السعودية تسعى إلى التحوّل مركزاً للثقافة والسينما مع تراجع بيروت وبغداد والقاهرة ودمشق
النشرة الدولية –
اوردت صحيفة نيويورك تايمز، أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى أن تصبح مركزاً ثقافياً وقوة سينمائية في الشرق الأوسط، ما يعكس تحولات نوعية في الصناعات الابداعية في العالم العربي.
وفي مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، سار النجوم العالميين، ومنهم الممثلة الأميركية هيلاري سوانك والعارضة البريطانية نعومي كامبل، على سجادة حمراء في حفل لا تختلف تفاصيله عن المهرجانات العالمية بأزياء تتناسب مع حجم الحدث.
وأعلن المسؤول في وزارة الاستثمار السعودية بهاء عبدالمجيد أن الهدف الوحيد يعود إلى تحويل المملكة مركزاً جديداً لصناعة الأفلام في المنطقة.
وعلى مدار القرن الماضي، وفي وقت اشتهرت المملكة في مجال النفط، برزت القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد كمنارات ثقافية عربية في ظل إنتاج الأفلام والأغاني، ونشر كتب المثقفين والأدباء. لكن خلال السنوات الماضية، تراجع دور هذه العواصم العربية نتيجة الصراعات والانهيارات المالية، إذ دمرت الحرب استوديوهات التلفزيون السوري وناشري الكتب في بغداد، وترك الانهيار الاقتصادي السينما اللبنانية تكافح من أجل البقاء.
أما السعودية، فأصبحت تنفق المبالغ الطائلة، لدعم صانعي الأفلام السعوديين في دراستهم في الخارج وإنشاء مدارس تدريب محلية ومسارح واستوديوهات تسجيل صوتية، فضلاً عن تمويل مبادرات لتشجيع الفنانيين التشكليين والموسيقيين والطهاة السعوديين.
وقال المخرج والمنتج الفرنسي اللبناني فيليب عرقتنجي: “السعودية تملك الموارد المالية. ونحن نمتلك ثراءًا في القصص”.
واعتبرت المنتجة السينمائية والمسرحية السعودية منى خاشقجي أن الوقت قد حان للتألق في المملكة العربية السعودية.
وأكدت ريبيكا جوبين، أستاذة الدراسات العربية في كلية ديفيدسون الأميركية، أن الإنتاجات السعودية قد تستمر في جذب مواهب التمثيل والكتابة والإخراج من لبنان وسوريا ومصر، ما سيسمح لها بالوصول إلى جماهير خارج المملكة.
وتشكل هذه الجهود جزءاً من التغيير الواسع النطاق الذي قاده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويشمل السماح للنساء بقيادة السيارة لأول مرة، ومنع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشجيع الجنسين على الاختلاط في الأماكن العامة، فضلاً عن بناء صناعة ترفيهية لتحفيز الاقتصاد وتوفير فرص عمل في مجالات مختلفة.