شال الحرير

زينة جرادي

النشرة الدولية –

وَتَتَسَلَّلُ من عُمقِ الغيابِ نحوي

مُتَوَشِّحًا شالَ الحرير

حاملًا تَذكِرَةَ الإياب

ممتطيًا سِرْبَ الهواء

قصيرٌ في الصيفِ عُمرُ السحاب

انتظرتُ هبوبَ الريحِ لتضُمَّني بين ذراعيك

اخترقني الهوى

أثارني ضَوْعُ عِطرِكَ فازدادَ الظمأ

ثُقِبَتْ سفينتُنا

غرِقنا في الحبِ دونَ بُحور

ما نَفْعُ شِراعٍ دونَ رياح

هُنا كُنّا معًا

تهادَينْا على دُروبِ الحب

ولفَّنا ثوبُ الغرام

أَضَفْتَ ألفَ حياةٍ إلى حياتي

تَغَلْغَلْتَ في أنفاسي والمسامات

توضَّأتَ بكلماتي

رَوَيتَ عن حُبِّنا الحكايات

عن ليالٍ كحَّلَتها الآهات

هل انتهى زمانُ الوِصال !

عرَّجتُ إلى نفسي فلم أجِدْكَ

خانتني ذاكرتي،ابتلَعَتْ كُلَّ الذكريات

تَلَوّى النَّبْضُ كأُفعُوانٍ في شراييني

تُحاصرني،تُعاتبُني عِتابَ الغُرباء

ارفعْ قناعَ الغَيْبِ المستَتِرِ بحجابِ النور

كَأني ما عرفتُكَ يومًا

رحلْتَ مُرتديًا ثوبَ الهَجْر

طرقتُ بابَ الصبرِ فردَّني

كصخرةٍ على مُنعطَفِ طريق

كَحَطَبٍ تَيَبَّسَ في موقِدِ نار

في هذا المساء يسكُنُني الحنين

بين ماضٍ من الزمان وآتي

لا أذكُرُ كيفَ غَرَزْتُ خَطواتي

بينَ أكوامِ الريحِ العاصفة

حينَ هَوَتِ الشمسُ وانطفأت

كانتِ البدايةُ والنهاية

وما بينهُما

صَاغَ القدرُ كُلَّ الحكاية

زر الذهاب إلى الأعلى