المرأة والوطن وجهان لعملة واحدة
بقلم: د. دانييلا القرعان
النشرة الدولية –
سأكتب كلاماً من القلب، ووالله لا تحكمه قواعد ولا قوانين ولا أعراف ولا وطنيات مزيفة، أنا قانونية وتختلط دراستي بالسياسة؛ لأن القانون والسياسة وجهان لعملة واحدة، كما هي المرأة بالنسبة للوطن وجهان لعملة واحدة، وأعطيت الكثير من المحاضرات حول شؤون المرأة وعن التحديات التي تواجهها وتحاوطها وأهم إنجازاتها الماضية والحاضرة، وكتبت مقالاً نشر في أغلب الصحف والمواقع المهمة، وتمت إستضافتي لأجله في إذاعات وشاشات تحدثت فيه عن إعطاء الفرصة الحقيقية للمرأة الأردنية وبإن تتولى مواقع قيادية كرئيس حكومة ورئيس مجلس نواب ورئيس مجلس أعيان، وتناولت موضوع الحقوق السياسية والحزبية للمرأة الأردنية ودورها في الإنخراط والمشاركة بالعمل السياسي والحزبي، ودور المرأة الأردنية في العمل القانوني ودور الأحزاب في تمكين المرأة سياسياّ وحزبياً، وقصور الأحزاب السياسية الأردنية في طرح قضايا المرأة تحت قبة البرلمان ومواضيع أخرى كثيرة .. لكن، وهنا مربط الفرس، تعرضت لإنتقادات من بعض النساء الأردنيات ومن زميلات لي بمجالات مختلفة بسبب موقفي حول ما حدث، وأظهروني كأنني ضد المرأة وحقوق المرأة والمساواة وعدم التمييز، في الوقت الذي كنت أتجرأ وأكتب بكل جرأة عن المرأة بشكل لم تستطع أي واحدة الخوض بهذه الأمور بمثل جرأتي، وكنت بكل تواضع السباقة في الطرح، أما أنتن يا معشر النساء فقد ساد الصمت أصواتكن وأقلامكن، والأن تتهمونني بالتحيز ضد المرأة ومع الرجال؟ إن موقفي ثابت لا تغيره شخصيات ولا أمكنة ولا أزمنة، وهذه عبارة تمثلني جداً، فأنا أتفاجئ من موقف بعض الحقوقيات والصديقات اللواتي لهن وافر المحبة، والإختلاف في الرأي لا يفسد الود، بالإشارة إلى أنهن يعتقدن أنهن إنتصرن في المعركة بإضافة كلمة الأردنيات، وكأن بعد هذا سيحصلن على جميع حقوقهن وسيتبوأن المواقع القيادية ووووو…. الانتصار في المعركة هو الانتصار للوطن؛ الوطن هو الضامن الوحيد لحقوقكن وحقوق أبنائكن ومستقبلهم، والانتصار الحقيقي هو في منع الظلم الوظيفي الذي تتعرض له اغلب النساء الأردنيات في مواقع عملهن في المناطق النائية دون حسيب ولا رقيب، وحدث أن توفيت إحداهن في عملها “حمدة الخياطة” رحمها الله على سبيل المثال لا الحصر، فأين انتن من حمدة؟ وحمدات كثيرات شبيهات لها، وأين منظمات المجتمع النسوي لحمده وغيرها، أين كانت هبة المرأة وفزعة أنصار المرأة عن الأردنية الغارمة والتي تقبع في السجون وأطفالها مشردين؟ ألا يعتبر منع الظلم الوظيفي من أهم الحقوق التي يجب الاهتمام بها؟ وهنالك مواضيع مختلفة تفتقر لها النساء كأن بهذه الإضافة ستحل جميع القضايا العالقة وتنال معظم النساء الأردنيات حقوقهن، العبرة دائماً بالتطبيق لا بالشعارات، لكن أبشركن وأبشركم ففي إضافة هذه الكلمة ستنطلق سيداو، وستتعقد الأمور وسنذهب إلى المجهول القريب، قرأت عن الكثير من سيدات يطالبن بمنح الجنسية لأبنائهن من غير الأردنيين، أعذروني على جرأتي لكن ما ذنب أبناء وطني الأردنيين بالدم والأرض والنسب والعرق بتجنيس آخرين بنفس جنسيتهم وهويتهم؟ كل إنسان ينسب لأبيه وجنسيةأبيه، هذا ما جاءت به الشريعة الإسلامية، الهذه الدرجة تستعرون من جنسيات أزواجكن؟ أعذروني مرة أخرى مع كل الاحترام لكن، والله لا أسمح لأحد بأن ينافس ابني وأخي وشريك حياتي المستقبلي وابن وطني شخص مجنس بجنسية أخرى إلى جنسيتي في عمله وماله وأرضه رزقه، فالأرزاق بيد الله نعم، لكن عندما أرى ابن بلدي يعاني الفقر والظلم والبطالة وعدم تكافؤ الفرص، هنا يجب الاحتفاظ بجنسيتنا وهويتنا ونحن الأحق بهذا الرزق، أيضا التجنيس هو بداية التوطين والوطن البديل والهوية الجامعة واختلاف التركيب الديمغرافي، ألا تعلمون ذلك؟، وكل ذلك من أجل مسمى مصطلح الهوية الجامعة، الأيام ستثبت والله ما نتخوف منه، أوتمتلكون الجرأة بالتعدي على أحكام الشريعة الإسلامية؟ الدين الإسلامي أكثر من منح المرأة حقوقها، لكن العبرة بالتطبيق لا بورود هذه الكلمة شكلياً، مرة أخرى وعاشرة الأردن هي الأردن وفلسطين هي فلسطين، ومسعانا هو إقامة دولة فلسطينية حرة عربية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، ولا أحد يزاود على حبي لفلسطين واهتمامي بالشأن النسائي وحقوقهن، كفاكم أقلام فارغة، وللأسف أتعجب من أبناء العشائر الأردنية “النواب” وكما نعلم بان العشيرة هي عمود الوطن واساسه ودائما نفتخر بالعشائر ودورها منذ تأسيس الدول الأردنية، وهم أبناء عشائر هي عمود البيت الأردني والأسرة الأردنية، ومواقفهم تحت القبة التي أحزنت قلوبنا كثيراً وكان العشم بهم لإنارة الحق والحقيقة، لهذه الدرجة تهمكم النساء الأردنيات الآن، وبدأتم بإقتباس آيات القرآن الكريم وتفسيرها تفسيراً خاطئاً، اعرفوا سبب نزول الآية بعد ذلك تحدثوا وناظروا؟ والله يطول الحديث لكن وطني ليس بخير وهو جريح ويستنجد بنا، له الله في مجتمع قلّت فيه الرجولة وكثرت فيه الذكورية، اعذروني على هذا المصطلح، اعملوا على أن لا تكونوا لاجئين في وطنكم وأنتم أبناء الوطن الحقيقيين، ووالله الموت ليس بإنقطاع رغيف الخبز، بل الموت هو فقدان الوطن والعيش بلا كرامة، دمت بخير يا وطني ودام أبنائك الوفيين، والمرأة كالوطن لا يجوز استخدامها لتمرير اهداف أخرى بحجة الاهتمام والمطالبة بحقوقها والمساواة مع الرجل، هل تريدون تطبيق سيداو أم ماذا؟ والوطن كالمرأة لا يجوز المتاجرة به وتلويث سمعته وعدم المحافظة عليه، الوطن الأردن الأرض الهوية الوطنية الجنسية الأردنية الرقم الوطني جواز السفر الأردني العشائر الانتماء للوطن ولقائد الوطن اساسيات لا مفر منها، أبى من أبى ورفض من رفض، في عيوني وفكري وقلمي الوطن مهما كانت التحديات والمغريات.