سقوط مُريع لشواذ الفكر في فلسطين
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
سقوط جديد موجع وغير متوقع لرقعاء الفكر في فلسطين، سقوط بصورة مهينة لأحد رجالات السلطة الفلسطينية، سقوط أثبت ان لا أحد يتم محاسبته، سقوط فكري ولغوي وأخلاقي قل نظيره في دول العالم، سقوط حين اتهم أحدهم “ويترفع قلمي عن ذكر اسمه ومنصبه” بأن أمهات الشهداء في فلسطين شاذات، والشذوذ ليس بمعناه الحرفي لكنهن شاذات عن قواعد الأمومة كونهن يرسلن ابنائهن للدفاع عن فلسطين ويرتقي الأبطال الذين أنجبنهن شهداء.. تخيلو معي ان قائد جيش يصف جنوده بالشواذ كونهم يقاتلون لأجل وطنهم.. تخيلوا معي فقط ثقل الكلمات وتردي الفكر.
الحمد لله ان عبدالقادر الحسيني لم يسمعك وأن محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير وابو جهاد وابو إياد وكمال عدوان قد استشهدوا منذ زمن، وهؤلاء لم يسمعوا فضيحتك وفريتك حين وصفتهم بأبناء الشاذات، تخيلو لو الرئيس الشهيد ياسر عرفات ما زال حياً، فهل كات يرضى أن تكون أمه شاذه كونه مات مسموماً، ماذا لو سمعك أحمد ياسين ويحيى عياش وأنت تنطق بهذه الكلمات، لقد اسقطت يا “هذا” المقاومة جملة وتفصيلا، واعتبرت انه ليس من حق شعب مُحتل أن يبحث عن استقلاله، وطالبت بالرضوخ للعبودية والبقاء تحت ذُل الإستعمار، هل هكذا ترتبيت في بيتك؟، وهل علمتك أمك القبول بالمهانة وأن لا ترد الضيم والاعتداء عن نفسك.؟
لقد اثبت بأن العقلاء في فلسطين يتلاشون، وان الذين يحتلون المقاعد الأولى يجب أن يحصلوا على صك الغفران من الصهاينة، وعليهم أن يثبتوا أنهم أكثر منهم دعماً للصهيونية، فلقد وصفت أمهات الشهداء بوصف يخجل الصهاينة عن وصفهن به، كونهم يدركون ان هؤلاء
رجال ثابتون على الحق وليس من أبناء أوسلو ومعاهدات السلام التي جلبت العار والمهانة، ويدركون ان هذه النوعية من النساء هن اللواتي يلدن الأحرار ويحررن الاوطان، وهنا يظهر اختلاف نوع الحلم والوطنية، فالبعض و”هذا” منهم يعتقدون ان الصراع لأجل المناصب اشرف وأهم من الصراع لأجل الحرية والاستقلال، ليحاول “هذا” وأمثاله خلخلة موازين المقاومة والحرية حين يتواون المناصب وهم لا يعرفون معنى وقيمة الوطن.
لقد توقعت كغيري أن يجري تحقيق موسع في السلطة وربما فصل “هذا” الذي هاجم نساء فلسطين، لكن يبدوا أن وباء الإساءة للشعب الفلسطيني اصاب العديد من القيادات في السلطة، حتى أن بعضهم لا يستقبل إلا من يسيء للقضية الفلسطينية، على اعتبار ان هذا إنجاز وطني، لذا فإن على السلطة أن تفتح تحقيق موسع وتحاسب “هذا” الذي أهان الأم الفلسطينية وتاريخها ومستقبلها، كما أهان كل فتاة فلسطينية كونهن تربين في ذات المدرسة العظيمة، لكن على ما يبدوا فإن السلطة لن تحرك ساكناً كون ما قاله “هذا” يثبت ولائها للكيان الصهيوني ويضمن بقاء رجالاتها في مناصبهم.
ل”هذا” وغيره من رجالات السلطة نقول ما يقوله شعب فلسطين: “لا يوجد شاذات في فلسطين وأن فكر المقاومة هو الفكر السيلم، لكن إن كان “هذا” يشعر بأن هذا الفكر شاذ، فهذا يعني أنه صاحب فكر شاذ حسب الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وان مثل هكذا رجال لا يمثلون إلا أنفسهم كون القضية أكبر منهم وهذه إحدى مصائب القضية الفلسطينية العظيمة حين تحدث بها أقزام يرتعبون من أي صرخة يحسبونها عليهم، وهذه صفات المنافقين”.
آخر الكلام:
لك الله يا فلسطين ولن تحميك إلا أياد الرجال وقلوب الابطال وشباب عِظام صنعتهم أمهات فلسطينيات، لذا ليصمت المرتجفون فلا مكان لهم اليوم في الحاضر الفلسطيني ولن يذكرهم التاريخ إلا باسوء الصفات.