حين يُصبح الهداف هدف ..ضراغمة اعتزل قبل الأوان
بقلم: صالح الراشد

 

يتجهز اللاعبون ليوم الاعتزال بالاعداد لحضور جماهيري ضخم وتواجد لعدد من النجوم والأصدقاء، ويستمر التحضير لهذا الحفل أشهر من العمل الدؤوب، وقد تنجح مراسم الاحتفال كون النجم المعتزل يُريدها استثنائية، وقد تكون احتفالية دون طعم أو لون، لكن وللحق والتاريخ فان جميع مهرجانات الاعتزال لم تصل لمستوى حفل اعتزال نجم وهداف فريق ثقافي طولكرم أحمد ضراغمة، فحفل الاعتزال تحدث به العالم أجمع وكشف سرائر ونوايا أبرز قيادات العالم الكروية.

شاهد: هدف تاريخي للشهيد أحمد دراغمة هداف نادي ثقافي طولكرم | وكالة سوا  الإخبارية

اعتزل ضراغمة كرة والقدم ومعها الحياة، اعتزل بطلقات الغدر والموت الصهيوني، اعتزل الحياة وجمهور عربي عالمي يتفرج ويصفق في غالبيته للهداف الذي أصبح هدف، اعتزل ومواقف البعض الدونية تُشيد بروعة آداء الهداف الصهيوني أو لنقل المدافع الصهيوني في إخراج الهداف الفلسطيني من الميدان، والغريب أن حكم اللقاء رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو لم يحتسب ركلة جزاء، ولم يطلب تقنية “الفار”، ليثبت أن “الفيفا” متواطئة في توفير الحماية للصهاينة ولن تحاسبهم على جريمتهم كما فعلت مع روسيا.

اعتزل ضراغمة كرة القدم وارتقى شهيداً على أطهر أرض، فيما بقية اللاعبين مشاريع شهداء ينتظرون دورهم ليُحملون على الاكتاف، ففي فلسطين يكون الاعتزال قهرياً وبعمر الشباب فيودعون الملاعب والحياة، فضراغمة ليس أول شهيد يعتزل كرة القدم ولن يكون الأخير في فلسطين، فالصهاينة يبحثون عن كل من يُشعل الأمل لدى الشعب الفلسطيني ليقتلوه، سواء أكان لاعب يمتعهم بأهدافه الجميلة أم معلم ينهض بهم بعلمه، أو طبيب يداوي جراحهم أو حتى إن كان مهندس يُعيد بناء الوطن من جديد، أو مقاتل أقسم أن يذود عن شعبه، فجميعهم مستهدفون كما جميع أبناء فلسطين منذ ولادتهم حتى وفاتهم.

وأقول للفلسطينين السياسيين والقائمين على الرياضة الفلسطينية، لا تتعبوا أنفسكم ولا تقرعوا أبواب اللجنة الأولمبية الدولية ولا الاتحاد الدولي لكرة القدم لتشتكوا وتقدموا التقارير، لأنهم شُركاء في عملية الاغتيال بصمتهم عن المجازر السابقة، ولأنهم لم يتعاملوا مع الكيان الصهيوني كما تعاملوا مع روسيا، ففي موازين هؤلاء المنافقين الكاذبين الضالين لا يستوي الدم الأوكراني بالدم الفلسطيني، فلون العيون والبشرة يحدد قيمة الانسان في حسابات هذه المنظمات المحكومة بالقرار الصهيوني، لذا يا قادة السياسة والرياضة في فلسطين ابحثوا عن الوحدة بين فصائلكم إذا أردتم نيل حق الهداف وإلا أصبحتم أنتم الهدف كون تنازلاتكم لن تشفع لكم عند عدو غادر نهم كل يوم يطلب المزيد.

آخر الكلام:

ارتقى الشهيد احمد عاطف دراغمة (23 عاما) خلال اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني، مدينة نابلس الفلسطينية، والشهيد البطل من مدينة طوباس، ويلعب لفريق ثقافي طولكرم لكرة القدم، وسجل قبل استشهاده في دوري المحترفين الفلسطيني “6” أهداف، وكان حلمه الاحتراف خارج الحدود لكنه غادرها للسماوات العلى فيما جثمانه الطهور مسجى في أحضان تراب فلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى