وإذا ”الأم ”سؤلت بأي ذنب قتلت!
النشرة الدولية –
الميدان –
صدمة جديدة وخيبة أمل لاتزال ترمي بمفرداتها الدامية على قلب وعقل هذا المجتمع وكاننا على موعد يتجدد مع نهاية كل عام لوقائع جريمة بشعة تهز القلوب وتذهب العقول من بشاعة مع نرى ونسمع وها نحن نقف أمام تفاصيل قضية تورط قتل الشابة نور فتاة بورسعيد لوالدتها بمساعدة طفل الجيران بعد ثبوت علاقة غير شرعية بينهما وخطبتها لآخر، فقد قادهما فكرهما المريض للتخلص من الأم بعد افتضاح أمرها ،وعلم الأم أن ابنتها قد فقدت عذريتها على يد ذلك الأهوج ،قتلت أمها أملا في ستر أمرها،فماتت الأم، وافتضح أمر البنت،قتلت من لو بأمرها علمت لسترت ولمت وخلقت الحل وما ملت.
مهزلة بكل المقايس ،مهزلة إجتماعية وأسرية،كيف هانت الأم إلي هذه الدرجة،كيف وقفت الأبنة تبايع مراحل زهق روح أمها، وخروج روحها،ومفارقتها للحياة ولحياتها، كيف سمحت لهذا الفسل أن يفعل بها وبأمها ما فعل.
وكى يكتمل المشهد حزنا وهما وغما من يتأمل وظيفة الأم يجدها عاملة في مستشفى وهو ما يشير إلي اجتهادها لصناعة حياة مستقرة جنبا إلي الأب الذي يعد مجهولا في ظرف هو الأصعب في تاريخ حياته ،إضافة إلي خروج محامية الأبنة المتهمة ومحاولتها تدويل القضية والحديث عنها وهي محل النظر في النيابة العامة والتي أعقبها مؤخرا إحالة القضية إلي محكمة الجنايات للفصل، ووضع خيوط باطلة وغير منطقية للدفاع عن الجانية ،وهو ما رفضه الرأي العام، وعلق عليه باستياء،كما تم الزج بحقوق المرأة وضرورة الدفاع عن تلك الحقوق،ومن الواضح أن الأمور لدى محامية الجانية قد اختلط بها الحابل بالنابل، فبدأت في الدفاع المبكر من خلال الظهور على منصات المواقع الإلكترونية و السوشيال ميديا وبالتأكيد على براءتها من تلك الجريمة ضمنيا، والحقيقة أن كل هذا لم يهم، فمن حقها أن تدافع عن قضيتها بالشكل الذي يحلو لها، ومن ذات المنطلق والمنطق علق عليها جموع الجماهير ساخطا غاضبا،لكن يبقى الأمر الأهم، كيف استطاعت الجريمة أن تتوغل داخلنا إلي الحد الذي يجعل ابنة تقتل أمها، أو تشارك في مغادرة روحها إلي عالم آخر، كيف استطاع قلبها مطاوعتها ، من أين أتت بكل تلك القوة والقسوة ،كيف استطاعت أن ترى برأس عينها الإعتداء عليها، وكيف اربكها مخطط الخروج من الجريمة، دون ارتباك الدخول فيها.
ماذا حدث، وماذا يحدث، وماذا سيحدث، ما كل هذا الفزع ، وكيف استطاع البشر أن ينسج هذه الدراما السوداء ويصدرها لنا،لابد وأن تقف المراكز القومية ،والبحثية عند تلك الجرم وتفاصيله،لابد من دراسات متأنية تبحث في الأسباب، هل صيرنا مجتمع مريض، ينتج مرضى، نريد أن يتم ابلاغنا هل فعلا قتلت الإبنة أمها، ولازالت مستمرة طبيعية عادى كده على قيد الحباة تنتظر مستقبلها وحياتها في حكم بمحكمة الجنايات، وما هو ذنب الأم داليا وما هو الذنب الذي قتلت به ولو سؤلت بماذا ستجيب،اجيبونا ماذا يحدث، واعطونا سبل الخلاص من شر ما يحدث داخل هذا المجتمع على خير،اجيبونا وردوا إلينا أرواحنا وعالجوا بها مخاوفنا، فالجنة لديهم لم تعد تحت أقدام الأمهات.