الأندية الاردنية الكبرى تنصب “المقاصل” للمدربين… الرمثا والوحدات “4” مدربين .. والحبل على الجرار
النشرة الدولية –
صالح الراشد
نصبت الأندية الاردنية الكُبرى المشاركة في دوري المحترفين، المقاصل للمدربين مع بداية الموسم الكروي “2022/2023″، ويبدو ان إدارات الأندية وحتى تقدم نفسها بطريقة استعراضية تعاملت مع التعديلات بضجة إعلامية كُبرى، وظهر أن مجالس إدارات الرمثا والوحدات والفيصلي لا تتحمل الخسارة ولا غضب الجماهير، كما أن كل منها يسعى ليخطف البريق في حال تحقيق اللقب، ولإيهام الجماهير بأن الفوز جاء بسبب القرارات التاريخية التي اتخذوها بتغيير المدربين، مع العلم ان الدوري الأردني متواضع فنياً ويُنافس على الأضعف عربياً.
أما الأندية المتوسطة والصغيرة فقد تمسكت بمدربيها كونها تُدرك ان إلغاء عقد أي مدرب، يعني استنزافها ماليا بإنفاق مبالغ مالية ليس في مكانها، وهو الأمر الذي لا يؤثر على الرمثا والوحدات والفيصلي ليس بسبب وجود فائض بالمال، بل بسبب ارتفاع قيمة الديون التي تجاوز المليون لأقل مديون منها، لتطبق هذه الأندية المثل القائل “إن كان دين خذ رطلين”، وبالتالي ستُرحل هذه الإدارات المشاكل المالية للإدارات القادمة، ولا يتوقع أن يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد نجد الفرق الثلاث تُجري تعديلات على مدربيها للهروب من جريرة ضعف المستوى.
الرمثا.. لا يصبر
أثبتت إدارة الرمثا بأنها لا تملك الصبر وتتعامل برد فعل عنيف مع اي خسارة لا سيما ان الفريق يحمل لقب الدوري، ومنذ بداية الموسم خاض الفريق”13” لقاء في بطولات الدوري والدرع وكأس الكؤوس، وقاد مراد الحوراني الفريق في “7” مباريات منها مباراة كاس الكؤوس التي فاز بها على الفيصلي، كما قاد الفريق في “3” مباريات في درع الإتحاد ، ومبارتين في بطولة القدس والكرامة وخسر امام الفيصلي “0-2” وجبل المبكر الفلسطيني “0-1″، كما خسر في أول لقاء في الدوري بالجولة الأولى أمام الفيصلي ليتم فسخ العقد بالتراضي، ليكون البديل وليد فطافطة الذي لم يحتمل الضغط النفسي والجماهيري والتدخلات التي تُلاحق الفريق ليقدم استقالته بعد أن قاد الفريق في “4” مباريات فحقق الفوز على الصريح “4-2” والجزيرة “3-1” وخسر أمام الحسين اربد “0-2” والسلط “0-1″، ليكون البديل إبراهيم السقار الذي قاد الفريق في لقائين أمام الوحدات وانتهي بالتعادل “1-1” فيما خسر أمام العقبة “2-3″، ليقدم السقار استقالته عبر “الفيسبوك” ليبدأ مجلس الإدارة بالبحث عن مدرب من خارج الأردن.
الوحدات ..من يتخذ القرار..؟!!
في الوحدات دوماً الوضع يختلف كون القرار لا يملكه شخص بعينه بل هو قرار مجلس إدارة، ويبدو ان التخبط صفة المجلس الحالي الذي استغنى لغاية الآن عن “3” مدربين تولوا قيادة الفريق في “17” لقاء، في مقدمتهم البرازيلي فييرا الذي قاد الفريق في “3” مباريات ، ويعتبر فييرا أحد أفضل المدربين الذين تعاقدت معهم الأندية، لكن إدارة الوحدات المتسرعة حكمت عليه من خلال نتائج بطولة درع الإتحاد التي أقيمت على أرضية لا تصلح لممارسة أي رياضة، مما يُشير إلى أن قرار الإقالة معد سلفاً وقبل البطولة التي فاز فيها الفريق على معان “3-0” وتعادل مع الجزيرة “1-1” وخسر أمام الفيصلي “0-1” وغادر من الدور الأول، وهنا يكون السؤال، هل يعقل أن يتم الحكم على مدرب بخبرات وقدرات فييرا التي تفوق خبرات جميع أعضاء مجلس الإدارة ولجانه عشرات المرات من خلال بطولة ودية على ملاعب سيئة.
غادر فيير وحل بديلاً عنه رافت علي ليقود الفريق في “4” مباريات جميعها في بطولة “القدس والكرامة”، ويحقق اللقب بجدارة بقيادته الوحدات للفوز على شباب الخليل “3-0” وشباب رفح “1-0” في دور المجموعات ، وعلى الفيصلي بركلات الجزاء في الدور قبل النهائي، وفي النهائي حقق الفوز على فريق جبل المبكر “4-2″، ليتم إبعاده حين الوصول إلى العاصمة عمان ويكون البديل الجاهز رائد عساف، ويتحول رأفت إلى مدرب عام مع عساف.
تولى عساف الإشراف على تدريب الوحدات في “10” مباريات، وجاء هذا المنصب في مرحلة صعبة إذ كان عليه المشاركة في دوري ابطال آسيا، وهناك خاص “6” مباريات ففاز على السد القطري “3-1” وتعادل مع فرق الفيصلي السعودي مرتين بنتيجة “1-1” ومع ناساف الأوزبكي “2-2” وخسر في لقاءين أمام السد “2-5” وناساف “0-2″، ليعود للمشاركة في الدوري الاردني ليقود الفريق في “4” مباريات محققاً الفوز في “3” منها على شباب الأردن “2-1” ومعان “3-0” وسحاب “1-0” وتعادل مع الرمثا في لقاء بطله الحكم “1-1″، ليكون قرار مجلس الإدارة بالتخلي عن عساف والتعاقد مع الفرنسي دا روزا.
الفيصلي.. يكفي مدربين
للآن يكتفي الفيصلي بمدربين توليا قيادة الفريق، فقد كانت البداية مع محمود الحديد الذي قاد الفريق في بطولة القدس والكرامة وكأس الكؤوس، وقد خسرهما الفريق لكنه ظفر في بطولة درع الإتحاد بفوزه في دور المجموعات على الوحدات والجزيرة “1-0” وتعادل سلبي مع معان، وفي الدور قبل النهائي فاز غلى فريق شباب الأردن بركلات الجزاء “4-3” وفي النهائي فاز على الرمثا “1-0″، وفي بطولة القدس والكرامة فاز في دور المجموعات على الرمثا “2-0” وتعادل “0-0” مع جبل المكبر، وفي الدور قبل النهائي خسر أمام الوحدات بركلات الجزاء في الدور قبل النهائي “3-5″، كما خسر لقاء كأس الكؤس أمام الرمثا “2-0”.
واستمر الحديد مع الفريق في الدوري فحقق الفوز على الرمثا “1-0” ليسقط في مصيدة التعادل أمام سحاب “0-0” ومغير السرحان “1-1″، ليكونا القشة التي قصمت ظهر البعير، ليتم إلغاء العقد بالتراضي ليتولى جمال ابو عابد مهمة الإشراف على الفريق في توقيت صعب ليحقق الفوز في “3” مباريات على فرق الصريح “2-1” والجزيرة والسلط “1-0” ويتعادل مع الحسين اربد “1-1”.
القناعة كنز لا يفني
ويبدو ان “9” أندية اقتنعت بالمثل القائل “القناعة كنز لا يفني” راضين بمدربيهم على أمل بناء فريق للمستقبل، عدا الحسين اربد الباحث عن اللقب، ليبرم عقداً مع مدربه أمجد أبو طعيمة يمتد لثلاث سنوات، وهذه من الحالات النادرة في الاردن، كون غالبية عقود المدربين تنتهي مع نهاية الموسم، فيما سجل العقبة رقماً قياسيا حيث يتمسك بمدربه رائد الداوود منذ عام 2019، وينسحب أمر التمسك بالمدربين على شباب الأردن ووسيم البزور، ونادي معان مع دايان صالح، ويخوض عثمان الحسنات موسم صعب مع نادي السلط، ويبدو ان إدارة النادي متمسكة بالمدرب صحاب الفكر الناضج، فيما يقدم جمال محمود مع سحاب مستوى مميز وقد يكون الفريق بين الاربعة الكبار، فيما يعاني محمد عبابنة مع الصريح وعامر عقل في الجزيرة وخالد الدبوبي مع مغير السرحان، لكن يبدو ان إدارات هذه الأندية تملك فكراً إدارياً يفوق فكر الإدارات الكبرى، حيث تبحث عن تجاوز المرحلة المالية الصعبة، وتبني فرق تساهم في توفير المال في المستقبل وتملك قدرات فنية بلاعبين أردنيين مميزين.
القادم أصعب
قد يظن البعض أنه وبعد مرور “7” مراحل من دوري المحترفين بأن الأمور ستستقر، وان كل مدرب سيملك الوقت الكافي للعمل، لكن للحق هذا حلم بعيد المنال، حيث سنجد مدربين كبار يتساقطون، وبالذات في الثلاثي الرمثا والوحدات والفيصلي، وكل هذا من أجل أن ترتدي الإدارات ثوب النزاهة والبطولة، ليكون المتضرر الأكبر من التسرع في إتخاذ القرار هي الكرة الأردنية التي ستفقد صورتها وستنال لقب الدوري صاحب أكبر عدد من المدربين، ليضاف هذا اللقب للقب ذات الملاعب الأسوء، لذا نشعر أن القادم سيكون أصعب وأسوءعلى الأندية واللاعبين والجماهير.