“قوارب الموت” لا تتوقف في تونس… خفر السواحل الليبي انقذ عشرات المهاجرين
النشرة الدولية –
أنقذ خفر السواحل الليبي عشرات المهاجرين غير الشرعيين، ومن بينهم أطفال وقُصّر، قادمين من تونس على متن مركبي صيد من الحجم الصغير، في استمرار للرحلات المحفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط.
وأكد رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير، أن المهاجرين اقتيدوا إلى أحد الموانئ الليبية، وأن جميعهم بصحة جيدة، فيما تجرى السلطات التونسية اتصالات مع ليبيا والمنظمات الدولية، لتأمين عودتهم إلى تونس.
وغم سوء الأحوال الجوية حاليا، لا زالت رحلات الهجرة السرية تعبر البحر المتوسط بشكل دوري، وعلى متنها مئات الشبان الذين يحاولون الوصول من تونس إلى الضفة الأوروبية من البحر، هروبا من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة.
وكان المسح الوطني للهجرة الدولية في تونس الذي أنجزه المعهد الوطني للإحصاء بالتعاون مع المرصد الوطني للهجرة، قد كشف خلال الأسبوع الماضي أن حوالي مليون و700 ألف تونسي يرغبون في الهجرة، وحددت نتائج المسح أن معظم من لديهم نية الرحيل في فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، وهم متعلمون وعاطلون عن العمل.
وتمثل الدول الأوروبية، وبالأساس فرنسا وإيطاليا وألمانيا، الوجهة المفضلة لقرابة 7 أشخاص من بين 10 لديهم نية الهجرة في تونس.
ويعتبر البحث عن عمل وإيجاد فرص أفضل للعيش الكريم من أهم دوافع الهجرة، حيث بينت الدراسات أن العوامل المحفزة على السفر إلى الخارج تتمثل بالخصوص في الاعتقاد أن الوضع الاقتصادي أفضل ببلد الاستقبال.
كما قالت الدراسة إن “عدم الاطمئنان للمستقبل وفقدان الأمل في التغيير في تونس، والحريات المتاحة في بلدان الاستقبال، إلى جانب التخلص من ضغط العائلة والرغبة في تقليد الآخرين والتمايز الاجتماعي، من أبرز دوافع الهجرة”.
واعتبر المختص في علم الاجتماع معاذ بن نصير أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية تتفاقم بالنظر لعدة أسباب، أبرزها الحراك الاجتماعي وتردي الأوضاع الاقتصادية.
وأضاف بن نصير أن “الظاهرة في عصر العولمة أصبحت توثق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما غرر بمئات اليافعين لسلك هذه الطريق الخطرة، فالعالم الافتراضي أصبح يهدد العالم الواقعي للشباب، ويمنح صورة غير حقيقية عن الهجرة غير الشرعية وما تمنحه من تحقيق للذات واقعيا وافتراضيا”.