استئناف و تمييز الأحكام في حق الغراب
بقلم: د. فلك مصطفى الرافعي
بقلم د. فلك مصطفى الرافعي
النشرة الدولية –
خاص الشراع – و تعليق من الزميل حسن صبرا
لابد من إعادة الإعتبار للطائر الغراب .
اسود الريش ، ابيض
الاخلاق ,ملتزم بتنفيذ الأوامر ، و تشرّفتٔ قبائل الغربان أنها قد ذُكرت في بعض آيات القرآن الكريم. و اكتسب الغراب شهرة إيجابية و حفظ مكانا في حضرة هدهد بلقيس و نملة سليمان و نحل يخرج من بطونها شراب فيه شفاء للناس .
في البداية استذكر أحد الأفلام المصرية الهادفة رغم تشويش في عروضات غير لائقة.
يحكي الفيلم عن جريمة وقعت ضحيتها إحدى نساء المجتمع المصري المخملي، و التي كان بيتها مسرحا لسهرات و (فرفشات) لوجوه و شخصيات مرموقة احتلت مراكز هامة … كان المحقق يبحث عن (مجرم قاتل واحد) و بإستماعه إلى عدد من الشهود و سؤالهم عن وقت تركهم صالون” الست” و ماذا فعلوا بعدها ، و إلا كل واحد تجري عليه سهام الاتهام ،و هنا يبدأ الكشف عن قصص الفساد و السرقة و التزوير .
كان هناك التاجر الذي ينتظر أن يسدل الليل استاره ليروّج و يبيع المخدرات و هو مرتكب جريمة بحق الوطن و المجتمع .تم اعتقاله بتهمة مخالفة القانون ..
كان هنالك ناظر المدرسة الذي يعدّ آخر انفاس الشمس و يصفّق لغزو الليل ليتسلل إلى المبنى التربوي لتزوير نتائج المسابقات و العلامات بالرشى و الأمر من جهات فاعلة او نافذة ، فيقدّم للمجتمع الغثّ و الزبد، و يحرم التفوق و الحقوق . اعتُقل بتهمة الغش و الإساءة لشرف المهنة….
و ايضا كان الطبيب المشهور الذي يجري عمليات الإجهاض المحرّمة و الممنوعة ، و يتقاضى الأجر العالي من سقطة و زلّة وعلاقة آثمة ، فينتهي به الامر بالطرد من مهنة الاخلاق و الطب الإنساني ، و اعتُقل بمخالفة الشرع و القانون ..
و ايضا ذلك المنافق الذي كان يدّعي أنه السكرتير الاول لمعالي الوزير فيمرر الصفقات و َيَعِد بتسوية المخالفات ،اعتُقل أيضا بتهمة الإساءة و انتحال صفة .
غصّت قاعة الانتظار بالقسم الأمني بكبار المجرمين و الفاسدين و السارقين .
كان المحقق يبحث عن قاتل واحد والآن أمامه قتلة و سفلة ،
تم كشفهم بسبب وجودهم قبل أو اثناء ارتكاب جريمة قتل سيدة المجتمع الذي يندّى لها جبين الشرفاء خجلا ..
و بالعودة لصاحب و هدف المقال ذلك الغراب الذي ينتمي إلى عشيرة اخلاقية ، فمجلس الغربان يجتمع لإنزال العقوبات القاسية بكل غراب خرّب عمدا بيت زميله ، ويُحكم بالموت نقرا على كل من اغتصب انثى رفيقه ..
هذه المملكة ” المدينة الفاضلة ” التي كان لأحد أفرادها مهمة تعليم اول قاتل بالتاريخ كيف يواري سوأة أخيه المقتول ظلما.. و لا يُذكر الغراب في أمثالنا الشعبية إلا أنه ( سارق الصابون ) ، و هناك الف سيناريو حول هذه التهمة حيث أن أحدهم سأل الغراب لمَ تفعل هذا فأجابه : ” الأذى طبع ” …
يجب إعادة الإعتبار الى الغراب، و لعلّه إفتراضا كان يسرق الصابون ربّما ليغسل جذوع الشجر من قطرات الدم المسفوح…
و ربما ينظف دم الناظر و التاجر و المدّعي الفاجر ….
براءة للغراب من سرقة الصابون ..
و ياليته فعل !!؟ حتى يرتاح المجتمع من المذنبين ، و ممن سرقوا أموال الناس و افقروهم ..
براءة للغراب ، كما تمت تبرئة ذئب أخوة يوسف الذين الصقوا به العار و هو البرئ من دم الصدّيق..
ليت احد القضاة يحقّق مع الغراب عن سرقة الصابون ، لعلّ المتهم يُدلي بأقوال و اعترافات عما عايشه و اطّلع عليه من سماسرة الوطن ..
و براءة للغراب لأن الادب الجميل قال عنه كما يُعتقد أن صوته كان جميلا ،و لكن لما عاين المنجل الاسود يهوي على الرأس الطاهر نعب بصوت أجشّ حزين …
عندما تسمعون نعيب الغراب ، فلا تصدقوا أنه جاء ليسرق ، بل لأنه قد راي عَيانا القتل و النشل و السلب ..
هناك من قتل امرأة ، و هنا من قتل الوطن و المواطن ..
و صدق من قال :” قتل امرئ في غابة جريمة لا تُغتفر ، و قتل شعب آمن مسألة فيها نظر ” .
تعليق من الزميل حسن صبرا
المذنبون
تدل عليهم الاستاذة فلك ، وهم كأنهم يتحسسون بطاحاً على رؤوسهم ، ولأنهم من دون احساس تبصق على وجوههم فيقولون ببلاهة وفجور ان الدنيا تشتي
يا استاذة فلك
ستظلين شوكة في حلوق المذنبين وانت وردة بأريج عطر كلماتك نثراً وشعراً فكراً وعبراً ولن تيأسي فمثلك خلق ليبث الامل
لذا ستظل فلك مصطفى الرافعي ملاذ المساكين والآملبن في لبنان الحزين
حسن صبرا