحات لفايرز أكثر مما درّ على أي منافس آخر مع 10.8 مليار دولار خلال النصف الأول من هذا العام. ومنذ ذلك الوقت بدأت بجني معظم مبيعات هذا العلاج بعيدا عن شركات موديرنا وجونسون آند جونسون الأميركيتين وأسترازينيكا البريطانية – السويدية وسبوتنيك في الروسي.

ووفقا للدراسة، يتوقع أن تجني فايزر، التي حققت بالفعل أرباحا ضخمة من لقاحها، حوالي 17 مليار دولار في عام 2022 من مبيعات دواء باكسلوفيد، الذي يخضع للتجارب حاليا.

 

وذكرت وكالة بلومبرغ الجمعة أن الدراسة أظهرت أن شركة الأدوية الأميركية العملاقة ميرك آند كو ستحقق إيرادات بقيمة 2.5 مليار دولار بعد تطويرها دواء مولنوبيرافير، الذي يستخدم في علاج المصابين بكورونا.

ومن المتوقع أن يزداد الطلب على الأدوية المستخدمة في علاج مرض كوفيد – 19، في ظل انتشار متحور “أوميكرون” في أنحاء العالم، حيث يبحث العلماء مدى فعالية اللقاحات وعلاجات الأجسام المضادة في مقاومة المتحور الجديد، وأي متحورات أخرى محتملة.

وتثير مشتريات الدول الغنية مخاوف من أن الدول الفقيرة، بعد معاناتها في الحصول على اللقاحات المضادة للفايروس، يمكن أن تتخلف عن الركب مرة أخرى، وذلك رغم اتفاقيات الترخيص لتوسيع نطاق توافر الأدوية.

ووافقت شركتا فايزر وميرك على السماح لشركات تصنيع الأدوية المكافئة بإنتاج أدوية أخرى رخيصة التكلفة مكافئة لنفس دوائيهما، وذلك لتوفيرها للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وفي نوفمبر الماضي، قال تشارلز جور، المدير التنفيذي لمجموعة براءات اختراع الأدوية المدعومة من الأمم المتحدة، إن “هذا الاتفاق قد يعني بدء وصول شحنات من هذين العقارين إلى تلك الدول في غضون أشهر”.

في ظل انتشار متحور “أوميكرون” في العالم يتوقع أن يزداد الطلب على الأدوية المستخدمة في علاج مرض كوفيد – 19

ولا تعد اللقاحات في العادة أكثر المنتجات ربحية لشركات الأدوية الكبرى، لاسيما عند مقارنتها بالأدوية المستخدمة لعلاج الحالات المزمنة.

ويقول سيموس فيرنانديز، المدير الإداري الأول في غوغنهايم للأوراق المالية، إن لقاحات الإنفلونزا تعد تجارة ذات هامش أقل.

وأضاف “هناك بالطبع استثناءات بما في ذلك لقاح بريفنار الذي يحمي كبار السن من التهاب المكورات الرئوية”، والذي اعتبره بأنه “مربح للغاية” لفايزر.

وفعليا، حوّلت أزمة كورونا اللقاحات المضادة إلى منجم ذهب لأصحابها، إذ تتزايد طلبات العقود في ظل تسابق عالمي للحصول على اللقاح الذي سيكون مفتاح التعافي الاقتصادي، مما يسلط الأنظار على أرباح هذه الشركات التي ارتفعت أسهمها في وقت قياسي.

ويعتقد لويك شابانييه، من شركة أي.واي للاستشارات، بأن قيمة هذه السوق قد تتراوح ما بين 30 و40 مليار دولار هذا العام، وهو تغير هائل لأن هذا الرقم أعلى بكثير من أرباح اللقاحات الأخرى مثل لقاحات الأطفال في العام العادي.

وتتمتع الشركات التي أنتجت أول اللقاحات بموقع جيد من حيث الاستحواذ على طلبات ضخمة حتى الآن، لكن هذا لا يعني أنه لن يكون هناك مجال أمام الشركات الأخرى لقضم حصة من هذه السوق، خاصة في ظل المتحورات التي قد تدفع إلى احتدام المنافسة بشكل أكبر على صنع اللقاحات.

Back to top button