الشيخ خالد الصباح يحرص بعدم تسمية شخصيات قد تشكل استفزازا لمجلس الأمة الكويتي
النشرة الدولية –
بعد مرور أكثر من شهر على إعادة تكليف الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح بتشكيل حكومة جديدة في الكويت دون أن ترى النور بعد، ما أثار تساؤلات حول دواعي هذا التأخير لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها الإمارة، التي لا تملك معها ترف الوقت.
وربطت أوساط سياسية التأخير في إعلان التشكيل الحكومي برغبة الشيخ صباح الخالد في ضمان الحصول على أوسع دعم ممكن من أعضاء مجلس الأمة، الذين سبق أن رهنوا التعامل مع الحكومة الجديدة بالتشكيلة الوزارية التي سيقع الاختيار عليها.
من الجدير بالذكر أن من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى استقالة الحكومة السابقة في نوفمبر الماضي التوترات التي تفجرت بينها وبين نواب المعارضة بسبب تحفظهم على عدد من الأسماء الوزارية.
وتقول الأوساط إن رئيس الوزراء حريص على عدم تكرار السيناريو ذاته بتسمية شخصيات قد تشكل استفزازا لمجلس الأمة.
وحرص الشيخ صباح الخالد على امتداد الأيام الماضية على عقد لقاءات مع القوى النيابية، لاستمزاج رأيها بشأن التركيبة الوزارية.
وبالتوازي مع ذلك استأنف رئيس الوزراء الأسبوع الماضي عمل لجنة العفو، بعد تلويح بتعليقها بسبب ما قالت عنه مصادر حكومية “ندوات سياسية عقدت لبعض المشمولين بالعفو وأقحمت المقام السامي في خطاباتها”.
أوساط سياسية ربطت التأخير في إعلان التشكيل الحكومي برغبة الشيخ صباح الخالد في ضمان الحصول على أوسع دعم ممكن من أعضاء مجلس الأمة
وعدّ التهديد بتجميد عمل لجنة العفو التي أذن بها أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، من باب “قرصة أذن” للمعارضة النيابية بضرورة عدم الانجرار خلف تحريض عدد من المعارضين العائدين من المنفى بعد العفو عنهم في الدفعة الأولى.
وقد أثار ذلك التهديد غضب نواب المعارضة الذين لوح عدد منهم بالتصعيد، والذهاب نحو إقرار قانون للعفو الشامل.
ويرى مراقبون أن استئناف عمل اللجنة الذي توقف منذ الرابع عشر من نوفمبر الماضي كان الغرض منه نزع فتيل توتر جديد كاد أن يشتعل، فضلا عن كونه رسالة بأن الشيخ صباح الخالد مستعد للعمل على إزالة كل المنغصات مع النواب في سبيل تهدئة تقود إلى تعاون لإقرار جملة من التشريعات التي باتت ضرورية لتحقيق التعافي الاقتصادي، ومنها إقرار قانون الدين العام الذي يخول للإمارة الاقتراض الخارجي.
ويشير المراقبون إلى أنه من غير المرجح أن تلاقي خطوات الشيخ صباح الخالد تجاوبا من نواب المعارضة في ضوء المواقف المعلنة لعدد من النواب الذين يبدون متحفزين للانقضاض على الحكومة الجديدة مع أول اختبار، وهذا الأمر قد يعني بقاء الكويت في نفس الحلقة المفرغة مع أنها في حاجة للوحدة أكثر من أي وقت مضى في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية وتحذيرات وكالات التصنيف الائتماني بزيادة خفض تصنيفها.
وأثار تأخر تشكيل الحكومة جدلا في صفوف الكويتيين وتوجه أحد النشطاء عايد المناع برسالة للشيخ صباح الخالد قال فيها “لقد تأخرت في إعلان حكومتك الجديدة ويبدو أنك تسعى لتشكيل وزاري يتميز بكفاءة ومؤهلات وخبرة أعضائه، إذا كان الأمر كذلك فلتتأخر أكثر لعل وعسى أن يتمخض الجبل فيلد حكومة تنموية تنجح في إحداث نقلة نوعية“.