قتلى في احتجاجات السودان “برصاص قوات الانقلاب”

النشرة الدولية –

الحرة –

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، الخميس، سقوط ثلاثة قتلى على الأقل في الاحتجاجات التي شهدتها منطقة أم درمان تنديدا بالاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء السوداني مع الجيش.

وقالت اللجنة عبر حسابها في تويتر: “ارتقت أرواح ثلاثة شهداء في مواكب منطقة أمدرمان (ولاية الخرطوم) برصاص قوات الانقلاب ومليشياته متعددة المسميات والمهام”.

 

وأضافت “تمارس السلطة الانقلابية أبشع الانتهاكات في حق شعبنا الآن وتواصل ارتكاب مجازرها في تعتيم إعلامي لن يستر عورة السقوط الحتمي حيث تتواصل المطاردات داخل الأحياء مع إطلاق الرصاص الحي والانتهاك السافر لحرمات المنازل”.

وكانت اللجنة قد أعلنت في تغريدة سابقة عن “قمع مفرط من قبل السلطة الانقلابية باستخدام الرصاص الحي وكافة الأساليب ما أدى تراكم حالات الإصابات بالرصاص الحي وسواه في مستشفيات منطقة أمدرمان بينها حالات حرجة”.

وانطلقت تظاهرات حاشدة في العاصمة السودانية الخرطوم، الخميس، دعت لها تنسيقيات لجان المقاومة، وتجمع المهنيين السودانيين، وأيدتها أحزاب سياسية.

وأطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيلة للدموع في مواجهة آلاف المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشارع في الخرطوم ضد الحكم العسكري، رغم الإغلاق الأمني لمناطق عدة في العاصمة، بحسب صحفيين من فرانس برس.

وتعرض المتظاهرون لهذه القنابل على بعد بضع مئات الأمتار من القصر الرئاسي، مقر الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش.

وأفاد شهود أن تظاهرات مماثلة انطلقت في مدن سودانية أخرى وخصوصا كسلا وبورسودان (شرق) وكذلك في كدني (جنوب).

وتهدف التظاهرات إلى تأكيد رفض الاتفاق السياسي الذي وقعه البرهان مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في أعقاب الإجراءات التي قام بها البرهان في أكتوبر الماضي.

ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات تطالب باستعادة ما وصفوها بالشرعية والحكم المدني الكامل وإنهاء هيمنة العسكريين على السلطة.

وتم الاستعداد لهذه التظاهرات، التي بدأت فى الأحياء الجنوبية من الخرطوم، من قبل قوات الأمن، التي قامت بإغلاق الجسور والطرق الرئيسية التي تؤدي إلى محيط القيادة العامة للجيش.

وكثفت الشرطة من وجودها وانتشارها في المواقع الهامة والسيادية، وقطعت السلطات خدمة الإنترنت والاتصالات.

وتعطلت فيما يبدو خدمات الإنترنت في العاصمة السودانية الخرطوم، الخميس، قبل الاحتجاجات، وقال مصدر في شركة للاتصالات لرويترز إن أمر وقف الخدمات جاء من الهيئة القومية للاتصالات السودانية.

وتمثل الاحتجاجات اليوم الحادي عشر من المظاهرات الكبرى منذ استيلاء الجيش على السلطة في 25 أكتوبر، الذي شهد عزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل إعادته إلى منصبه.

ويطالب المتظاهرون بألا يكون للجيش دور في الحكومة خلال فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة.

وقال شهود من رويترز إن معظم الجسور المؤدية إلى الخرطوم مغلقة وإن جسرين على الأقل مغلقان بحاويات. وشوهد حاجز أمني للجيش بعربة مدرعة عند أحد الجسور المفتوحة.

وقطعت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى الخرطوم، الخميس، ووضعت حاويات على الجسور التي تربط العاصمة السودانية بضواحيها.

ومع كل دعوة جديدة يطلقها مناصرو السلطة المدنية المعارضون للبرهان، تقوم السلطات باستخدام وسائل جديدة.

ووضعت حاويات على الجسور في التظاهرة السابقة السبت، إلا أن قوات الأمن المتمثلة بالشرطة والجيش والقوات شبه العسكرية من قوات الدعم السريع، عمدت هذه المرة إلى تركيب كاميرات على المحاور الرئيسية في الخرطوم، حيث من المقرر أن يتجمع المتظاهرون، وفق ما أشار مراسلو وكالة فرانس برس.

وأعاد مجلس السيادة السوداني هذا الأسبوع صلاحيات الاعتقال والاحتجاز والمصادرة لجهاز المخابرات.

ويوم السبت الماضي وصل محتجون مناهضون للحكم العسكري إلى منطقة قريبة من القصر الجمهوري في العاصمة رغم إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة وانقطاع وسائل الاتصالات.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن أكثر من 200 شخص أصيبوا بجروح خلال احتجاجات يوم السبت ستة منهم بالرصاص الحي.

وقالت اللجنة إنها سجلت 48 حالة وفاة في الحملة الأمنية على المحتجين على الحكم العسكري منذ أكتوبر.

وطالبت السفارة الأميركية، الأربعاء، “بضبط النفس الشديد في استخدام القوة”، ودعت السلطات إلى “عدم اللجوء إلى الاعتقالات التعسفية” بالتوازي مع إعلان النشطاء عن مداهمة منازلهم ليلا، كما يحدث في عشية كل تظاهرة.

وفي 19 ديسمبر الموافق للذكرى الثالثة للثورة التي أسقطت عمر البشير، اتهمت الأمم المتحدة قوات الأمن باغتصاب متظاهرات لمحاولة تهشيم حركة لطالما حشدت عشرات الآلاف من السودانيين.

وبعد إدانة العالم انقلابه، أعاد البرهان رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك إلى منصبه، لكن السودان ما زال من دون حكومة وهو شرط لاستئناف المساعدات الدولية للبلد الذي يعد من الأفقر في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى