أيُّ قمةٍ .. وأيُّ عربية؟!
بقلم: صالح القلاب

النشرة الدولية –

إذا كان العرب غير متفقين على “حماس” وهل هي تنظيمٌ إرهابيٌ على إعتبار أنها تنظيمٌ إخوانيٌ أم منظمة فدائية فلسطينية وأنهم غير متفقين على حضور سوريا بشار الأسد ولا على هذا الواقع “الفعلي” وليس الشكلي بالنسبة للعراق ولا بالنسبة لليمن ولا بالنسبة للصومال ولا بالنسبة للسودان ولا بالنسبة للبنان ومن يمثله هل هو: حسن نصرالله أم باقي ما تبقى من الحكومة اللبنانية ولا بالنسبة لمن هناك إختلافاً عليهم بين من يقبل ومن لا يقبل ومن يضع رِجْله في الفلاحه ومن يضع رِجْله في البور فكيف بالإمكان عقد قمة في الجزائر بلد المليون شهيد وأكثر؟!.

لنتصور أنّ الجزائر على إعتبار مسيرتها الجهادية العظيمة فرضت على العرب إنْ ليس كلهم فمعظمهم أنْ يحضروا إلى ما يعتقد أنّ إسمه مطار هواري بومدين فكيف يكون منظرهم يا ترى وبعضهم سيلوذ بوجهه عن بعض الآخرين.. وهل بالإمكان إستيعابهم في فندق واحد.. وكيف سيجلسون في تلك القاعة التاريخية التي كانت قد إستضافت مما إستضافته إجتماعات فلسطينية كان بعض الذين حضروها يُشرّقون ويغرّبون وبعضهم يهتف لرئيس ليبيا السابق معمر القذافي وآخرون يهتفون لمن هم ضد “القذاذفة” كلهم.. وأعتقد أنّ هذه الصورة لا تزال تطبع في رؤوس الذين كانوا قد شاركوا في مثل هذه القمم العربية!!.

وهكذا ومع التقدير والإحترام للشعب الجزائري.. وللجزائر بلد الشهداء فإنّ الأفضل ألّا تدعو إلى قمةٍ لا يمكن لملمة شتاتها مطلقاً طالما أنّ أحد الأشقاء المصريين قد عوقب عقوبة لا تجوز إلّا على مجرم مارق.. ولماذا؟ لأنه قد إتصل بأحد قادة “حماس” التي كانت قد أُعتبرت من قبل بعض العرب على أنها منظمة إرهابية مثلها مثل كل التنظيمات الإرهابية وذلك في حين أن آخرين قد إستقبلوها بالزغاريد والأناشيد ليس حباًّ بها ولكن نكايةً بالآخرين وهذا ينطبق على تنظيم “الإخوان المسلمين”!!.

ويقيناً أنّ الأفضل من قمة كهذه القمة، التي من المستبعد أن تنعقد في بلد الشهادة والشهداء أو في أي عاصمةٍ عربيةٍ لديها الإستعداد أنْ تبادر إلى هكذا خطوة إنتحارية، أن تكون هناك لقاءات مختصرة لبعض القادة العرب الذين ليس بينهم: “ما صنع الحداد” والذين لديهم القدرة والإقتدار على تعديل المسار.. خطوة بعد خطوة بعد التخلص من كل هذا الإحتلال الإيراني “الفارسي” الذي “إلتهم” حتى أكثر من ستة دول عربية.

إنه من الأفضل ألّا “تُبْتلى” الجزائر بإستضافة قمة كهذه القمة وأنْ لا تدعو لها إطلاقاً طالما أنّ المملكة المغربية ستقاطعها وبالتأكيد طالما أنّ هناك من لا يحضر قمة يحضرها بشار الأسد الذي يوصف بأن الإيرانيين هم من يديرونه وأنّ “قلب العروبة النابض” محتلٌ بالطول والعرض.. وأنّ هذا المؤتمر إنْ هو إنعقد بالفعل فإنه سيكون مؤتمراً إيرانياً “فارسياًّ” وأنه غير مستبعد أن يمثل لبنان حسن نصرالله الذي كان قد تخلّى عن لبنانيته وبات تابعاً للولي الفقيه.. وعلى رأس جيش إيراني قوامه أكثر من مائة ألف من الذين لا يتبعون لا فعلياًّ ولا عملياًّ.. وأيضاً ولا شكلياًّ لا لبلاد الأرز ولا للشعب اللبناني وإنما لكل هذه الفيالق التي تجثم على قلوب أهل العديد من “الأقطار” العربية!!.

Back to top button