الشعوب العربية تقبّل جبين فلسطين
بقلم: ايناس كريمة

النشرة الدولية –

لبنان 24 –

سعى الاعلام الاسرائيلي خلال مباريات كأس العالم 2022 التي تقام في قطر الى استغلال هذا الحدث ، الذي توافد اليه العرب بحشود كبيرة من كل الدول لدعم المنتخبات العربية ، بهدف إبراز نتائج التطبيع الذي حصل قبل سنوات.

ربما لم تكن هي المرة الاولى التي يواجه فيها اعلام العدو رفضا من قِبل الشعوب العربية، لكن ان تكون هذه المواجهة على ارض عربية فهي أبلغ واعمق رسالة للتطبيع السياسي تؤكد بأن الشعوب العربية لا يمكن أن تجلس الى موائد التطبيع، وان ما يُسمّى باتفاقيات السلام هي مجرّد حبر على ورق، إذ إن كل استطلاعات الرأي التي أجرتها مراكز متخصصة منذ اعوام قليلة اثبتت بأن الرأي العام العربي بغالبيته يرفض اقامة علاقات طبيعية مع الاحتلال الاسرائيلي.

Doc-P-1015929-638054839769846902.jpg

أراد الكيان الاسرائيلي من خلال كثافة حضوره الاعلامي لتغطية مباريات كأس العالم التأكيد للعالم على رضوخ الشعوب العربية لإرادة التطبيع، وبأنهم باتوا مقبولين داخل مجتمعات عدد لا بأس به من الدول العربية بعد الخطوات التطبيعية الاخيرة حيث دأبت وسائل اعلامهم على استصراح العرب في قطر للايحاء بأن تسويق التطبيع قد نجح!

ما بدا لافتاً حقاً هو رفض الغالبية العظمى من شعوب الدول العربية إعطاء أي تصريح للمراسلين الاسرائيليين، حتى أن كثيرين ذهبوا بعيداً جداً في المواجهات الكلامية وقاموا بطرد الاسرائيليين من اماكن التجمعات العربية، مؤكدين رفضهم الاعتراف باسرائيل مشدّدين على رفع راية فلسطين عالياً.

مشهد الاعلام الفلسطينية التي رفعها المشجعون العرب من كل الدول أثلج صدور الشعوب على امتداد الوطن العربي، اضافة الى ان الهتافات الداعمة لفلسطين التي انفجرت في الساحات والتجمعات وعلى مدرجات الملاعب عزّزت مشاعر التضامن العربي مع القضية الفلسطينية.

هذا التصدّي الصارم والمُعلن أربك الكيان الاسرائيلي عبر اعلامه الذي نقل الصورة بخيبة كبيرة، علماً انه كان يعلم جيداً طبيعة الرفض العربي لأي تقارب مع كيان الاحتلال وذلك من خلال متابعاته المركّزة لمواقع التواصل الاجتماعي حيث يعبّر معظم النشطاء العرب عبر حملات مكثفة عن مقاومتهم للتطبيع مع الكيان الزائل ونصرتهم للقضية الفلسطينية.

تأبى الشعوب العربية الحرة الا ان تقف موقفاً موحداً من القضية الفلسطينية العالقة في وجدانهم، متمسكة بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس. هذا الوعي العربي الذي تظهّر من خلال “مونديال قطر” يبنى عليه لاحداث صدمة لدى الضمائر النائمة، والتي تتغاضى عن الانتهاكات الصهيونية اليومية وهيمنتها على ارض لم ولن تحصل عليها!

وفي الختام،  تحية للشعوب العربية الابية التي قبلت جبين فلسطين ورفعت رؤوسنا عالياً وأكرمت الانتفاضة الفلسطينية ورفضت أن تشكّل طعنة في ظهر القضية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى