تسفير الوافدين!
بقلم: الجازي طارق السناف

النشرة الدولية –

انتشر مؤخرا خطاب عنصري تجاه المقيمين في الكويت عبر منصات التناحر الاجتماعي، ووصل التنمر لمراحل يرثى لها، المطالبة بترحيل المقيمين عن الكويت أصبح سلوكا مخزيا لا يمثل شعب الكويت المتراحم المتعايش.

المطالبون بترحيل وتسفير المقيمين هم أول من يتباكى عند مكاتب شركات استقدام العمالة المنزلية لأن عاملتهم «هربت»، أو لأن الشركة رفعت سعر استقدام العامل، هم أول من يسلم أبناءهم بيد «الناني» لترعاهم، لأنهم يفضلون النوم والراحة، هم أول من «يولول» في أول أيام رمضان بحثا عن عاملة تطبخ لهم، هم من يجلسون تحت المكيفات «رجل على الأخرى» ويعتمدون على عامل المحطة حتى «يعبي» البنزين أو يجلب لهم غرضا أو يقدم لهم خدمة أو توصيل طلب أو تصليح وتنظيف وغيرها!

هؤلاء المرفهون المترفون المدللون، من «برجهم العالي» يحكمون، هؤلاء الذين لا يعرفون ربما كيف يغسلون ملابسهم بأنفسهم، ولا تنظيف غرفهم، ولا ربما القيام بمشوار قريب دون مساعدة من «وافد»، لن يعرفوا معنى «لقمة العيش»، لن يعرفوا معنى أن الإنسان «يشقى» من أجل أسرته، ونحن نتحدث عن المقيمين الذين ساهموا ويساهمون في نهضة البلاد والمجتمع وخدمة الوطن، ويعملون بشرف من أجل لقمة العيش، ولا نتحدث عن المخالفين وأصحاب الجرائم.

إن كنت لا ترغب بالوافد/ المقيم، ابدأ بنفسك، واشتغل أو شغل أبناءك وبناتك في هذه الوظائف الشاغرة، عامل نظافة، سباك، حداد، نجار، ميكانيكي، عامل بناء، عامل منزلي، سائق ديليفري، سائق ونش، عامل محطة بنزين، مربّ/ مربية، كاشير، مندوب، عامل صحي، بورتر في الوزارات، فني تصليح، حمالي، زراع، كهربائي… إلخ، ثم طالبوا بعدها بتسفير المقيمين، ولن نعترض.

 

٭ بالقلم الأحمر: وبعض الداء ملتمس شفاه، وداء الحمق ليس له شفاء!

زر الذهاب إلى الأعلى