يا حادي العيس
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
عنوان المقال هو بداية أو عنوان قصيدة خالدة تعتبر من الشعر العربي الجميل، ويعود تاريخها لعهد العباسيين 750 – 1258.
وبالرغم من أن أشهر المطربين شدوا بهذه الأغنية، إلا أن هناك اختلافاً في من نظمها، فهي قصيدة مجهولة القائل، كما أن فكرتها غير مفهومة، فهل هي لشخص بعينه، لراكب، أم لسائق الجمال؟
فكما ورد في أحد النصوص الأدبية على الإنترنت، من أن الحادي قد يكون الراحلة المتخيلة والمتمثلة في الأذهان التي تنقل «الحبيبة» إلى أماكن بعيدة وتترك الشاعر الولهان في مكانه ولهاً عليها.
وتعتبر القصيدة من أجمل الشعر الغزلي، وعبارة عن تصوير رائع للحظة فقده لحبيبته.
ويقال إن الكثيرين غيروا في أبياتها، وآخرين قلّدوها، لكنها بقيت مجهولة القائل، رغم كثرة الاجتهادات في نسبها.
تقول أبيات القصيدة الجميلة، في أفضل نصوصها:
لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم ….. وحمّلوها وسارت في الدجى الإبل
وأرسلت من خلال الشق ناظرها ….. ترنـــو إلــيّ ودمــع العين ينهــمل
وودّعت ببنـــان عقدهُ علــم ….. ناديـــت لا حمــلت رجــــلاك يـــا جـــــملُ
يا راحل العيس عرِّجْ كي أودعهـم ….. يا راحل العيس في ترحالك الأجـل
إني على العهد لم أنكر مودتهم ….. يا ليت شعري بطول البعد ما فعلوا
***
ويعتقد البعض ان أبياتها الأصلية التي وردت في «العقد الفريد»، لابن عبد ربه، تتوقف هنا، وأن آخرين أضافوا لها الابيات التالية:
ويلي من البين ما حل بي وبهم ….. من ناظرِ البين حل البينُ فارتحلوا
لما علـــمت أن القوم قد رحلـــوا ….. وراهـــب الـــدير بالناقوس منشغلُ
شبكت عشري على رأسي وقلت له ….. يا راهب الدير هل مرت بك الابلُ
يا راهب الدير بالإنجيـل تخبرنـي ….. عن البــدور اللواتــــي ها هنـا نزلـوا
فحنّ لي وبكى وأنّ لي وشكا ….. وقال لـــي يا فتى ضاقت بك الحيلُ
ان البدور اللواتي جئت تطلبها ….. بالأمس كانوا هنا واليــــوم قد رحلوا
شبكت عشري على رأسي وقلت له ….. يا حادي العيس لا سارت بك الإبـل
ليت المطايا التي سارت بهم ضلعت ….. يوم الرحيل فلا يبقـى لهـم جمـل
***
ورغم المرويات حول «حادي العيس» وحول «مجنون دير هرقل»، لكن لا أحد أثبت، بما لا يدع مجال للشك نسبتها.
كما يقال إن المطرب الكويتي «عبداللطيف الكويتي» لفتت نظره القصيدة، ولكنه اختار أجزاء منها ليغنيها في قالب الصوت الشامي.
كما صاغ الشاعر الكبير «بيرم التونسي» نصاً مطلعه «يا حادي العيس» كموّال شدا به المغني صالح عبدالحي. كما سجل القصيدة في أغنية المغني الكبير محمد القبانجي، وشدا بها تالياً المطرب «ناظم الغزالي»، في حفلة أقيمت في الكويت في السبعينيات، وغناها المطرب السوري الكبير «صباح فخري».
أما اشهر من نسبت له القصيدة فهو الشاعر محمد بن القاسم، الشهير بأبي الحسن المصري.
أتمنى من القارئ الاستمتاع بقراءة القصيدة… ثانية.