الكويت.. المو ديموقراطية!
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

في آخر فعالية خليجية شاركت بها، بدأت حديثي قائلة: «لأننا نمتلك حرية التعبير في الكويت»، اليوم أنا أعتذر عمّا قلته.. فيبدو أن حرية التعبير لدينا منقوصة، بل الحريات بشكل عام تراجعت خطوات.. ولا نعرف السبب، فبدل أن نتطور، نتراجع!

فيكفي ملف الدكتورة صفاء زمان، لندرك كم أصبح قول الكلمة مكلفاً في هذا الزمن، فما واجهته صفاء، من دون النظر إلى مدى صحته من عدمها، لا يمكن وصفه سوى بتكميم الأفواه، والحجر على الرأي وإلغاء مبدأ حرية التعبير الدستوري!

ورغم إيماننا بأحقية الجميع باللجوء إلى القنوات القانونية لحفظ حقوقهم، ولكن في ملف صفاء تحديداً من حقنا أن نتساءل: هل أصبحت المؤسسات الحكومية ترى في المواطنين أصحاب الاختصاص نداً لها حتى لا تحتمل منهم رأياً فنياً؟! هل ديوان الخدمة المدنية اهتز من رأي لصفاء، وهو رأي فني؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه رغبة من مسؤولي الديوان بترهيب صفاء، وكل من يفكر مستقبلاً في أن ينتقد الديوان وعمله؟!

ولنا أن نتساءل: أين حرية التعبير، طالما كان الرأي تواجهه المؤسسات الحكومية بالشكاوى، وبتهم أمن دولة؟، ولكن كلنا ثقة في قضائنا النزيه.

وللأسف، لم يتوقف تراجع الحريات عند هذا الحد، فلم نتخيل يوماً أن نشهد مواقف معيبة بحق كويت الحرية، كويت الحاضنة للأديان، كويت الثقافة والفكر والانفتاح، فهل يعقل أن تزال شجرة كريسماس من وسط مجمع تجاري.. رضوخاً عند رغبة الرجعية والتخلف؟!

إلى أين سنصل بهذه الأفكار التي تريد للكويت أن تتراجع بدل أن تتطور؟ إلى أين سنصل، ودول المنطقة تبهرنا يومياً بإنجاز وانفتاح جديد.. بينما نحن نحاسب الناس على آراء، وتهزنا تنورة فاشينستا؟! بل قد نتخذ إجراء قانونياً إذا كانت التنورة أقصر من أن تسعها أفكار البعض؟!

أين وصل بنا الحال حتى نخالف محال تجارية على ألوان لألعاب أطفال، فقط لأنها تتشابه وألوان علم جماعة ما؟! ونعتبرها مخالفة للشريعة؟! ونمنع كتباً، ونمنع أسماء بذاتها بسبب آراء من دخول الكويت.. وقائمة تطول وتطول من تراجع في الحريات؟!

ولماذا نعتبر إيماننا هشاً لدرجة أن شجرة قد تهزه، وألوان لعبة تؤثر فيه؟! لماذا نستصغر قوة إيماننا ونعتقد أن هذه الأمور قد تؤثر به؟!

لطالما كانت الكويت بلداً للحريات، حاضنة للأفكار، وراعية لها، بلد الحرية الفكرية وحرية الأديان.. كيف تراجعنا كل هذه الخطوات؟

ولمصلحة من نحول الكويت إلى سجن للحريات؟!

اليوم، أصبح كل ما لدينا ماضياً جميلاً، نستذكره بحسرة، بمقابل واقع مؤلم يحاول البعض تشويهه بكل ما لديهم من قوة!

والغريب أن كل ما يخالفونه اليوم كان أمراً عادياً سابقاً، فنحن شعب تعود وتربى ونشأ على الحريات، وهي متأصلة فينا كما هي في مواد الدستور الذي أكد وشدد على الحريات.. اليوم، نريد كويتنا القديمة، كويت الحرية والانفتاح!

زر الذهاب إلى الأعلى