دوامة التفقير ..ومراكب كوشنر !
عدنان قاقون
النشرة الدولية –
يُنشر بالتعاون مع السياسة الكويتية
ثلاثة أحداث بارزة الأسبوع الماضي لم تمر على المتابعين السياسيين مرور الكرام :
الأول لقاء الرئيس التركي أردوغان في قصره بأنقرة الحاخام اليهودي الأكبر في تركيا، يرافقه كبار الحاخامات بالعالم الإسلامي والمنطقة، حيث أعلن الرئيس التركي أمامهم أن العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى. واللافت أن اللقاء تزامن في اليوم ذاته الذي استعادت فيه الليرة التركية عافيتها، بعد اتخاذ الحكومة سلسلة إجراءات انقاذية عاجلة.
الحدث الثاني هو انتقاد قائد الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قآني، الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران، وربط هذا الموقف بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في نوفمبر الماضي، وهو الأمر الذي يعكس استمرار طهران في رسم خارطة تحالفات جديدة بالعراق، وبما تمثّله هذه الخريطة لاحقاً من إسقاطات على الساحة اللبنانية.
أمّا الحدث الثالث فقد جاء عبر الزميلة الجريدة، وفيه كشفت عما وصفته بفضيحة إيران غيت جديدة، وفيه أن شركات أميركية وإسرائيلية مرتبطة بسياسيين، اشترت من طهران محروقات في عرض البحر بالمليارات، رغم لائحة العقوبات الطويلة! وتضيف المعلومات أن عملاء البنتاغون سحبوا من إيران خلال ثماني سنوات مشتقات نفطية تُقدّر ب 200 مليون دولار شهرياً .
شيء ما لم يعد غامضاً يجري في المنطقة ككل ، نحن في عصر التحولات الكبرى، سياسياً ،أمنياً ،اقتصاديًا وحتى أننا أمام تحوّلات من نوع آخر في مفاهيم الروابط الاجتماعية.
كيف لكل هذه التحولات أن تتحقق مع بيئات اجتماعية مرفّهة؟
ما حدث أن عاصفة الربيع العربي عام 2011 جرفت معها شعارات بائدة، ومن هناك بدأت رحلة التغيير الفعلي، ثم كانت عملية تفقير الشعوب المرحلة الثانية لركائز النظام الجديد، وقد أطل على هيئة صفقة القرن التي حمل لواءها كوشنر مستشار الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب .
التغيير هدف مشترك للأوصياء الجدد القدامى على مصائر شعوب الشرق الاوسط، لكن وجه التباين في صيغة التحالفات، وبمعنى آخر “أدوات الشغل ” التي تتغير بين إدارة أميركية وأُخرى.
ثمة تساؤلات ماذا عن مصير الأوضاع في مثلث الجوع السوري ، اللبناني والفلسطيني ؟
هنا استرجع ما عبّر لي عنه مرجع سياسي، من أن دوامة التفقير ربما لن تتوقف في هذا المثلث، إلّا بعد تثبيت أُسس التفاهم الأميركي الروسي والأُوروبي، مع إيران وتركيا من جهة، وظهور مراكب الإنقاذ المالي لسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية وهي قادمة مع أمواج صفقة القرن !.
*بالتعاون مع السياسة الكويتية