خطوات حب النفس والذات كي نصل الى طريق النور
بقلم: د. ميسر سري الدين

النشرة الدولية –

موقع عفكرة –

بكل بساطة ايها الإنسان احب نفسك لأنها نفسك سيتطلب الأمر وقتا لكي يخرج النور ولكنه فيك موجود. استعرض النقاط بعيونك ووجدانك وسنشرح عنها في ما بعد كل على حدا.

وبقول الفيلسوف الصيني لاوتزو: “الإنسان لّي بيوثق بنفسو ما بحاول يقنع الآخرين. ولّي راضي عن نفسو، ما بيحتاج لموافقة الآخرين. ولي متقبَّل لنفسو، بيتقبّلو العالم كلّو.”

كرمال نقدر نعرف أهمية تقدير الذات، لازم نفهم معناها أولًا بشكل صحيح. كتار بيدّعو إنّو بيفهمو معنى تقدير الذات، بس ما حدا بيقدر يعطي تعريف صحيح إلو. تقدير الذات هو إنّو تكون مرتاح مع نفسَك من دون أي تأثير من شخص آخر أو من مصدر خارجي. وهو أمر بعاني ليوصلّو كثير من الناس، حتى الأشخاص الأكثر نجاحًا. كما إنّو حوالي 85٪ من الناس ما بيتمَتَّعو بتقدير كافي لذات.

تقدير الذات هو وقت تآمن بأنك شخص قيمته كبيرة بغض النظر عن الأمور لي أنجزتا أو حقّقتها بحياتَك. هوّي الإيمان بأنك شخص مهمّ، مش لأنك أفضَل من غَيرَك أو لأن بتتمتَّع بقدرات مميّزة: بل لأنك أنتَ متل ما انتَ بكل بساطة.

تقدير الذات بينبَع من داخلنا وبيمنحنا الثقة بالنفس. أمّا الثقة بالنفس فَ بتنبَع من الخارج وقت تتوَفَّر عنّا معايير معيّنة فرضها المجتمع.

تقدير الذات بيقدَر يحمينا من العديد من المشاكل والاضطرابات النفسيّة والعاطفية. كما إنو تُعتَبَر الثقة المتدنّية بالنفس سبب للإدمان والاكتئاب والقلق والمشاكل بالعلاقات. وقت الشخص ما يعرف قيمة نفسو، ممكن يلجأ للمخدرات والكحول والإدمان كوسيلة لتخفيف من الألم النفسي. إذا حارب الإدمان وتخلَّص منّو من خلال إرادتو فقط، ساعتها كلما شَعَر بالسوء تجاه نفسو رح يرجع لعاداتو السيّئة ويمكن حتى يزيد إدمانو. الحلّ الوحيد كرمال يتخلّص من الإدمان دايمًا هوّي مش عبر إرادتو بسّ، بل عن طريق زيادة تقديرو وإحترامو لنفسو.

عادةً بيظهر الاكتئاب والقلق واضطرابات نفسيّة أخرى عند الأشخاص لي بعانو من تقدير قليل لذاتُن. بهيدي المرحلة، ما فينا نعرف إذا كانت الاضطرابات النفسيّة هي سبب تدنّي التقدير للذَات أم العكس. بسّ بالحالتين، الأمرين بأثّروا على بعض، ورح يخلق عند الفرد شعور مستمر باليأس وبعدم وجود أي قيمة للنفس. بهيدي الحالة، لازم تنحلّ الاضرابات النفسيّة ويتم تعزيز التقدير الذّاتي.

بالإضافة، الأشخاص لي ما بقدّرو حالُن، عادةً بخوضو علاقات غير سليمة ومؤذيّة. بيبحثو عن شريك بِنَظَرُن قادر يعمل أشياء هنّي ما بيقدرو يعملوها، أو بيختارو شخص أقل أهميّة منُّن حتى يشعروا بالفخر تجاه نفسُن. رح تنبنى العلاقة ع أساس خاطئ وتصير أسوء مع مرور الوقت، وما بتتحسّن إلّا إذا كلّ طَرف عطى تقدير لذاتو بشكل صحيح وكافي. بس كتير من الأوقات هالخطوة ما بتصير أبدًا، وبتنتهي العلاقة.

فوائد تقدير الذّات:

التمتع بتقدير كافي للذات مش بَس بيحمينا من المشاكل النفسية، بس كمان بأثّر علينا بطرق إيجابية عديدة. وقت تعرف قيمة نفسك، بغضّ النظر عن الظروف لي عم تعيشها والناس لي من حولَك، رح تحصل ع كل شي بتحتاجو وأكثر. رح تقدر تقدّم أفضل ما عندَك وتصير الشخص لي بتطمَح توصَلّو. حتى رح تقدر تأمّن لنفسَك مستوى معيشي بتحلم في. رح نقدّملكُن بعض الفوائد الناتجة عن تقدير الذات:

  • القدرة عَ تَلبية إحتياجاتَك:

كل شخص عندو احتياجات. عنّا متطلبات بيولوجية أساسية متل الماي والأكل والهوا والملجأ. كما إنو عنّا حاجة للشعور بالراحة والأمان، واحتياجات اجتماعية متل الحب والانتماء. وقت نلبّي هيدي الاحتياجات، منقَدر ننتقل لَ إتمام إنجازاتنا وتحقيق ذاتنا. في طريقتان فينا من خلالها نلبّي احتياجاتنا:

أولاً، فيك تحقّق إحتياجاتَك بنفسك. و كرمال تقدر تحقّقها عن جدارة، لازم تكون بتتمتَّع بتقدير كبير لنفسَك حتى تقدر توصَل بمجهودَك الخاص فقط.

أمّا الطريقة التّانية لتلبية احتياجاتك فَ هيّ عبر تلقّي المساعدة من غيرَك. وبالحقيقة، وقت توصل إلى احتياجاتك، عادةً بتكون بمساعدة شخص آخر.

ما لازم تتّكل ع مساعدة الغير لتلبية احتياجاتك بل لازم تقدّر ذاتك كفايةً وتحاول بنفسك. في حال كنت شخص إتّكالي وما بتتمتَّع بالإحترام الكافي لذاتك، من المحتمل أنك تتخلى عن احتياجات أخرى مثل استقلاليتَك. إذًا، وقت يصير عندك مستوى عالي من التقدير للذات، رح تقدر تلبّي إحتياجاتك بنفسَك أو، إذا رَغَبت، بمساعدة الآخرين.

  • حَلّ المشاكل بثقة كاملة:

كلنا عنّا مشاكل بحياتنا، يمكن تكون مشاكل بالعمل أو بالبيت أو بمُحيطنا. وللأسف، وقت تخلق هيدي المشاكل عند الأفراد لي ما بقدّروا نفسن، بِسيطر عليُن الإرهاق والتوتر. إنّما، وقت يكون الفرد بقدّر وبيوثق بنفسو، فمن المرجح يتخطّى التحديات لي بتفرضها الحياة عليه. حاول تشوف كل صعوبة كدرس مش كعقاب. استخدم ذكائك وعلاقاتك الاجتماعية لحل المشكلة، وبغض النظر عن النتيجة، رح تبقى قيمتَك هيّ هيّ.

  • الجرأة باتّخاذ القرارات:

غالبًا بكون اتخاذ القرارات أمر كتير صعب ومتعب إذا كنت بتعاني من ضعف تقديرك لذاتك. يمكن تشكّ بصحّة معلوماتَك وقدرتك على التعامل مع الموقف. يمكن تخاف من الأمور لي رح تصير إذا القرارات لي اتخذتُن كانو خاطئين. إذا أخيرًا نَجَحت تقنَع نفسك باتخاذ قرار، فمن المحتمل تختار إمّا القرار الأقل خطورة (كرمال تحمي نفسك) أو الأكثر خطورة، (والسبب لأنك بتشعر باليأس لدرجة أنك مستعدّ تخسر كل شي بدل ما تبقى عايش بالشكّ).

بمجرد ما توصل لمستوى كافي من تقدير الذات، رح تقدر تفكّر منيح وتتّخذ قرارات صحيحة. ورح تقدر تفرّق بين الخيارات وتختار إمّا الخيار المنخفض أو المتوسط أو العالي الخطورة، حسب كل ظرف. ورح تصير واثق من قراراتك وما تتردَّد باتخاذها بنفسَك من دون أي مساعدة. كما إنّك رح تصير على عِلِم إنّو مهما كانت النتيجة، وحتى لو تبيّن مع الوقت إنّك ارتكبت خطأ، هالشي ما بفيد لأنّ القرار لي اتّذتوا بلحظتها كان الأفضل.

  • خَوض علاقات صادقة:

وقت تتمتّع بمستوى عالي من تقدير الذات، رح تخوض علاقات أكثر صدقًا لأن ما رح تشعر في داعي لإخفاء حقيقتَك وطَبعَك. بينطبق هالأمر على العلاقات العاطفيّة والأسرية وعلاقات العمل والصداقات. كل هيدي العلاقات بحياتَك رح تصير مبنيّة عالصدّق وقت تصير انتَ تعرف قيمة نفسَك. إذا الشخص الآخر ساء التصرّف بالعلاقة، ما رح تتجاهل تصرّفو متل سابقًا لأنّك صرت تهتم بنفسك أكتر. وكمان ما رح تتحمل علاقة غير صحية لفترة طويلة، بس إذا كان في فرصة لإنقاذ العلاقة، رح تقدر تحلّ المشاكل بطرق سلميّة وواضحة.

  • تفكير أكثر واقعيّة:

الأشخاص لي بقدّرو ذاتُن كتير، ما بيسعو وراء الكمال. ليش؟ لأنهم مرتاحين مع نفسُن لدرجة بيعرفو إنو الكمال مش هدف واقعي. وما بِخافو من ارتكاب أخطاء ولا بيقلقو إنو العالم لي عايشين ممكن يكون خطر.

  • قدرة على التحمّل:

تقديرَك لَ نفسك بزيد قدرتَك على اجتياز العوائق. وقت تفكّر بحالَك بشكل سلبي، من المرجح تنهار نفسيتَك وتتذكّر أخطاءك. هالأخطاء بشكّلو أهمية كبيرة بالنسبة إلك حتى لو كانو مجرّد إخفاقات بسيطة. يمكن

تعتبرهم علامات بتشير الى إنّك شخص سيء وفاشل. لكن وقت تكون راضي عن نفسك، ما رح تشعر أبدًا بالفشل حتى لو ارتكبت أخطاء. يمكن تعترف إنّو لي عملتو خطأ وإنّك فشلت، بس ما بتخلّي هالأمر يأثّر عليك أو يحَدّدلَك شخصيتك. ووقت تمر بظروف سيئة، رح تتخطاها وتكمّل طريقَك.

كيف فيك تزيد من تقديرَك لَنفسَك؟

ما في قاعدة بسيطة منقدَر من خلالها نغيّر تفكير صَرلو وقت مبني عَ نقد الذات أو إحتقارها. إذًا، لإجراء هالتغيير الهائل بيطَّلب الأمر بَذل بعض الجهود ويمكن حتى طَلَب المساعدة من الغير. من قدّملكُن بعض الأساليب لي بتساعدكُن تعزّزو من تقديركُن لذاتكُن:

  • استخدم التأكيدات الإيجابية:

التأكيدات الإيجابية مُمكن تكون أداة مفيدة وفعّالة. لمّا تعاني من تقدير قليل للنّفس، الطريقة الصحيحة لاستخدام هالتأكيدات هيّ إنّو تجعلها إيجابية وواقعيّة كرمال تقدر تتقبّلها بنفسَك. مثلًا، إذا كنت بترغب بالحصول على وظيفة سَبَق وقَدَّم عليها مئات الأشخاص، ما تقول لَنفسَك “أنا رح إحصل ع هيدي الوظيفة” لأنّ هيدا أمر يمكن مبالغ في نوعًا ما. بدلاً من ذلك، فيك تستخدم التأكيد الإيجابي وتقول “أنا بستحقّ إحصل على وظيفة جيدة متل هيدي الوظيفة، ورح ضَلّ حاول حتى أخيرًا أوصَل”.

  • مارِس الأمور لي بتحبّها:

عادةً منتجنّب نعمل الأمور لي من حبّها بحياتنا ومنتّجه لَوظيفة مستقرة. لكن بِ كلّ يوم بتقضيه بالعمل، بتكون عَم تختار شو المهم بالنسبة لك. كيفيّة تمضاية وقتك بتظهر شو هيّ أولوياتك. إذا بترغب بتطوير تقديرك لذاتك، مارِس الأمور لي بتحبّها واستَمتِع فيها واتبَع شغفك.

  • تقَبَّل المُجاملات:

كلما زادت قدرتَك عَ تَقَبّل المجاملات، كلما صار أسهل عليك تعَزّز من تقديرَك لذاتَك. مثلًا، إذا شخص أبدى إعجابو بصورة البورتريه لي إنتَ رَسَمتا، رَح تنظر لَ العيوب الموجودة فيها بدلاً من رؤيتها من خلال وجهة نَظَرو. رح تركّز ع التفاصيل الصغيرة متل لون العيون لي ما قدرت تحصل عليه بشكل صحيح أو خصلة الشعر لي رسمتها طويلة شوي اكتر من اللزوم. إذًا، السَبب وراء عدم تقبُّلَك للمجاملات هوّي إنّو بالنسبة إلَك إنتَ ما بتستحقّها.

لكن، وقت تسمح لنفسك تشوف اللوحة من وجهة نظرُن رح تشوف فجأة الأشياء لي رسَمتها بشكل جيد ومُميّز. يمكن تلاحظ كمان إنو الطريقة لي رسَمت فيها معبّرة جدًا، وساعتها رح تفرَح بمجهودَك ومَوهبتَك.

  • تخَلَّص من إنتقادَك لذاتَك:

أحيانًا، منخاف إنّو نتعَرَّض للانتقاد، لذلك مننتقد ذاتنا قبل ما غيرنا ينتقدنا. تمامًا متل مَثَل رسمة البورتريه لي سَبَق وذَكَرناه. حتى من دون مساعدة أي شخص آخر، فيك تحسّن تقديرَك لَذاتَك من خلال النظر لَ الأمور الجيدة الموجودة فيك، سواء من ناحية طريقة رَسمَك أم من ناحية شخصيتَك. تذكَّر إنّو في فرق كبير بين تحديد الأمور لي بتقدَر تحسّنها وبين انتقاد النّفس. الخَيار الأوّل يُعتَبَر حَلّ لَلمشكلة، أمّا الخَيار الثاني بخلّيك تشعر بالسّوء تجاه نفسك.

  • ابحَث عن الحَسَنات بشخصيتَك:

وقت تمرّ بظرف صعب، فيك تستَعيد تقديرَك لَذاتَك إذا أخذت بعين الإعتبار المجهود لي عَم تقدّمو. مثلًا في حال فاتتَك حفلة إبنَك بالمدرسة، رح تشعر إنك أب سيئ أو أم سيئة. فَ بدل ما تشعر بالذّنب، ابحث عن إشارات أخرى بتوحي بأنك أب وأم صالحين.

  • ما تستخدم صفات سلبيّة بحقّ نفسَك:

بسّ تقول “أنا هيك و”أنا مش هيك”… بتكون عم ترسم حواجز وتوصُف نفسك بطريقة سيّئة للغاية. ما تستخدم صفات سلبية بحقّ نفسَك، بل حاول توصُف السلوك أو الفكرة. وبَدَل ما تقول، “أنا غبي لأني أخذت هالقرار”، استَبدلها بِ”القرار ما كان بِ مَحَلّو”. ما فيك تغيّر مين إنتَ لكن فينا نغيّر الأفكار لي متحَكّمة بحياتنا ونتّخذ خطوات تنحلّها.

زر الذهاب إلى الأعلى