آفة جديدة
بقلم: الجازي طارق السنافي
النشرة الدولية –
حب الشهرة والبحث عن المال في عصر السوشيال ميديا، وضع كثيرا من الشباب على شفير الهاوية، خاصة فئة المراهقين الذين انجرفوا خلف العولمة المزيفة ومشاهير الرخص، فتركوا وظائفهم، و«نقعوا» شهاداتهم ولجأوا لصنع محتوى تافه وغير هادف يدر المال، فامتهنوا التفاهة وأصبحوا عبئا ثقيلا على المجتمع وآفة جديدة تهدد الأطفال وطموحات شباب المستقبل.
حياة مزيفة أثرت في المراهقين والأطفال، الذين اصبحوا الفريسة السهلة ووقعوا في فخ شهرة وسائل التواصل، فأصبح البعض يبحث عن أي موضوع يثير الجدل به، حتى لو كان على حساب كرامته أو سمعته أو مكانته الاجتماعية، فأصبح الوضع أشبه بالطبيعي عندما نتصفح في البرامج ونشاهد مقاطع «التعري» والرقص الرخيص، والكلام البذيء والسلوكيات غير المقبولة واللا أخلاقية.
العتب الأكبر يقع على الصحافة، التي تلمع هذه الفئة وتصنفهم على انهم «مؤثرون» أو «نجوم الشهرة»، وتبدأ الأخبار والعناوين تنتشر وتملأ الصفحات والدعايات والإعلانات، بل وحتى كتابة تقارير عن حياتهم البائسة قبل الشهرة وكيف تحولت للأفضل بعد نشرهم المقاطع السخيفة وأصبحوا أثرياء، حتى رسخت فكرة أن المشاهير ينعمون بحياة أفضل من أصحاب الشهادات، والمثقفين، والعاملين.
فتدني الوعي الفكري، والثقافي وارتفاع معدلات البطالة، والتأثر بحياة الأثرياء المزيفة، اصبح يهدد الشباب سلبا، والفرصة الذهبية للوصول للثراء الفاحش هو فتح حساب في احد تطبيقات وسائل التواصل وامتهان «التفاهة». وكثير من المراهقين والشباب يجهلون أن اغلب ممتلكات هؤلاء المشاهير ما هي إلا «هبات» بعضها مجهول المصدر، والممتلكات الأخرى مؤجرة، وأخرى للتسويق فقط أو بدعم من أفراد أو شركات من ضمنها السفرات والطيارات الخاصة وغيرها.
ففي بعض الدول الغربية، أثيرت الحملات ضد هؤلاء التافهين، حيث رفعوا شعارهم الشهير «لا تجعلوا من الحمقى مشاهير» وطالبوا بفرض رسوم على المحتوى الذي يقدمونه، حتى انه يتعين عليهم الإفصاح عن أي فلتر يستخدم لتصوير أنفسهم وعن مصادر أموالهم، حتى لا يساء استغلال الشباب ثم يغرر بهم لاحقا، فنحن من يساعدهم على ذلك بمتابعتهم وتصديقهم ومتابعة حياتهم ويومياتهم وتفاهاتهم.
٭ بالقلم الأحمر: لو امتلكوا كنوز الدنيا، يبقون في نظر المجتمع «تافهين».