النواب والأحزاب تحت السيطرة .. والخصاونة ينجو بحكومته

النشرة الدولية –

نجت حكومة الدكتور بشر الخصاونة من الهجوم المستمر عليها من النواب والمُعارضة، بعد أن نجحت في تخصصها بالرفع وفي شتى المجالات لتسير عكس التيار وتنال الأمان، فقد رفعت الحكومة أسعار النفط على الرغم من هبوطه عالمياً، ورفعت الضرائب والرسوم على السيارات الهجينة بطريقة متزايدة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد رفعت نسبة البطالة لتصل إلى أرقامٍ فلكية غير مسبوقة في تاريخ الأردن، وفي عصرها تزايدت نسبة المصابين بارتفاع الضغط والكورونا بعد أن زادت عدد الحفلات، لكن الغريب العجيب أنها نجحت في رفع حدة المواجهات بين النواب، لتصبح صديقة الطرفين المختلفين لتنال رضا الغالبية العظمي من النواب ليزداد عدد حلفائها، وزادت من قوتها حين ارتفعت وتيرة النقد والإنتقاد والخلاف بين أعضاء أحزاب المُعارضة ، ليخف الضغط على الحكومة التي جلست تُشاهد ما يجري وترسل برقيات الإعجاب للجميع.

ويتساءل المتابعون عن كيفية إمتلاك حكومة الخصاونة هذه القدرة العجيبة على الرفع في شتى الإتجاهات؟، وكيف سيطرت على مجلس النواب وحولته إلى حمل وديع يسعى غالبية أعضائه لكسب رضاها وودها؟، بل كيف ارتفعت حدة الخلافات في عهدة بين المعارضين ؟، فالرئيس تعامل مع النواب والأحزاب على أساس السياسة الضبابية حيث تحمل كل كلمة يقولها معان عديدة، يحللها كل نائب ومُعارض حسب موقفه وزاوية الرؤيا التي يتابع من خلالها الأحداث، ليصبح للمشهد الواحد عدة تفاصيل ومعاني متعددة يراها كل متابع بطريقة مختلفة مما يُسهل على الحكومة إيجاد التعليل المناسب لإقناع المعترضين، مستفيداً من قدرته على اللعب في الكلمات الشمولية التي يصعب إيجاد تعريف محدد لها.

لقد استطاع الخصاونة أن ينجو بحكومته من تعديل جديد أو خروج من المشهد السياسي الأردني، حين قام بنقل الصراع من الصراع الحكومي النيابي إلى صراع “نيابي نيابي”، ومن صراع حكومي حزبي مُعارض للحكومة إلى صراع “حزبي حزبي” لتنجو الحكومة من الناقدين الرئيسين، وفي ظل هذا المشهد نجحت الحكومة في زيادة الاسعار والنفط والكهرباء والضرائب مستغلة إختفاء النواب والأحزاب عن ساحة التأثير الفعلي بفعل أيديهم وقصر الرؤيا لديهم، لينجح الخصاونة في زيادة التأجيج في شتى المجالات التي تُهدد حكومته، مانحاً إبرة الحياة لفريقه الوزاري ليزيد من عمر حكومته لفترة قادمة تعتمد على قدرته في استخدام ما بقي لديه من ألعاب سحرية، وفي التوقيت المناسب حتى يبقى مجلس النواب وأحزاب المُعارضة تحت السيطرة.

Back to top button