The Priority
بقلم: نرمين الحوطي
النشرة الدولية –
أصبحنا في تلك الآونة نمتلك الكثير والعديد ممن يمتلكون ذلك الشعور «The Priority»… هو شعور يجمع ما بين الإيجابية والسلبية! فالإيجابية تكمن بشعور الإنسان بأنه كامل في كل شيء وقادر على القيام بكل شيء، وهذا شعور جيد ولكن.. من هذا وذاك تنتج منه السلبية التي تكمن في كلمة واحدة «الأنا».
ممن يمتلكون «الأنا» نقول لهم إن الكمال لله سبحانه وتعالى، ويد واحده لا تصفق، وكل خطوة تليها خطوة أخرى، ومن غير تاريخ لا تبنى حضارة…عندما يؤمن الإنسان بتلك السطور ستقل حدة الشعور بأنه «The Priority».
«الأنا» للأسف أصبح العديد في مجتمعاتنا يمتلكها، وأصبح البعض ممن يمتلكون ذلك الشعور الرغبة في هدم كل ماهو قديم ظنا بأنه سوف يبني من جديد بمفرده «لا» للآخر بل له فقط، وظنا أيضا بأن هذا البناء هو ما يجعله «The Priority»!
إن الحضارات عندما شيدت فنونها وعلومها وغيرها من مجالات لتنقش تاريخها لم يفكر صانعوها بكلمة «الأنا»… والعلماء عندما قاموا باختراعاتهم العلمية لم يكن هدفهم وأساس تجاربهم كلمة «الأنا»… بل نجد الكل كان يعمل ويفكر ويصنع للآخر، ويشيد عمله مع الآخر، ويكمل ما قام به الآخر ليأتي الآخر ويبدأ من حيث انتهي الآخر، تلك هي الحضارة وذلك هو التاريخ.
فمن يعمل بمبدأ «The Priority»من أجل «الأنا» لم نسمع بأنه صنع حضارة وخير مثال «هتلر»… لن نخوض في تاريخه لأن التاريخ لم يذكره ولم ولن نجد من يأخذه مثالا طيبا أو يحذو حذوه… بل نجد الجميع يبتعد عن ذكره أو ذكراه لأنه صنع تاريخه ظنا بأنه «The Priority»، وماذا كانت نهايته؟
٭ مسك الختام: يقول المولى عز وجل (ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) «الإسراء- 37».