الحراك السعودي في لبنان… هل ينتزع الاكثرية؟
بقلم: ايناس كريمة

النشرة الدولية –

لبنان 24 –

احد أبرز الاسئلة التي طُرحت مع تصاعد حراك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بين المناطق اللبنانية بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية يتمحور حول رغبة المملكة العربية السعودية في زيادة الاندماج السياسي في المرحلة المقبلة والعمل على تحفيز الناخبين للمشاركة في هذا الاستحقاق المصيري بهدف التأثير على نتائجه والدخول بشكل مباشر وجدّي في المعترك الانتخابي.

اهمية هذا السؤال لا ترتبط بعودة المملكة للحياة السياسية اللبنانية وحسب، رغم ان هذا الأمر يبدو حتماً بالغ الاهمية، لكنها ترتبط أيضاً بتبعات هذه العودة حيث أنها قد تكون مدخلاً لإحداث انقلاب في موازين القوى الانتخابية إذ يصل البعض في التحليل الى حدّ قلب النتائج رأساً على عقب في حال تمكنت المملكة من إقناع الرأي العام عموماً بالتصويت لصالح خياراتها السياسية.

تؤكد مصادر شديدة الاطلاع بأن الحراك السعودي، وبالرغم من تنوّعه في الايام الفائتة لا يرتقي الى مستوى قلب النتائج أو دفع الرأي العام السنّي الى التصويت بكثافة في الانتخابات، لأن مثل هذا الحراك يحتاج لفترة طويلة من التحضير المسبق والتخطيط المدروس الامر الذي لم يحصل جدياً في المرحلة الماضية.

وتضيف المصادر بأن قلب موازين القوى في الساحة السنّية يحتاج ايضاً الى عدة عوامل رئيسية لا يمكن للانخراط السعودي تأمينها في فترة قصيرة، فالبحث عن الامكانيات والماكينات الانتخابية والحلول المرتبطة بواقع رئيس مجلس الوزراء الاسبق سعد الحريري جميعها أدوات أساسية في الانتخابات لم ترغب السعودية الدخول فيها، بل اكتفت بحصر حراكها بجولات السفير البخاري وبعض الخطابات الاعلامية التي تعبر عن مواقف المملكة الاساسية.

واعتبرت المصادر بأن السعودية ترغب بشكل حاسم بتحسين واقع حلفائها في لبنان وهذا الامر ليس فيه بحث او نقاش، بل على العكس إذ جزمت المصادر ان تحسين واقع حلفائها من شأنه أن يساهم في تحسين شروطها التفاوضية المرتبطة بالساحة اللبنانية او بعملية المفاوضات الاقليمية في حال حصولها في المستقبل القريب.

وتربط المصادر معلوماتها بالحديث عن تسوية اقليمية بين الرياض من جهة وطهران ودمشق من جهة اخرى او بما يمكن وصفه ببوادر تسوية تقضي بعدم تكثيف السعودية حراكها السياسي في لبنان، إذ إن نتائج الانتخابات بعد تسوية مماثلة، في حال صدقت التسريبات، ستكون هامشية ولن يصبح فوز هذا الفريق او ذاك بالأمر الأساس!

وترى المصادر أيضاً بأن ما سيحدث في الساحة السنّية كنتيجة للتحركات السعودية سيكون له تأثير ما بغض النظر عن مدى حجمه الا انه سيؤدي الى تقليص الاكثرية النيابية مع عدم السماح للاكثرية الحالية بالفوز المريح في الانتخابات المقبلة من دون مغالاة في التحليلات التي تبالغ  في التأكيد على أن السعودية وحلفاءها سيتمكنون من انتزاع الاكثرية النيابية من الفريق الاخر ذلك لأن التحركات المستجدة بدت متأخرة جداً.

Back to top button