تخطيط أمريكي مُحكم لتدمير روسيا
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
خططت الولايات المتحدة طويلاً لتأليب العالم ضد روسيا وإلحاق الضرر بها، وكالت واشنطن لموسكو التهم حتى تُثبت للعالم بأنها تُضمر الشر للدول المجاورة والعالم أجمع، واستعدنا حينها شريط الماضي وذكريات تأليب واشنطن ولندن للعالم ضد العراق، وكيف نجح شياطين السياسة والإعلام في البلدين بتحريك منظومة عالمية لتشويه صورة العراق، لتساهم هذه الحملة بإخراج بغداد من معسكر دول الخير المدعومة عسكرياً من واشنطن ذاتها خلال الحرب العراقية الإيرانية، لتصبح العراق على رأس قوائم دول الشر حتى نجح الحلف الشيطاني بإعادة العراق لمرحلة ما قبل التاريخ، ويسعى هذا الحلف بكل قوته لإعادة روسيا لما قبل عصر النهضة.
لم تُهدر واشنطن الوقت بعد سقوط بغداد وطرابلس ومحاولة إسقاط دمشق، لكن القوة الروسية جنبت دمشق اللحاق ببغداد وطرابلس ومواجهة المصير الظلامي الذي يُطارد شعوب البلدين لتبقى سوريا موحده، هذا الأمر جعل واشنطن تبتعد عن سوريا وتبدأ بمطاردة موسكو وزيادة الضغط عليها بكيل التهم لموسكو، فاتهمتها واشنطن ولندن وباريس بالديكتاتورية وغياب الديموقراطية وتصفية المعارضين، ثم اتهمتها في عصر ترامب بالتلاعب بالانتخابات الأمريكية، وأجرت العديد من التحقيقات وبثت الكثير من الأخبار لترهب موسكو التي لم تهتز.
لم تهدأ واشنطن فاتهمت موسكو بالتلاعب بأسعار النفط والغاز وتهديد المحيط الأوروبي، ولجعل الفكر العالمي يتقبل هذه التهم قبل إطلاقها انتجت هوليود العديد من أفلام الخداع السينمائي صورت فيها روسيا بأنها صانعة الفتن، وتهدد بتدمير الولايات المتحدة وخطف طائرة الرئيس وفي فيلم آخر بخطف الرئيس نفسه، وأتبعت هذه الأفلام بحملات إعلامية منظمة لتنجح واشنطن في تأجيج وإستعداء شعبها وشعوب عدد من الدول على موسكو بقوة الإعلام، وهو الذي ناصر الولايات المتحدة ولعب بكل دونية دور الخنزير “سنوبول” بتغيير اللون الاسود لأبيض والكذب لحقائق.
وتعاظم دور الإعلام بعد خطيئة بوتين بغزو أوكرانيا، لتتوحد رسالة الإعلام وتركز على أن روسيا لا يمكن أن تكون شريكاً في السلم العالمي، وأن تحجيمها والسيطرة على مقدراتها من خلال العالم السفلي لقوة المال هو الحل الوحيد لضمان أمن العالم، لترتفع أسعار كل شيء في جميع دول العالم حتى تضمن واشنطن طاعة دول العالم، وقد تدبير انقلاب أو حرب أهلية تُعيد موسكو لموقع ضعيف لا يسمح لها بالتحكم بمقدراتها، لتضيع هيبتها أو تكون طوعاً للعالم السفلي الذي يتحكم بالعواصم الاوروبية وواشنطن، لتتسابق دول المصالح والغباء لنصرة الدولة العميقة، لتجد موسكو أنها أصبحت وحيدة في مواجهة الناتو وأتباعه من دول المصالح والغباء لنصرة الظالم الذي حوله الإعلام صاحب النظريات المعلبة إلى مظلوم مسكين، لذا نشعر أن العالم سيشتعل لإطفاء شعلة الحق أو حجيم الباطل.
آخر الكلام:
بقاء الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة وإنهاء القطب الآخر، سيحول العالم أجمع لأتباع لواشنطن، وعندها ستحكم الدكتاتورية الأمريكية البشرية جمعاء ويعود العالم لعصر العبودية.